مرايا – من هي وحدة “دوفدوفان”، ومعناها بالعربيّة (كرز)، بجيش الاحتلال، والتي بحسب (هآرتس) العبريّة، قام أحد جنودها باغتيال الصحافيّة الفلسطينيّة، شيرين أبو عاقلة، في مخيّم جنين، يوم أوّل من أمس الأربعاء، ووفقًا للمصادر الإسرائيليّة، فإنّ مقاتلي وحدة “دوفدوفان” يُعرفون بنشاطاتهم القتاليّة ضمن وحدات (المُستعربين) في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، والذين تُطلِق عليهم الصحافة العبريّة اسم “وحدات الموت” بحسب الصحافي  زهير أندراوس .  موقع (همخلول) العبريّ الإسرائيليّ كان قد نشر معلوماتٍ عن هذه الوحدة، وأكّد أنّ أفرادها يستخدِمون أسلوب التخفي كمستعربين وسط الأوساط الفلسطينيّة. ووفقًا للموقع العبريّ، فإنّ وحدة دوفدوفان (217)، وهي وحدة كوماندوز تابعة للجيش الإسرائيلي، تعمل بشكل رئيسي في الضفة الغربية، وعملت سابقًا تحت القيادة المباشرة لشعبة “يهودا والسامرة” ولاحقًا تقرّر دمجها في جميع قطاعات القتال.

 
مهام الوحدة وتابع الموقع الإسرائيليّ قائلاً إنّ “مهام وحدة (دوفدوفان) تتركّز على الاستخبارات والاعتقالات المعقدة أو تصفية المستهدفين المطلوبين والنشطاء والمقاومين في قلب المناطق المعادية، وذلك باستخدام قدرات متطورة وتصنيفية، ويتم تنفيذ بعضها بتطبيق تكتيك المستعرب وبالتعاون مع جهاز الشباك، حيث يتنكّر مقاتلو الوحدة في صورة مارّةٍ عرب”. ومضى قائلاً: “يتكون رمز الوحدة من سيف ذو حدين، ويرمز إلى مكائد إيهود بن جيرا في اغتياله لعجلون ملك موآب، وفقًا لكتاب القضاة، إذ اتخذ إيهود إجراءات جريئة لإنقاذ إسرائيل، وقرر اغتيال ملك موآب في قصره ما تسبب ببدء الحرب بعد ذلك بوقت قصير في ظل أجواء ارتباك في معسكر موآب بسبب إصابة قائدهم”.  

 
 

باراك أسس الوحدة في العام 1986 وأوضح الموقع العبريّ:”تأسست الوحدة عام 1986، على يد إيهود باراك والذي كان رئيس القيادة المركزية قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى، وذلك في ظل حاجة الجيش الإسرائيليّ إلى القدرة على العمل داخل الضفة، سواء من الجانب الاستخباراتي أو العملياتي، وذلك من أجل منع العمليات والانتفاضة وضرب المقاومة الفلسطينية بطريقة دقيقة وحادة”.  وبسبب الوضع الجيوسياسي المتفجر في الضفة الغربية حينها، جاء الغرض من إقامة الوحدة، وهو منع نشاط المقاومة في الضفة، وكان نموذج إنشاء الوحدة مشابهًا للنموذج الذي عرفه باراك منذ إنشاء وحدة القيادة الخاصة بـ(ساييرت ماتكال)، التي تُعتبر الأكثر نخبويّةً في جيش الاحتلال. وتابع: “أقيمت لمنتسبي الوحدة دورات تدريبية خاصة تشمل التعلّم على استخدام الأسلحة الساخنة والباردة، وكذلك التخفي كعرب (مستعربين)، وإطلاق النار من السيارة، واللغة العربية، والتحرّك خفية في المخيمات والمدن الفلسطينية.  

