الاحتلال يغلق محلات عربية بالبلدة القديمة بحجة كورونا 
 
مرايا – سلط برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني، الاثنين، الضوء على استمرار تمييز سلطات الاحتلال، باغلاق الاسواق العربية في البلدة القديمة ومضايقة زوارها بحجة كورونا.

وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد للاسواق العربية في البلدة القديمة وقد ظهر قسم كبير من محلاتها مغلقا.

وأشار التقرير الى انه رغم قرار سلطات الاحتلال تخفيف القيود التي فرضتها بسبب وباء كورونا، الا انها اصرت على الابقاء على جزء من المتاجر مغلقا بحجة ان البلدة القديمة مكانا مسقوفا، الأمر الذي يراه تجار البلدة اهدافا سياسية للاحتلال من اجل تفريغ القدس من الفلسطينيين.

كما عرض التقرير مشاهد من سوق محني يهودا المسقوف في الشق الغربي للمدينة المقدسة، ظهرت فيه جميع ابواب المحال التجارية مفتوحة دون أي عائق، مما اثار حفيظة التجار المقدسيين الذين يعانون من الاغلاق اوالمخالفات الباهظة في حال فتحوا متاجرهم، اضافة الى المخالفات التي يتعرض لها زوار السوق، فيما قامت بلدية الاحتلال باستغلال الاغلاق من اجل توزيع ضرائب الارنونة المعروفة باسم ضريبة المسقوفات، والتي تستخدمها كسيف على رقاب التجار المقدسيين.

وبين التقرير ان هدف الاحتلال من هذا التمييز بين الاسواق العربية واليهودية هو تحويل الحركة التجارية من القدس الشرقية الى الشق الغربي منها بهدف تفريغها، وهذا ما يحصل فعليا حتى مع المقدسيين انفسهم، فهم يجدون انفسهم مضطرين الى الذهاب الى الاسواق اليهودية لشراء احتياجاتهم الضرورية لان “من يذهب للأسواق العربية يتعرض للمضايقات والمخالفات من قبل شرطة الاحتلال، اضافة لاغلاق الاسواق بشكل كبير”، على حد تعبير المقدسية دانا عكة التي كانت تتسوق في احد الاسواق اليهودية.

التاجر المقدسي يعقوب الشيخ قاسم، قال ان شرطة الاحتلال متمركزة في اسواق البلدة القديمة كخان الزيت وسوق العطارين، مشيرا الى ان التاجر المقدسي أكثر المتأثرين باجراءات الاحتلال، من خلال زيادة الضرائب وعدم وجود اعفاءات.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الاعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو، برئيس غرفة تجارة القدس الأسبق، حجازي الرشق، الذي بين ان في البلدة القديمة 1372 محلا تجاريا و421 محلا للتحف الشرقية، وان سلطات الاحتلال قامت باغلاق 354 محلا من اجمالي المحلات قبل جائحة كورونا “أي لغاية نهاية العام 2019”.

ولفت الرشق الى ان البلدة القديمة مدينة تاريخية واثرية ودينية، تعتمد بشكل أساسي على الافواج السياحية والزوار والمصلين القادمين من كل المدن والمحافظات ومن الداخل الفلسطيني، وبالتالي فان التاجر يعتمد على الزوار، وان معاناته موجودة قبل كورونا و”تزداد عاما بعد عام”، الا ان قدوم جائحة كورونا زاد من معاناته بشكل كبير، بسبب استغلال سلطات الاحتلال لها لتهويد المدينة وضرب الحركة التجارية بها وتفريغها من سكانها.

وأوضح الرشق انه بعد الاغلاق الاخير الذي استمر 42 يوما ومنع المواطن من الخروج من بيته لمسافة ابعد من الف متر، فانه عند فك الاغلاق في السابع من الشهر الجاري، انطلق المواطنون الى البلدة القديمة بحسب دعوات تم توجيهها من قبل المجتمع المقدسي للتوجه الى البلدة من اجل شراء احتياجاتهم من الاسواق العربية والمساهمة في معافاة التجار من الخسائر الفادحة التي تكبدوها خلال الاغلاق، الامر الذي لم يعجب سلطات الاحتلال التي ارسلت الشرطة لاغلاق جزء كبير من المحلات، بحجة انها بمناطق مسقوفة و”حيوية”، رغم التزام المواطنين والتجار بارتداء الكمامات والتباعد والتقيد باجراءات السلامة العامة.

وفي حديثه عن محاولات التجار للتصدي لهذه المشاكل، أشار الرشق الى ان بعض التجار بدأوا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لبضائعهم وتقديم العروض بالاضافة لخدمة التوصيل للمنازل، مؤكدا ان هذا المشروع بدأه الصندوق الهاشمي تحت عنوان “دكاكين القدس” وهو مشروع لتسويق البضائع الفلسطينية عبر الانترنت، داخليا وخارجيا.