عين على القدس يرصد تصعيد الاحتلال لعمليات هدم بيوت المقدسيين 
 
مرايا – رصد برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الاردني، أمس الاثنين، تصعيد سلطات الاحتلال الاسرائيلي عمليات هدم بيوت المقدسيين الى جانب تزايد الاعتداءات عليهم وعلى ممتلكاتهم من قبل المستوطنين.

وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس مشاهد لآليات الاحتلال وهي تقوم بهدم بيت المقدسي المقعد حاتم أبو رياله بحضور عدد كبير من شرطة الاحتلال، لافتا الى ان الهدف من هذه العمليات هو تضييق الخناق على المقدسيين الصامدين بوجه سياسات الاحتلال العنصرية.

وأوضح التقرير ان سلطات الاحتلال قامت منذ مطلع العام الحالي بتشريد عشرات العائلات المقدسية وهدم منازلهم بحجة عدم الترخيص، رغم انه لا يمنح تراخيص للبناء او لتوسيع منازل المقدسيين.

المقدسي حاتم ابو رياله، قال انه يعاني من هذه المشكلة منذ 22 عاما، حيث تم هدم منزله 6 مرات منذ العام 1999، مشيرا الى انه “يبني ومن ثم هم يهدمون”.

واضاف بانه تعرض للسقوط اثناء احدى عمليات الهدم واصيب بشلل نصفي، الامر الذي زاد في معاناته، الى جانب الخسائر المادية والديون التي تكبدها نتيجة لاعادة البناء، واوضح انهم يقومون بالهدم بحجج واهية.

ولفت التقرير الى انه وبالتزامن مع تزايد عمليات الهدم، هناك تزايد في مسلسل الاعتداءات التي ينفذها “قطعان” المتطرفين اليهود بحق المقدسيين والصحفيين بدون حسيب او رقيب، وان هذه الاعتداءات تكاد تكون شبه يومية في الآونة الاخيرة، وفي معظم احياء المدينة المقدسة، حيث تم الاعتداء على الكثير من المقدسيين من خلال تكسير سياراتهم ومحاولة قتلهم وهم بداخلها، وان الامر وصل الى ان هذه الاعتداءات تحدث أمام اعين شرطة الاحتلال، كما حدث مع الصحفي المقدسي فايز أبو رميله، الذي قال بان سيارته تعرضت للهجوم والتكسير من قبل المستوطنين بتواجد الشرطة.

وأضاف ابو رميلة انه طلب من الشرطة مساعدته هو وزملائه المتواجدين معه بالسيارة لاخراجهم من المنطقة، الا ان المعتدين قاموا برمي البيض والماء عليهم، وقاموا بتكسير السيارة ورمي “مواد ذات رائحة كريهة داخلها”، كما أشار الى ان عدم تعرض هؤلاء للملاحقة القانونية يؤدي الى زيادة وتيرة هذه الاعتداءات.

والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، الناطق الإعلامي باسم مؤسسة بتسيلم الحقوقية، كريم جبران، الذي تحدث للبرنامج من القدس عبر اتصال فيديو، وأكد ان الانتهاكات الاسرائيلية بحق القدس والمقدسيين “لا تعد ولا تحصى”، وان كل المنظومة الحكومية داخل القدس تسعى بجميع الطرق الى الضغط على المواطن المقدسي، موضحا أن عمليات الهدم جزء واحد من عمليات الضغط التي يتعرض لها المواطن المقدسي منذ بدء الاحتلال عام 1967 وحتى الآن، وان هذه العمليات تتصاعد عاما بعد عام ويتركز الاستهداف في مجال البناء والاسكان للمواطنين المقدسيين.