عمليات وحدة دوفدوفان خلال أوسلو والانتفاضة الثانية وشدّدّ الموقع العبريّ على أنّ وحدة (دوفدوفان) نفذت منذ تأسيسها آلاف العمليات، وتلقت دعمًا كبيرًا بعد توقيع اتفاقيات أوسلو التي خلقت واقعًا جديدًا، حيث لم يعد بوسع الجيش الإسرائيليّ البقاء في مراكز المدن الفلسطينية، وتولدت الحاجة إلى وجود قوة نوعية مع القدرة على دخول المراكز السكانية السرية. و”منذ ذلك الحين أخذت وحدة (دوفدوفان) على عاتقها دور مزدوج للجيش والشاباك لتنفيذ المهام الأكثر تعقيدًا المتمثلة في تحديد مكان المطلوبين في الضفة الغربية، لاسيما أولئك الذين لم يتم تصفيتهم وكان لا بد من التحقيق معهم، ومع آخرين عُرِّفوا بأنهم “قنابل موقوتة”، وقتلت الوحدة إياد بطاط الذي كان رئيس حماس في منطقة الخليل”.  

بعد الانتفاضة الثانية وحتى اليوم و”مع اندلاع الانتفاضة الثانية، وبعد حوالي ثلاثة أسابيع، عادت (دوفدوفان) إلى النشاط الكامل لأنّ نشاطها كان مجمدًا بسبب مقتل أحد عناصرها بنيران صديقةٍ، وعادت لتكون رأس الحربة للجيش الإسرائيليّ الذي حصل فجأة على موافقة دبلوماسية على العمليات العسكرية، واستخدمت الوحدة القوة على نطاق واسع، وقبضت على مئات المطلوبين، وقام مقاتلوها باغتيالات في الضفة الغربية، وكما كانت الوحدة أول من اقتحم المقاطعة التي اعتبرت المعقل الحصين لمنظمة التحرير الفلسطينية”. ولفت الموقع إلى أنّه “في عام 2009، شاركت الوحدة بأول عملية عسكرية في غزة، ثم انضمت للعمليات اللاحقة عامي 2012 و2014، منذ إنشاء (دوفدوفان) أصبح نشاط المستعربين يقتصر فقط على كونه جزءًا من قدراتها. وخلال عام 2018، نفذت الوحدة عمليات اعتقال في مخيم الأمعري للاجئين بالقرب من رام الله، حيث ألقيت بلاطة رخامية من ارتفاع على الجندي رونين لوبارسكي، الذي أصيب في البداية بجراح بالغة وبعد حوالي ثلاثة أيام توفي متأثرًا بجراحه، وتم ترقيته إلى رتبة رقيب، ويعتبر لوبارسكي هو المصاب الوحيد الذي قتل خلال العمليات ليس بسبب حادث.  

مقاتلو الوحدة يحملون البلطات والسكاكين اليابانيّة ورصاص الدوم-دوم المُحرّم دوليًا لقتل الفلسطينيين وكانت جريدة (رأي اليوم) قد نشرت تقريرًا كاملاً عن وحدات (المستعربون) في الجيش الإسرائيليّ، حيث قال الجنود للقناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ إنّ قادتهم حوّلوهم إلى قتلة ومُجرمين. وجاء ذلك، في الفيلم الوثائقيّ، الذي أعدّه مُراسل الشؤون العسكريّة في القناة، أور هيلر. وقال أحد الجنود، وهو يُخفي وجهه إنّه لا يذكر عدد الـ”مُخربين” الذين قتلهم، في حين أكّد آخر أنّهم يحملون البلطات والسكاكين اليابانيّة ورصاص الدوم-دوم، المُحرّم دوليًا لقتل الفلسطينيين. وثالث كشف عن أنّ الأمر العسكريّ يقضي بإطلاق خمس رصاصات على الفلسطينيّ بعد قتله للتأكّد من موته، لافتًا إلى أنّ هذه التعليمات صدرت بعد أنْ تبينّ لوحدة مُكافحة الإرهاب (يمام) أنّ أربع رصاصات لا تكفي للتأكّد من القتل، على حدّ قوله.