كشف خبير عسكري صهيوني “تفاصيل جديدة حول “خديعة” الاحتلال التي كشفتها حماس في اليوم الرابع من حرب غزة، حين أعلن الجيش عن عملية تدمير الأنفاق، وبداخلها مئات من مقاتلي الحركة.
وكان من المفترض أن يتم تنفيذ العملية بمساعدة تمرين “احتيالي”، من حيث إرسال أدلة ميدانية كما لو كان جيش الاحتلال على وشك القيام بغزو بري لقطاع غزة، مما قد يتسبب بنزول المقاتلين إلى الأنفاق، وحينها يتم القضاء عليهم. وفق الخبير روعي شارون.
وأضاف روعي شارون في مقاله على هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني-كان، أن “العملية فشلت، وهذه خلاصة تحقيق أجراه الجيش، ونشرت تفاصيله لاحقا، لأن فرضية الجيش الصهيوني قامت على أنه عندما أدركت حماس أن غزوًا بريًا على وشك الحدوث، فإن مقاتليها سينزلون إلى الأنفاق”.
وأوضح أن “شيئين لم ينجحا بهذا السياق، أولهما لم يكن الاحتيال الصهيوني فعالاً بما فيه الكفاية، ولم يقم الجيش بتفعيل عبوره للحدود إلى غزة، وثانيهما أن سبب فشل العملية يتمثل بكشف حماس للسلاح السري للجيش الصهيوني، لأن الأداة التي خطط لاستخدامها للقضاء على المقاتلين في الأنفاق عبارة عن قنابل خاصة تخترق الأرض لتدمير الأنفاق”.
وختم بالقول أنه “قبل يومين من ذلك المساء، “قُتل” مسؤول كبير في حماس داخل نفق وسط مدينة غزة، ونتيجة لذلك، أدركت حماس أن الجيش الصهيوني يمتلك مثل هذا السلاح، ولذلك امتنع مقاتلو حماس عن السير تحت الأرض”.
إيتاي بلومنتال وكارميلا منشيه الخبيران العسكريان نقلا في تقريرهما على هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني-كان، عن “أوساط في الجيش الصهيوني أنهم لا يعرفون ما إذا كان قد تم تحقيق ردع استراتيجي ضد حماس، لأن الفشل الأساسي للجيش تمثل في عدم القدرة على منع إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه الكيان، ولذلك فإن التحقيق في حيثيات حرب غزة ما زال في مراحله الأولى، وتم بالفعل تقديم النتائج الأولية منه إلى رئيس الأركان”.
هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني- كان، قالت إن “الحرب انتهت في غزة بدون حصول الكيان على صورة انتصار، وهكذا انتهت الحرب حتى قبل أن نفهم ما أهدافها، وما إذا تم تحقيقها، لأنه طوال الوقت واجه الكيان صعوبة في تقديم روايتها للعالم، رغم محاولاتها إقناع المجتمع الدولي، لكنها لم تعطِ مواطنيها إجابات بعد 11 يومًا من القتال في الجنوب وقطاع غزة، والنتيجة الإجمالية أن صورة النصر تعني صفرا، ليس أكثر”.
وأضافت في مقال أنه “لا تزال قوات كبيرة من الجيش الصهيوني منتشرة على طول الحدود مع قطاع غزة، تستعد لاحتمال انتهاك وقف إطلاق النار، بعد أن تعرض الكيان إلى عدد قياسي للصواريخ، أكثر من حرب لبنان الثانية، وفقط أقل بألف قذيفة عن الجرف الصامد “عدوان 2014″، واليوم ما زال السؤال ماثلا عما أراد الكيان تحقيقه من هذه الحرب، ولماذا تبدو صورة النصر مهمة جدا”.
وأشارت إلى أنه “في ذروة حرب غزة، تلقت المنظومة الدعائية الصهيونية ضربة قاسية عندما انتقد الممثل الكوميدي والمقدم الأمريكي جون أوليفر بشدة العمليات الصهيونية، وجادل بأنه لا ينبغي للكيان قصف غزة، لأن معظم الصواريخ التي أطلقت عليها تم اعتراضها، وانتقد الاعتداءات الصهيونية على الأبراج الشاهقة في غزة، لأن تدمير مبنى سكني يعتبر جريمة حرب، نعم جريمة حرب، ولا أقل من ذلك”.
ونقل عن المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال رونين ميناليس، ـن “الكيان اختار عدم القيام بعدة أمور، أولها أنها لم تعالج بشكل منهجي مسألة المعلومات والوعي، وثانيها وهو الأكثر إشكالية التعامل مع حركة المقاطعة، وثالثها عدم التواصل مع الجماهير المؤيدة لها”.
وأوضح أن “استهداف محمد الضيف ويحيى السنوار صورة لا جدال فيها بأنها إنجاز حرب أو صورة نصر، ولكن بعد أن حاول الجيش القضاء عليهما مرتين في الحرب، فإن هذا التحدي الاستخباري لم يقدم صورة النصر المنشودة، كما أنه لم يكن هناك زعيم صهيوني يقف أمام الكاميرات، ويجيب على الأسئلة أثناء القتال، في الوقت الذي انتشرت فيه الهاشتاغات “أنقذوا الشيخ جراح” و”غزة تتعرض للهجوم”.
وأشار إلى أن “الجهود الحكومية الصهيونية للرد على هذه الحملات ليست موحدة، وبدا عملها غير منظم مقارنة بالطرف الآخر، حيث لا تستخدم الكيان الأدوات التكنولوجية الأساسية لجمع المعلومات، ونشرها على مختلف الجماهير المستهدفة، ولا أحد يتحكم في الرواية الصهيونية التي تصدر، في حين أن رواية الطرف الآخر أبسط، فقط قل “فلسطين حرة”، وحينها سيصفق الجميع لأنها مرتبطة بالروايات التقدمية في العالم”.