مرايا – كشفت صحيفة عبرية، تفاصيل عملية خداع فاشلة حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها ضد عناصر المقاومة الفلسطينية في أثناء عدوانه الأخير على قطاع غزة.
وأوضحت “معاريف” في خبرها الرئيسي الذي أعده تل ليف رام، أن عشرات من مدرعات جيش الاحتلال في ليل 14 أيار/ مايو الماضي؛ أي في ذروة العدوان على غزة، “بدأت بالاقتراب من الحدود الشمالية لغزة، والنبأ عن بدء دخول بري نشر للصحافة العالمية، وكانت هذه عملية خداع استهدفت دفع أكبر عدد ممكن من نشطاء حماس للدخول في الأنفاق التي حفرتها، وبعد ذلك قتلهم”.
وأكدت أن “العملية لم تحقق أهدافها، وتفاصيل جديدة عن عملية الخداع الفاشلة بدأت تتكشف”، منوهة إلى أن المعلومات التي وصلت، “تكشف أن قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين، عرض موقفا معارضا للموقف الذي طرح في النقاش، وأوصى رئيس الأركان أفيف كوخافي بحفظ الخطة الاستراتيجية”.
وأضافت: “مسؤولون آخرون في هيئة الأركان، بينهم رئيس شعبة الاستخبارات تمير هايمن، وقائد المنطقة الجنوبية اليعيزر طوليدانو، لم يتفقا مع اللواء نوركين، وزعما أن هناك فرصة لهزيمة مفهوم العمل تحت الأرض لحماس في غزة بواسطة العملية”.
وأشارت إلى أن “تسلسل الأمور بدأ يوم 11 أيار/ مايو، في نقاش جرى في هيئة الأركان برئاسة كوخافي، واستؤنف النقاش بعد أن قتل الجيش 14 ناشطا من حماس في نفقين، بواسطة قدراته الحديثة، وطرح في النقاش مسألة إذا كان الإحباط “أحرق” قدرات الجيش، وهكذا يمس بخطط احتياطية أعدت مسبقا؛ عملية ضرب قادة حماس من تحت سطح الأرض، وأخرى سميت “ضربة برق”، استهدفت دفع عناصر كثيرين لدخول الأنفاق قبيل دخول بري للجيش الإسرائيلي إلى القطاع وتصفيتهم هناك”.
ونوهت الصحيفة إلى أن “خلال النقاش، قدرت هيئة الأركان أنه لا صلة بين العملية وكشف القدرات، وعندها طرحت إمكانية تنفيذ خطة “ضربة برق”.
وقال نائب رئيس الأركان في حينه اللواء إيال زمير: “تفعيل الخطة يغير الغاية الاستراتيجية لحملة “حارس الأسوار” (الاسم الذي أطلقه الاحتلال على العدوان)”.
وأفادت “معاريف”، أن “رئيس الأركان كوخافي في نهاية النقاش، منح الضوء الأخضر لعملية “مرودات”، إضافة لـ هجوم على أهداف أخرى”.
في 12 أيار/ مايو، “جرى تقويم آخر للوضع بعد أن قتل الجيش 18 فلسطينيا، بينهم مسؤولون في حماس”، وحينها شكك طوليدانو، في “إمكانية نجاح عملية “ضربة برق” بعد العدوان، وهكذا أوصى عمليا بتنفيذها، رغم أنها لم تكن مخططة لأن تجرى في جولة القتال الحالية”.
وذكرت أن “رئيس شعبة الاستخبارات، أيد موقف طوليدانو من العملية، وقال: “أريد أن أروي قصة نصر على حماس من تحت الأرض”، مضيفة: “وبخلافهما شكك قائد سلاح الجو في نجاح العملية، وقال لكوخافي: “نحن نستنفد المعركة الجوية، وأنا أوصي بالسير نحو الإغلاق (إنها العدوان)”.
وروى قائد أمن المنطقة الجنوبية الذي كان موجودا مع قائد المنطقة وحضر حديث الفيديو هو الآخر، عن نوع من التعهد حين قال: “إذا لم تتوفر الظروف، لن نفعل الخطة، أعرف كيف أقول هذا”، وأضاف نوركين مخاطبا رئيس الأركان: “نحتاج من 5-10 سنوات لبناء خطة كهذه، تعال نحافظ عليها”.
ونوهت “معاريف” إلى أن موقف نوركين لم يؤخذ به، وقال طوليدانو: “مع عشرين مركبة سننجح في إدخال 200 عنصر من حماس إلى تحت الأرض (أنفاق)”، مضيفة: “فاجمل كوخافي؛ عشرين آلية لعملية الخداع وشرط 100 عنصر قتيل تحت الأرض، لأجل تفعيل العملية”.
وقال كوخافي للمشاركين في النقاش من كبار قادة الجيش: “مثلما كانت هناك عملية “الحزام الأسود” (نفذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر 2019) ضد الجهاد الإسلامي، سنجعل لحماس سورا واقيا صغيرا”، نسبة لعملية “السور الواقي” العسكرية في الضفة الغربية المحتلة التي نفذها جيش الاحتلال في آذار/ مارس 2002.
ونبهت أن تقديرات الجيش، كانت أنه سيتم قتل فقط 25 في المئة من عناصر المقاومة التابعين لحماس، ممن توقعوا أن ينخدعوا بما حاول الاحتلال الترويج له عبر بعض وسائل الإعلام العالمية، ويقوموا بالدخول إلى داخل الأنفاق لصد الهجوم البري الكاذب.
ولأجل ذلك، غير جيش الاحتلال اسم العملية إلى “جنوب أزرق”، بحسب الصحيفة التي قالت: “100 قتيل مع هدم الأنفاق سيعد إنجازا، وبناء على ذلك لم تتغير خطة الذخيرة لسلاح الجو، ومع ذلك، ليلة التنفيذ تقرر إلغاء الجانب الثاني المخطط له؛ انطلاقا من الفهم أنه في أغلب الظن ليس لتنفيذه غاية عملياتية أخرى”، بحسب زعمهم.
يشار إلى أن المقاومة الفلسطينية من خلال تقديراتها لسير المعركة، تنبهت لعملية الخداع التي حاول جيش الاحتلال تمريرها، ما أجبره بحسب متابعين إلى التراجع عن عمليته المزعومة.