تصدى أهالي قرية برقة شمال نابلس مساء اليوم الخميس، لهجوم نفذه المستوطنون على عدة منازل واعتدوا على مقبرة في القرية، بينما وصلت أعداد المصابين في برقة جراء المواجهات مع قوات الاحتلال إلى 127 إصابة.

وهاجم نحو 100 مستوطن منازل تقع على أطراف قرية برقة بمحاذاة مستوطنة (حومش) المخلاة منذ العام 2005، ورشقوا المنازل بالحجارة، ما أوقع أضرارًا بها، لكن الأهالي تصدوا للمستوطنين وطردوهم من القرية، في وقت صدحت مكبرات الصوت بضرورة خروج الأهالي والتصدي لأولئك المستوطنين، وفق ما أكده الناشط ضرار أبو عمر لـ”القدس”دوت كوم.
وأكد أبو عمر أن المستوطنين هاجموا مقبرة برقة التي تقع بين مستوطنة (حومش) وقرية برقة، وانتهكوا حرمة الأموات وحطموا 25 شواهد قبور في المقبرة.

إلى ذلك، أفاد أبو عمر أن آلاف المستوطنين الذي اقتحموا “حومش” ظهر اليوم، بدأوا بالانسحاب من موقع تلك المستوطنة، وبقي عدد منهم هناك، محذرًا من إمكانية أن يعود المستوطنون وينفذوا اعتداءات جديدة.

من جانب آخر، تعاملت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس مع 127 إصابة في برقة حتى مساء اليوم، وفق تصريحات لمدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس أحمد جبريل.

وأوضح جبريل، أن من بين الإصابات 83 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، و42 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وإصابتان اثنتان بحروق، وجرى إسعاف طفلة أصيبت بحالة عصبية نتيجة هجوم للمستوطنين على منزلهم، وأصيب أحد الأطباء بالاختناق الشديد نتيجة استهداف سيارة إسعاف بقنبلة غاز.

وأشار جبريل إلى أن قوات الاحتلال استهدفت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر بقنبلة صوت، وجرى استهداف سيارة إسعاف لمستشفى النجاح الوطني بقنبلة غاز، وكان بين المصابين صحفي برصاصة مطاطية.

وتأتي هذه المواجهات، استمرارًا لمواجهات اندلعت منذ ساعات صباح اليوم، بعدما قمعت قوات الاحتلال مسيرة رافضة للاعتداء على قرية برقة، وأغلقت قوات الاحتلال مداخل برقة لتأمين اقتحام آلاف المستوطنين لمستوطنة “حومش” المخلاة، الذين اقتحموا موقع المستوطنة بحافلات وصلت لنحو 150 حافلة، بحماية قوات الاحتلال.

ومنذ أن أعلن قبل ثمانية أيام من مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين بعملية إطلاق نار على مدخل مستوطنة “حومش”، تتعرض عدة قرى في نابلس وخاصة قرية برقة لسلسلة هجمات من قبل المستوطنين.

من جهة أخرى، أكد الناشط ضرار أبو عمر أن أولئك المستوطنين رشقوا بالحجارة منازل في بلدة سيلة الظهر جنوب جنين والتي تقع بالقرب من “حومش”، كما حاول المستوطنون اقتحام بلدة بزاريا شمال غرب نابلس، لكن الأهالي تصدوا لهم، كما حاول أولئك المستوطنين اقتحام مشتل في بلدة دير شرف شمال نابلس، للاعتداء على العمال فيه، لكنهم فشلوا في ذلك بعد تدخل الارتباط.

في حين، أشار أبو عمر إلى أن المواطن أحمد صالح حجة (50 عامًا) أصيب، مساء اليوم الخميس، بجروح في أنحاء متفرقة من جسده، بعد اعتداء المستوطنين عليه في قرية بزاريا شمال غرب نابلس، خلال عودته إلى منزله في قرية برقة، وجرى نقله إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بمدينة طولكرم، لتلقي العلاج.