“مجلس أوقاف القدس”: سلطات الاحتلال الصهيوني وضعت نفسها اليوم في صراع مباشر مع الوجود العربي المقدسي في مدينة القدس المحتلة
قال مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس الشريف، إن سلطات الاحتلال الصهيوني وضعت نفسها اليوم في صراع مباشر مع الوجود العربي المقدسي في مدينة القدس المحتلة عبر أحد أخطر المخططات وأكثرها تدميراً واستهدافاً لأحد أهم المراكز الثقافية والحضارية والتجارية في مدينة القدس المتمثل بشارع السلطان الناصر صلاح الدين وعموم المنطقة الشمالية المحيطة بالبلدة القديمة، وذلك عبر ما سمته بالمخطط الهيكلي المحلي لمركز مدينة القدس الشرقية والذي تم إعداده من خلال ما يسمى باللجنة المركزية للتخطيط والبناء في شهر تشرين الأول من عام 2020.
وأكد المجلس في بيان صحفي الاثنين، رفضه المطلق شكلاً ومضموناً كل ما يحتويه مخطط الاحتلال الصهيوني من أهداف، داعياً أبناء مدينة القدس كافة للالتفاف حول دائرتهم وأملاكهم ومقدساتهم للتصدي لهذا المخطط وإبطاله وإلغائه بالطرق المشروعة.
وتاليا نص البيان:
“على مدار أيام هذا الاحتلال ومنذ أكثر من نصف قرن عمدت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك على تثبيت مظاهر الحياة الأصيلة في عموم مدينة القدس لسكانها، عبر سلسلة متواصلة من إسهاماتها المؤثرة في مناحي الحياة العامة كافة في مدينة القدس المحتلة، وذلك للحفاظ على طابعها العربي وجوهرها وامتدادها إيماناً منها بمدى الترابط الحيوي بين المنظومات الاجتماعية وقدرتها على الحفاظ على الهوية الحضارية والثقافية والدينية في مدينة القدس ودرة تاجها المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية كافة.
ورغم مخططات الاحتلال الصهيوني المتلاحقة، نجحت دائرة الأوقاف الإسلامية بفضل المخلصين من رجالها وبتوجيهات أصحاب الوصاية الهاشمية والقائمين عليها جزاهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء، عملت على دعم وتثبيت وترسيخ معادلات الصمود أمام موجات التهويد تارة والتهميش تارة أخرى، إلا أن سلطات الاحتلال وضعت نفسها اليوم في صراع مباشر مع وجودنا العربي المقدسي عبر أحد أخطر المخططات وأكثرها تدميراً واستهدافاً لأحد أهم المراكز الثقافية والحضارية والتجارية في مدينة القدس المتمثل بشارع السلطان الناصر صلاح الدين وعموم المنطقة الشمالية المحيطة بالبلدة القديمة والتي تشكل الامتداد الطبيعي لوجودنا العربي والإسلامي والمسيحي في هذه المدينة، وذلك عبر ما سمته بالمخطط الهيكلي المحلي لمركز مدينة القدس الشرقية والذي تم إعداده من خلال ما يسمى باللجنة المركزية للتخطيط والبناء في شهر تشرين الأول من العام 2020.
فبعد مناقشة المخطط وتدارسه مع الجهات القانونية والهندسية والفعاليات والمؤسسات المقدسية ذات العلاقة خلص إلى مجلس الأوقاف حقيقة هذا المخطط التهويدي المغلف والمنمق بحجج التطوير وإعادة التنظيم، حيث إن جوهر هذا المخطط وأهدافه في واقع الحال لا يمثل إلا مشروع تقييد آخر للبناء على ما مساحته 665 دونما تمتلك دائرة الأوقاف الإسلامية الكثير من العقارات داخل حدوده، وعلى الرغم من أن الخطورة في مجمل أهداف هذا المخطط إلا أن مجلس الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك يرى بأن ذروة هذه التجاوزات تتمثل بنية اعتبار بعض الأملاك الوقفية حيزاً عاماً وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه أو القبول به، ناهيك عن تأثير هذا المخطط على دور مركز المدينة الذي يعد القلب النابض بالحياة من تجارة وسياحة وتوظيف وريادة أعمال وشركات ومؤسسات تعليمية وعدد من المؤسسات العامة المتنوعة، كما أنه المركز الحيوي الوحيد الذي يخدم سكانها المقدسيين الذي يتجاوز عددهم 400 ألف نسمة وسائر المواطنين من الأراضي الفلسطينية كافة وما يفد لها من زوارها المسلمينِ والمسيحيين من أنحاء العالم كافة.
وعليه وإزاء كل هذا الاستهتار والتجاوزات والمخاطر التي تكتنف مدينة القدس على إثر هذا المخطط يؤكد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية على رفضه المطلق شكلاً ومضموناً كل ما يحتويه من أهداف داعياً أبناء مدينة القدس كافة للالتفاف حول دائرتهم وأملاكهم ومقدساتهم للتصدي لهذا المخطط وإبطاله وإلغائه بالطرق المشروعة.
كما يؤكد مجلس الأوقاف على أن مدينة القدس وضعها القانوني كمدينة تخضع لقوة قائمة بالاحتلال المبني على عنجهية القوة والتي لن تعطيه يوماً حقاُ في تغيير أي وضع قانوني أو سياسي أو ديموغرافي في حدود المنطقة المحتلة، وعليه فإن هذه المخططات وغيرها باطلة وتتعارض مع كل المبادئ والقوانين والأعراف الدولية ويجب رفضها وعدم التعاطي معها والعمل لإلغائها ووقفها.
ويناشد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين صاحب الوصاية والرعاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، بالتدخل المباشر لمنع ووقف ممارسات الاحتلال وتدخلاته ومخططاته المرفوضة في أملاك الأوقاف الإسلامية والمسيحية وفي عموم المدينة المقدسة.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم”