يتجدد خطر إخلاء عائلات فلسطينية من حي بطن الهوى ببلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة لصالح جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية مع جلسة النظر في الاستئناف المقدم من العائلات.
ويستعد المقدسي سالم غيث وعائلة جواد أبو ناب من حي بطن الهوى في سلوان، لخوض معركتهم في الاستئناف ضد قرار إخلائهم في محكمة الاحتلال المركزية بالقدس صباح غد الخميس.
وكانت عقدت جلسة في المحكمة يوم الخميس الماضي، للنظر في الاستئناف المقدم من أنجال المرحوم عبد الفتاح جبر الرجبي والمرحوم عوض جبر الرجبي.
وقرر قضاة محكمة الاحتلال تحويل الاستئناف للمستشار القضائي لحكومة الاحتلال أفيحاي مندلبليت بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمام المحكمة تزامنا مع الجلسة.
ويتهدد 86 عائلة من حي بطن الهوى ببلدة سلوان خطر الإخلاء من منازلهم لصالح مستوطني جمعية “عطيرت كوهنيم” بحي بطن الهوى.
حالة قلق وخوف
ويعيش المقدسي سالم عبد المغني غيث (67 عامًا) في حالة من القلق والخوف الشديدين من اقتراب موعد النظر في الاستئناف ضد قرار إخلائه وعائلته من منزله ببطن الهوى، واقتحام المستوطنين منزله والاستيلاء عليه.
ويعاني غيث منذ سنوات طويلة من تهديده بالاستيلاء على منزله في الحي، ما يحرمه من الخروج منه لأي مكان، خوفا من استغلال فرصة خروجه واقتحام المستوطنين منزله.
ويعيش غيث منذ 41 عاما في منزل مكون من طابقين مع زوجته ونجله أشرف وزوجته و6 أبناء.
ويقول غيث لوكالة “صفا”: “جميع أولادي الستة ولدوا في هذا المنزل، ولدي 31 حفيدًا، لن أخرج من منزلي إلا على جثتي، حتى لو أصدرت المحكمة قرارا بإخلائه”.
ويضيف “عرض عليّ المستوطنون نقودا لشراء منزل لي بدلا منه، إلا أني رفضت بيع أو تبديل منزلي بآخر، وسأبقى فيه حتى أموت”.
ويؤكد أن “كل من باع منزله سيخسر أولاده وحياته ومجتمعه ومصيره جهنم”.
ويتابع “أنا مواطن فلسطيني وأعيش في فلسطين ولن أخرج منها، ربنا يثبتنا بوطننا وبلادنا ونبقى صامدين بالتوكل على الله سبحانه وتعالى”.
ويطالب العالم الإسلامي والعربي مشاهدة معاناته وأهالي حي بطن الهوى ونصرتهم.
ويشدد على التكاتف الاجتماعي بين أهالي حي بطن الهوى ووحدتهم، ويأمل النصر من الله والثبات بمنازلهم في الحي.
تصعيد غير مسبوق
وعن وضع حي بطن الهوى، يؤكد رئيس لجنة الحي وأحد المهددين بالإخلاء زهير الرجبي أن ما يحدث هو تصعيد غير مسبوق من حكومة الاحتلال والمستوطنين حيال سكان حي بطن الهوى وغيرها من أحياء سلوان.
ويوضح الرجبي لوكالة “صفا”، أن ملف قضية سكان حي بطن الهوى بسلوان لا يختلف نسبيا عن ملف حي الشيخ جراح، والاحتلال يحاول التلاعب في الملفات من خلال المحاكم.
ويلفت إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها أهالي الحي، وما شهده يوم الجمعة الماضي من قمعه لماراثون القدس بوحشية، باستخدام قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والاعتداء على السكان والمتضامنين، واعتقال مجموعة شبان بينهم فتى، وهدم خيمة الاعتصام المقامة على أرض الحي.
أثر الوقفة الاحتجاجية
وبالنسبة لجلسة الاستئناف في المحكمة المركزية، يشيد الشاب كايد عبد الفتاح الرجبي أحد المهددين بالإخلاء بالوقفة الاحتجاجية التي نظمت تزامنا مع جلسة الاستئناف في المحكمة الأسبوع الماضي، “التي كان لها الأثر الكبير في الضغط على القضاء الصهيوني”.
ويقول لوكالة “صفا” إنه “لأول مرة منذ عام 2015 حتى جلسة الاستئناف في المحكمة، أشاهد التضامن الشعبي الكبير مع قضيتي من أهالي القدس والداخل الفلسطيني”.
ويرى أن “الوقفة الاحتجاجية كان لها الأثر الكبير والصدى بالمحكمة الصهيونية، وعلى مستوى العالم سمعوا بقضيتهم، وتم تحويل النظر في الاستئناف للمستشار القانوني”.
ودعا الرجبي أهالي سلوان والقدس والداخل الفلسطيني إلى التضامن مع عائلتي غيث وأبو ناب غدا الخميس، تزامنا مع جلستهم في المحكمة المركزية بالقدس المحتلة.
أما ناصر الرجبي الأب لـ6 أبناء ومن المهددين بالإخلاء من منازلهم، فيقول: “قضيتي في المحاكم الصهيونية منذ 12 عاما، ونعاني من الجمعيات الاستيطانية التي تستولي على المنازل بحي بطن الهوى وتسعى لإخلائنا من منازلنا بضوء أخضر من الحكومة الصهيونية”.
ويناشد الرجبي، خلال حديثه لوكالة “صفا”، المؤسسات الدولية الأوروبية والدبلوماسيين بالضغط على الاحتلال الصهيوني لمناصرة عائلات حي بطن الهوى وإيقاف قرارات الإخلاء.