مرايا – بشكل جذاب ومبتكر يمزج بين الطابع الترفيهي والتعليمي، أطلقت جمعية برج اللقلق المجتمعي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، لعبة إلكترونية حملت عنوان “حارس المسجد الأقصى”، كي تُحاكي المسجد الأقصى المبارك ومعالمه الإسلامية افتراضيًا.
وتتيح اللعبة التي يمكن تحميلها على الهواتف الذكية، للاعبين التعرف على المسجد الأقصى ومعالمه كافة من خلال التجول في باحاته، للحفاظ على تراثه وهويته الإسلامية، في مواجهة مساعي الاحتلال الإسرائيلي لتهويده وطمس معالمه.
ونظرًا لما يشكله المسجد الأقصى من قدسية ومكانة خاصة لدى المسلمين، وفي ظل ما يتعرض له من عمليات تهويد إسرائيلي ومحاولات مستمرة لتغيير طابعه الإسلامي، ارتأت جمعية برج اللقلق إطلاق مثل هذه اللعبة الافتراضية بطريقة إبداعية مبتكرة تُلفت انتباه كل من يستخدمها.
ويُعتبر الأقصى من أكثر المعالم قدسية عند المسلمين، ويقع داخل البلدة القديمة بالقدس، وتبلغ مساحته 144 دونمًا وهو اسم لكل ما دار حول السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة.
ويحتوي على أكثر من 200 معلم إسلامي، منها المصليات وتضم (المصلى المرواني، المسجد القبلي، قبة الصخرة التي أتم بناءها الوليد بن عبد الملك، ومسجد الأقصى القديم)، بالإضافة إلى أماكن الوضوء، المصاطب، المحاريب، المنابر، أسبلة لمياه الشرب، والمدارس، والعديد من البوائك.
أهمية الفكرة
وعن تفاصيل المشروع، يتحدث منسق المشاريع في الجمعية، مطور فكرة لعبة “حارس الأقصى” محمد صلاح لوكالة “صفا”، قائلًا إن فكرته تأتي انطلاقًا من أهمية المسجد الأقصى ومكانته، وضرورة التعرف عليه والتجول في ساحاته وزيارة معالمه ولو كان افتراضيًا.
ويوضح أن الجمعية أطلقت اللعبة خلال العام 2019، بنسختها الأولى، والتي لاقت صدى كبيرًا وانتشارًا واسعًا في تحميلها على الهواتف الذكية بنظام “أندرويد” و”IOS”، وأصبحت ملاذًا للجميع، ونافذة يطل منها العالم العربي والإسلامي على الأقصى.
وحاز تطبيق اللعبة الإلكتروني في نسخته الأولى، على اهتمام واسع بأكثر من 300 ألف تحميل، حتى بات مطلب طرحه باللغتين الإنجليزية والتركية متاحًا أيضًا اليوم للجميع، ولكن بنسخته الثانية، والتي أطلقتها الجمعية أمس.
ويشمل الإصدار الثاني الجديد من لعبة “حارس الأقصى” بحسب صلاح-إضافة شخصية الفتاة (حارسة الأقصى، ومعالم جديدة مثل (سبيل قايتباي، سبيل قاسم باشا، وباب الرحمة).
ويبين صلاح مدى أهمية التجول في ساحات الأقصى، والتعرف على معالمه التاريخية والحضارية والدينية، كالمصليات والقباب والأسبلة وقبة الصخرة المشرفة وغيرها، بطريقة ثقافية وترفيهية تعليمية تجذب انتباه كل المستخدمين واللاعبين.
وتتكون اللعبة من عدة مراحل، يكون فيها اللاعب بالمرحلة الأولى مثل “الزائر”، يزور المناطق الأثرية والتاريخية كافة داخل الأقصى ومحيطه، كقبة الصخرة والمصلى المرواني وحائط البراق، وباب العمود، ليتجول فيها افتراضيًا، بحثًا عن “الكنز المفقود”.
ويضيف صلاح أنه في نهاية كل مرحلة يُطلب من اللاعب الإجابة على عدة أسئلة تتعلق بالأقصى ومعالمه، وإذا كانت كل الإجابة صحيحة يمكن أن يكون “حارسًا للأقصى” تُوكل إليه مهام جديدة، وتنتهي بالمستوى الأعلى وهو “مرشد المسجد”.
مشروع مميز
وما يميز لعبة “حارس الأقصى”، أنها ترتبط بالمسجد المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وبتاريخه ومعالمه وحضارته الإسلامية العريقة، والتجول بداخله افتراضيًا، حفاظًا على مكانته وقدسيته، وكشف ما يحيكه الاحتلال ضده.
ويشير صلاح إلى أن فكرة اللعبة تم برمجتها من محمد عبد الحق ومحمد شريف من خلال شركتي “سمارت بال” و”انترتيك”، بالإضافة إلى الراوي التاريخي إيهاب الجلاد، والذي أسهم أيضًا في وضع الأسئلة.
وحققت اللعبة منذ انطلاقها بنسختها الأولى أرقامًا وصلت إلى ربع مليون تحميل على “أندرويد”، و100 ألف على “أيفون”، كما يوضح منسق المشاريع في “برج اللقلق”.
وبعد إطلاقها النسخة الجديدة، تسعى الجمعية لزيادة عدد تحميل التطبيق مع إدخال لغات وشخصيات ومواقع جديدة على اللعبة، والتي تعتبر كوسيلة عابرة للقارات والدول العربية والعالمية.
ويشير صلاح إلى أن جمعية برج اللقلق تنفذ عشرات المشاريع والفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية، والتي تخدم مدينة القدس، بأطفالها وشبابها ونسائها، وتحسين واقعها.
وتطمح الجمعية المقدسية الفلسطينية إلى إطلاق اللعبة في نسختها الثالثة بلغات أخرى متعددة، حتى تصبح نافذة جديدة لكل أنحاء العالم، تطل على المسجد الأقصى، بسبب حرمانهم من زيارته تحت وطأة الاحتلال وإجراءاته العنصرية.
طريقة جديدة
أما الباحث إيهاب الجلاد، فيقول لوكالة “صفا” إن اللعبة تمثل طريقة جديدة ومن أفضل الوسائل في توصيل المعلومات ومعرفة تاريخ ومعالم الأقصى بقالب لطيف وممتع للكبار والأطفال، خاصة أن المعلومة تكون جافة لغير المهتمين بالتاريخ.
ويضيف “لكن عندما تكون المعلومة في إطار حركة بصرية وجسدية ممزوجة بالتفاعل والتشويق، تكون أولى للالتقاط والتتبع، وبالتالي فإن اللاعب سيكسب معلومات مهمة وجديدة عن المسجد الأقصى دون أن يشعر”.
ويوضح أن فكرة اللعبة تندرج ضمن أربعة مستويات، بحيث تتوسع وتزداد صعوبة الأسئلة مع التقدم بالمستوى، وفي كل سؤال يتم طرح 3 أو 4 خيارات للإجابة عليها، حتى الوصول إلى معرفة “الكنز” وهو حارس الأقصى.