سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على استهداف سلطات وشرطة الاحتلال الصهيوني لدائرة أوقاف القدس وموظفيها، ودور الوصاية الهاشمية والرعاية الشخصية لجلالة الملك عبدالله الثاني للمسجد الأقصى المبارك.

وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس مشاهد لانتهاكات الاحتلال الصهيوني ومتطرفيه للمسجد الأقصى المبارك والعاملين فيه، حيث أظهرت المشاهد المتطرفين اليهود وهم يقومون بأداء صلواتهم التلمودية في باحات المسجد أمام أعين شرطة الاحتلال وحمايتهم.

كما وثق التقرير مشاهد اعتداء شرطة الاحتلال على حراس المسجد من خلال الاعتقال والإبعاد أثناء أدائهم لعملهم في حماية وحراسة اولى القبلتين. واكد أحد حراس المسجد الاقصى، إيهاب أبو غزالة، أن هناك استهدافا حقيقيا للمسجد الاقصى وجميع الموظفين العاملين فيه من إداريين وحراس، لافتا إلى التركيز على الحرس سواء بالاعتقال أو الإبعاد.

بدوره ، قال مساعد مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الدكتور محمد ناصر الدين، إن الموظفين في الدائرة ما زالوا يقومون بأداء واجبهم على أتم وجه رغم كل المضايقات، وبدعم ومساندة مباشرة من الحكومة الأردنية ووزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ، إضافة إلى دعم الصندوق الهاشمي للمشروعات القائمة، مشيراً إلى تعثر بعضها نتيجة مضايقات الاحتلال وعرقلته لها.

من جانبه، اوضح مدير مشروعات لجنة الإعمار بالمسجد الأقصى المبارك، المهندس بسام الحلاق، أن لجنة الإعمار ودائرة الاوقاف جسد واحد، وأن اللجنة تنفذ المشروعات الأردنية في الاقصى برغم الصعوبات والتحديات وعرقلة إدخال المواد إليه، مؤكدا انهم مستمرون بالعمل حتى آخر لحظة لتنفيذ الوصاية الهاشمية على الاقصى المبارك.

وأشار التقرير إلى وقفة المقدسيين ومساندتهم لدائرة أوقاف القدس والعاملين فيها، انطلاقاً من وعيهم بمدى الخطورة المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك وموظفيه ، باعتبار حراس المسجد الاقصى “خط الدفاع الاول عن المسجد”، بحسب ما قاله أحد الشباب المقدسيين.

والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس، بمدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد عزام الخطيب، الذي قال إن الدائرة تعمل على تنفيذ وصاية جلالة الملك “المتوارثة عن ملوك الهاشميين”، لحماية ورعاية هذا المسجد المبارك ودائرة الاوقاف الاسلامية وجميع الشؤون الإسلامية في القدس ، مشيراً إلى أن الدائرة تقوم بإنجازات كبيرة جداً بدعم شخصي ومالي من جلالة الملك.

وأوضح الخطيب أن المشروعات التي تمت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني لم يحدث مثلها خلال المئة عام الماضية، مستشهدا على ذلك بعدد من المشروعات التي تمت برعاية وتمويل شخصي من جلالته، ومنها تكفله بإرجاع قسم ترميم المخطوطات وأجهزته إلى المسجد الاقصى، بعد أن كانت “محشورة” لأربعة اعوام لدى الجانب الصهيوني الذي اشترط أن يكون هناك مقابل مالي لإخراجها.

وأشار الى مشروع تأهيل المتحف الإسلامي الذي يحوي كل المقتنيات الإسلامية من جميع العصور الإسلامية، حيث تم إعادة افتتاحه عام 2009 ، لافتا إلى عدد من المشروعات الأخرى كتوسيع المكتبات التي تحتوي على أكثر من 350 الف كتاب.

أما في مجال الترميم، بين الخطيب أنه تم شراء 200 طن من الرصاص على نفقة جلالة الملك وتصفيح المسجد القبلي فيها، إضافة لتأهيل شبكة الكهرباء والفسيفساء فيه، كما تم ترميم محراب زكريا ومقام الأربعين وفرشه بالسجاد وإعادة ترميم الشبابيك التي تم تكسيرها بعدة اقتحامات للاقصى ، حيث تمت هذه الأعمال على أيدي شباب من لجنة إعمار المسجد.

اما في المصلى المرواني، أوضح الخطيب، أنه تم فرشه بالسجاد وترميم 13 رواقا من اصل 16 ، رغم كبر مساحته التي تزيد عن الخمسة دونمات، إضافة إلى تأهيل شبكة الكهرباء فيه.

وفيما يتعلق بقبة الصخرة المشرفة، أشار الخطيب إلى مشروع الفسيفساء الذي استمر لمدة ثمانية اعوام ، من عام 2008 إلى عام 2016، وكلف ملايين الدولارات تكفل بها جلالة الملك على نفقته الخاصة كذلك ، إلى جانب تغيير الرخام الداخلي للقبة وترميم جميع الزخارف الجبصية والخشبية بها وإنارتها من الداخل، وشراء 3 مولدات كهرباء بعد أن كان هناك مولد واحد وقديم جداً.

ولفت إلى أنه عندما قُطعت الكهرباء في قبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي نتيجة التمديدات السيئة، أصدر جلالة الملك أوامر فورية بتغيير جميع كوابل الكهرباء في المسجد وما تبع ذلك من أعمال كإعادة تبليط اربعة آلاف متر في ساحات المسجد وغيرها من الأمور.

ونوه الخطيب أن دائرة الاوقاف ترصد وتوثق جميع الاعتداءات والانتهاكات بمحيط المسجد، وتشرف على املاك وشوارع وعقارات كبيرة وكثيرة، مبينا أن 80 بالمئة من البلدة القديمة وقف إسلامي ومسيحي وتقع تحت وصاية جلالة الملك.

وأضاف أن هناك 52 مدرسة تعمل تحت مظلة الاوقاف ،اضافة الى كفالة ما يزيد عن 15 الف يتيم بشكل مباشر، إلى جانب المشروعات التي تقوم بها على الأراضي التابعة لها كالمستشفيات والمشروعات الإسكانية.

واكد الخطيب أنهم يسيرون على مبدأ منذ عام 1967، تم اقراره من قبل مجلس الاوقاف وجميع الجهات، وهو عدم الاعتراف بسيادة صهيونية على المسجد الاقصى المبارك ” لا بمحاكم ولا بغيرها”، وأنهم لن يلجأوا لمحاكم صهيونية فيما يتعلق بالمسجد الاقصى، باعتباره مسجداً إسلامياً غير خاضع لأي قانون غير القانون الإلهي.

وتطرق الخطيب في حديثه إلى بعض العقارات الموجودة في الجهة الشمالية من المسجد وعلى جداره، مثل مدارس العمرية والبكرية والرشيدية وعبدالله بن الحسين وغيرها من العقارات التاريخية الموقوفة والتي تقبع تحت سلطة الاحتلال حالياً، مطالبا بعودتها إلى سلطة دائرة الأوقاف الإسلامية لتشغيلها، كأهم الآثار التاريخية التي تم الاستيلاء عليها منذ عام 1967.

ودعا إلى الاهتمام بالمشروعات السكنية في القدس لتوطين السكان وتثبيتهم، مؤكدا ان دائرة أوقاف القدس لم تتلق أي مساعدات مالية إلا من الحكومة الأردنية والصندوق الهاشمي وجلالة الملك عبدالله شخصياً، مشيرا الى 15 مليون دينار تخصص سنويا للدائرة من قبلهم.