مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رعى وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، الاحتفال الديني الذي أقامته وزارة الاوقاف اليوم الاثنين بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج الشريفين في المركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله الأول.

وقال الخلايلة في كلمته، ان ذكرى الاسراء و المعراج تعيد فينا الهمم و تشحن المعنويات، فقد جاءت هذه الرحلة كاليسر بعد العسر و الفرج بعد الشدة، وجاءت بعد عمل الرسول عليه الصلاة والسلام لسنوات في نشر الدعوة وجهد دؤوب و صبر على مشاق الدعوة، مقترنا باللجوء الى الله تعالى، فكانت رحلة الاسراء والمعراج حدثا فاصلا في الدعوة الاسلامية، ومعجزة جلية دالة على عظمة هذا الدين الذي جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

وأضاف، ان هذه الذكرى لها دروس وعبر تذكرنا بالظروف التي مر بها الرسول عليه الصلاة والسلام و المشقة التي عاناها لحماية الدين ونشره، وليعلمنا ان هذا حال المؤمن الذي يريد الحفاظ على دينه.

وأشار الخلايلة الى أن الربط العقائدي بين المسجد الحرام و المسجد الاقصى المبارك له دليل على اهمية رسالة المسجد في الاسلام و اثرها في الحياة الانسانية وبناء المجتمع وتربيته ورقيه وبناء الحضارة، وهذا ما جعل الرسول عليه الصلاة والسلام يبدأ ببناء المسجد اولا عند وصوله للمدينة المنورة قبل ان يبني بيتا له، فكان مجتمع المدينة نموذجا للمجتمع الفاضل حيث خرج منه نور الحضارة الاسلامية ليشع في العالم اجمع.

واكد الخلايلة أن الأردن وقيادته الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لا يوفر مجهودا في مواصلة الدفاع عن الأقصى في الإعمار و في كل المحافل الدولية حيث يؤكد جلالته على اهمية المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية و المسيحية في القدس واهمية الحفاظ عليها و عدم المساس بها.

وقال، ان جلالة الملك يؤكد ان المسجد الاقصى بكامل مساحته لا يقبل القسمة الزمانية او المكانية مهما كانت الظروف، و يشدد على حق المسلمين في استخدامه بشكل كامل وهو حق خالص لجميع المسلمين.

واكد الخلايلة أن جلالة الملك صاحب الوصاية على القدس و المقدسات الاسلامية و المسيحية، امر بفرش المسجد الأقصى بأفخر انواع السجاد المقاوم للحريق وهذا يدل على حرص الهاشميين على الدين والمساجد.

ولفت الى المكرمة الملكية السامية بفرش 76 مسجدا، وتكريم 31 إماما بمساعدتهم على الزواج، وهي مكرمة ملكية سنوية استفاد منها حتى الآن 556 اماما، وهذا يدل ايضا على رعاية جلالة الملك المادية والمعنوية تجاه المساجد و العاملين فيها.

وختم الخلايلة كلمته بالقول إن هذا البلد دائم العمل على السلام و الوسطية و الاعتدال حيث خرجت منه رسالة عمان وكلمة سواء وكل المبادرات الأخرى التي خرجت من هذا البلد الهاشمي الكريم.

من جهته قال مدير عام اوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب: لقد شاء الله عز و جل بأن يمن على الرسول عليه الصلاة و السلام بمعجزة ربانية تجازوت حدود الزمان و المكان، وأسري وعرج به الى السماوات و الارض فكانت معجزة باهره تنطوي على مواساة نبي كريم مما لقاه من سوء معاملة اثناء نشره للدين و لتؤكد صدق نبوته و تكريم الله تعالى له .

واضاف الخطيب، ان هذه الرحلة كشفت مكانة الرسول عليه الصلاة و السلام، وتدرجت بالانتقال بالرسول من الارض الى السماء وهو جزء من التكريم كما انها تكريم لبيت المقدس وأهميته وتأكيد على فضائل هذا المكان وانه جزء من عقيدة المسلمين و قبلتهم الأولى .

وقال، لم يكن غريبا على الهاشميين ان يحملوا لواء الدفاع عن القدس المقدسات الإسلامية والمسيحية، فهم أصحاب الوصاية عليها وهذا التزام ديني و تاريخي.

وأكد أن الهاشميين بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يبذلون الغالي والنفيس في سبيل رعاية وحماية المقدسات في القدس الشريف، مشيرا الى أن مكانة المسجد الأقصى تدعو الامة الاسلامية لمساندة العاملين فيه ودعمهم ليتكمنوا من رعايته.

وتم خلال الاحتفال قراءة سورة الإسراء من قبل الحضور بهذه المناسبة العظيمة، والتي تتحدث عن حادثة الإسراء وأهميتها والدروس والعبر المستفادة منها.

وحضر الاحتفال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة وسماحة قاضي القضاة الشيخ عبدالحافظ الربطة، وإمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد الخلايلة، و امين عام وزارة الأوقاف الدكتور عبدالله العقيل، ومدير عام دائرة الحج والعمرة المهندس مجدي البطوش، ومدير عام صندوق الحج فؤاد كوري، ومدير عام صندوق الزكاة الدكتور عبد السميرات، وضباط وضباط صف من القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي والأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية، والقطاع النسائي.