وبين جبران انه في عام 2019 تم هدم 170 منزلا مما يعني تشريد 170 عائلة داخل القدس نصفهم من الأطفال، وفي العام 2020 وبالرغم من وجود جائحة كورونا ودعوات منظمة الصحة العالمية بالاغلاق والتباعد الاجتماعي، الا ان الاحتلال قام بالتصعيد بانتهاكاته بحق المقدسيين وقام بهدم 121 مبنى سكنيا في القدس المحتلة، كما لفت الى ان هناك استهداف واضح للوجود المقدسي من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين الذين يقومون بالاعتداء المباشر على المقدسيين نتيجة لعدم وجود محاسبة من قبل الجهات الامنية الاسرائيلية المختلفة كالشرطة والمخابرات والجيش، اضافة الى ان هذه الاعتداءات المتواصلة لا تقتصر على المدينة المقدسة فحسب، بل في داخل الضفة الغربية كذلك.
وأوضح جبران ان سلطات الاحتلال خلال 53 عاما من الاحتلال، قامت باختراق القانون الدولي من خلال ممارساتها داخل القدس وجميع المناطق المحتلة، وعمقت منظومة “ابرتايد” التي تمتد من البحر الى النهر على جميع الاراضي الفلسطينية، سواء داخل الخط الاخضر او داخل المنطقة المحتلة عام 1967، بهدف خلق سيطرة يهودية عرقية كاملة على كامل الاقليم، غير مبالية بالانتقادات الموجهة اليها من قبل المجتمع الدولي.

أما عن الجانب الامريكي، قال جبران ان الادارات الامريكية المتعاقبة قامت بعملية دعم “شبه مطلقة” للسياسات الاسرائيلية على الأرض، وبالرغم من وجود بعض الانتقادات “الخجولة” من بعض الادارات، كادارة اوباما، الا ان اسرائيل لم توقف عمليات الاستيطان والهدم، بالاضافة الى ان الحكومات السابقة كانت توفر غطاء لاسرائيل داخل مجلس الامن والمنظمات الدولية.

واستشهد بالهجمة “الشرسة” التي قام بها ترمب على المحكمة الجنائية الدولية والمدعية العامة لها وطاقمها وتهديدهم بسحب التأشيرات منهم ومنعهم من دخول الولايات المتحدة، لاتخاذهم قرارا بفتح تحقيق حول انتهاكات وجرائم حرب قامت بها اسرائيل تجاه الفلسطينيين، لافتا الى ان ادارة بايدن قامت برفض هذا القرار ايضا.

وعن العودة الى طاولة المفاوضات، قال جبران ان الفلسطينيين قاموا بالتفاوض لمدة 25 عاما، الا ان الاستيطان تضاعف خلال هذه الفترة اربع مرات، خصوصا في القدس المحتلة، التي تم مصادرة جميع الاماكن التي يمكن للمقدسي التوسع بها، ضمن عملية تكريس لضم القدس بالكامل للاحتلال وتهويدها. وبهذا الصدد، لفت جبران الى استخدام سلطات الاحتلال “مصيدة ديموغرافية للمقدسيين” من اجل عزلهم خلف الجدار، عن طريق “غض البصر” عن البناء غير المرخص خارج الجدار لدفع المقدسيين الى الخروج للبناء هناك وتقليص عددهم داخل القدس.

وحول رد المقدسيين على اعتداءات المستوطنين، بين جبران ان القانون الاسرائيلي يتعامل بازدواجية بهذا الصدد، حيث ان المقدسي في حال قيامه بالدفاع عن نفسه، فانه بتعرض للاعتداء من قبل الشرطة والجهات الرسمية الاسرائيلية، وهو ما يشجع المستوطنين على القيام بالمزيد من الاعتداءات.

وتطرق الى دور مؤسسة بتسيلم الحقوقية بالاشارة الى الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الفلسطينيين، ومطالبة المجتمع الدولي من خلال المنظمات الدولية باتخاذ اجراءات عملية ضد ممارسات الاحتلال وعدم الاكتفاء بالادانات اللفظية التي تشجع الاحتلال على المزيد من الانتهاكات، كما حدث مؤخرا بقيام الاحتلال بهدم تجمع “حمصة” بالاغوار وترحيل الفلسطينيين منها، مشيرا الى ان على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته القانونية والاخلاقية تجاه هذه الانتهاكات والخرق الواضح للقانون الدولي من قبل الاحتلال والذي يمارس بشكل يومي على الأرض.
(بترا)