كشف مراسل القناة 20 للشؤون العربية باروخ يديد، عن جهود أمريكية صهيونية متواصلة لإنقاذ السلطة من الانهيار بسبب الأزمة الحادة التي تمر بها سواء على صعيد الأزمة الاقتصادية أو الاحتجاجات التي تلت عملية اغتيال الناشط السياسي نزار بنات على أيدي الأجهزة الأمنية التابعة لها.
يديد أشار إلى أن ما يزيد من حالة القلق في الأوساط الأمريكية والصهيونية هو الزيادة الكبيرة في شعبية حماس وتراجع مكانة السلطة وتفكك فتح وقد تجلى ذلك خلال استطلاعات الراي التي أجريت اثناء الحديث عن الانتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية
وكشف مراسل القناة 20 عن اتصالات يومية مكثفة بين وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ مع المسئولين الأمريكيين وسعيه لإحياء المفاوضات وعقد مؤتمر قمة ثلاثية بين “الكيان ” والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، ومطالبته “الكيان” تجاوز مراحل أوسلو والدخول فور في مفاوضات الحل النهائي.
وأوضح يديد أن تصريحات حسين الشيخ الأخيرة بشأن المفاوضات، تنسجم مع ما قاله وزير الجيش الصهيوني بني جانتس واتصالاته المكثفة مع الإدارة الأمريكية لتعزيز مكانة السلطة لتحقيق المصالح المشتركة الأمنية والاقتصادية بينها وبين “الكيان”؛ وهو ما يقوم به وزير التعاون الإقليمي الصهيوني عيسوي فريج على مدار الأسبوعين الماضيين.
ونوه إلى أن زيارة هادي عمر للمنطقة خلال الأسبوع الماضي شكلت ناقوس خطر للكيان وللإدارة الأمريكية ومؤشر على قرب انتهاء عهد عباس وهو ما زاد من قلقها على مستقبل السلطة ومحاولاتها لتعزيز وتثبيت مكانتها قبيل مغادرة أبو مازن الحلبة السياسية وقد تجلي ذلك بمحاولات تغيير هيكلية السلطة والتغييرات داخل الأجهزة الأمنية والسفارات ومسئولي المناطق وذلك على ضوء تراجع السلطة وزيادة شعبية حماس.
وأشار يديد إلى أن الإدارة الامريكية والمسئولين العرب يدركون بأن الحكومة الصهيونية لن تتمكن في هذه المرحلة من العودة للمفاوضات السلمية في تشكيلتها الحالية وستقتصر الجهود في المرحلة الأولى على الاتفاقيات المتعلقة بالمصالح الأمنية والاقتصادية إلى أن تتهيأ الظروف للعودة للمفاوضات السلمية، لافتا إلى أن إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس قد يتم في شهر أكتوبر أو نوفمبر القادم أي بعد تمكن الحكومة الصهيونية من تمرير الميزانية التي تشكل أحد التحديات الرئيسة أمامها.