ناقش برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، المخطط الإسرائيلي لبناء محطة باصات و9 آلاف وحدة استيطانية في مطار قلنديا المحتل.
وأوضح البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، أن اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس التابعة للاحتلال صادقت على مخطط لبناء مستعمرة ضخمة على أرض مطار القدس الدولي في قلنديا، وأن هذه المستعمرة ستضم بالإضافة إلى أكثر من تسعة آلاف وحدة سكنية، مساحات واسعة للفنادق ومناطق للمباني العامة والتجارية، مشيرا إلى أنه بعد هذه المصادقة، سيتم عرضه مطلع الشهر المقبل على اللجنة اللوائية في وزارة الداخلية الإسرائيلية لإقراره بشكل نهائي.
وأضاف التقرير أن الخارجية الفلسطينية نددت واستنكرت هذا القرار الذي يفضي إلى تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية، وطالبت المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لوقف المشاريع الاستيطانية في القدس والضفة الغربية.
المستشار السياسي لوزير خارجية دولة فلسطين، الدكتور أحمد الديك، قال في حديثه خلال التقرير “إن الخارجية الفلسطينية تثق بشكل دائم بالحكومة الأردنية وما تقوم به بهذا الخصوص”.
وبين أنه تم رفع رسائل متطابقة إلى رئاسة مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان حول هذه القضية، كما انها تتابعها على مستوى المحكمة الجنائية الدولية، لافتا إلى أن ملف الاستيطان هو أحد أهم الملفات التي أحالتها دولة فلسطين لهذه المحكمة.
وطالب الديك المدعي العام الجديد للجنائية الدولية إلى ضرورة الانخراط في التحقيقات التي أعلنت عنها الجنائية الدولية بوصف الاستيطان جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وبحسب التقرير، أعرب اهالي حي المطار عن تخوفهم الشديد من إقامة وحدات استيطانية بالقرب من بيوتهم المتاخمة لأرض المطار، كما أن وجود المستوطنين على مقربة منهم يشكل خطراً شديداً عليهم وعلى أطفالهم، في الوقت الذي يمنعهم الاحتلال من بناء- ولو غرفة صغيرة – في أراضيهم.
وأوضح التقرير أن هذا المخطط الاستعماري الجديد سوف يعيق التواصل الحضاري الفلسطيني بين القدس ورام الله، وهو رسالة واضحة للجانب الفلسطيني والمجتمع الدولي بأن القدس غير قابلة للتقسيم، وبانها عاصمة للدولة العبرية فقط، كما يزعم الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى ان هذا المخطط يهدف إلى فصل القدس عن محيطها الفلسطيني، وتغيير الوضع الديموغرافي والتاريخي والقانوني للمنطقة، من أجل إخراج المدينة المقدسة من أي مفاوضات مستقبلية واستحالة جعلها عاصمة للدولة الفلسطينية.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الاعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من رام الله برئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، الدكتور محمد المصري، الذي وصف مخطط البناء على أرض المطار بانه قديم جديد، بسبب توقفه لأكثر من مرة نتيجة ضغوطات عربية ودولية، كما لفت إلى أن بناء 9 آلاف وحدة استيطانية يمثل فقط المرحلة الاولى من المخطط، وسيصل العدد إلى 15 ألف وحدة في المرحلة الثانية.
وأضاف أن التقدير الاولي يشير إلى أن 45 ألفا من مستوطني الحريديم شديدي التطرف سوف يسكنون هذا المكان بالمستقبل، بحسب مخططات الاحتلال.
وأشار الدكتور المصري إلى أن وجود هذا المكان وسط تجمع بشري فلسطيني سوف يمزق المنطقة، خصوصاً انه محدد بمناطق بير نبالا وكفر عقب ومنطقة البيرة، كما أن حساسية المكان السياسية سوف تقوم بتفجير الأزمات في المنطقة في حالة استمرار إسرائيل بإجراءاتها التعسفية وتنفيذها لهذا المخطط الذي يعد جريمة كبرى.
وعلى الجانب السياسي، بين المصري انه “لا وعود ولا عهود لدولة الاحتلال”، كما أنه لم يصدر حتى الآن أي قرار أو موقف عن الإدارة الاميركية بخصوص هذا المكان بالتحديد، رغم وجود موقف عام لها ضد الاستيطان باعتباره يعيق حل الدولتين. وأشار إلى هناك نشاطا سياسيا ودبلوماسيا من القيادة الفلسطينية، كما تم التباحث والتنسيق مع الحكومة الاردنية حول هذه القضية خلال زيارة وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إلى رام الله قبل أيام.
وأكد المصري أن الدور الاردني “سوف يكون فعالاً ونشطاً” في هذا الموضوع، نظراً لما يتمتع به جلالة الملك عبدالله الثاني من مكانة ومصداقية وموثوقية لدى دول العالم، إضافة إلى أن هذه الأرض رغم أنها فلسطينية، إلا أنها تخضع للولاية القضائية الأردنية. وأشار إلى نجاح الأردن بمواجهة قانونية ودبلوماسية مع دولة الاحتلال حول هذا المكان سابقاً، عندما كان الاحتلال يريد تفعيله وتحويله إلى مطار اسرائيلي، إلا أن الضغط الأردني ودعم منظمة الطيران الدولية أدى إلى تراجع إسرائيل عن هذا المخطط، وأبقت عليه كمطار داخلي إلى أن حولته فيما بعد لمنطقة صناعية.