سمحت محكمة إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، للمستوطنين بـ “أداء طقوس تلمودية” في باحات المسجد الأقصى بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” الأحد.
وألغت المحكمة “القيود المفروضة” على عدد من المستوطنين والتي شملت أوامر إبعاد عن البلدة القديمة في القدس المحتلة، بعد أن “كانوا قد أدوا طقوسا تلمودية في باحاته” على ما أفادت “وفا” وهي وكالة رسمية.
وقالت المحكمة، في قرارها، إنه “باستطاعة المقتحمين للمسجد الأقصى من المستوطنين، أداء صلوات تلمودية في باحاته” معتبرة أن ذلك “لا يعد مخالفة للقانون، بما في ذلك ترديدهم لصلواتهم التلمودية والاستلقاء على الأرض خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى”.
“مساس خطير بالوضع القائم”
وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت بـ “أشد العبارات” قرار المحكمة الإسرائيلية واعتبرته “انقلابا إسرائيليا رسميا على الوضع القائم وتغييره بالكامل، كما أنه إعلان صريح للحرب الدينية التي تهدد بانفجار ساحة الصراع والمنطقة برمتها”.
وأكدت الوزارة في بيان، أن “هذا القرار دليل جديد على أن منظومة القضاء والمحاكم في إسرائيل جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال نفسه، ودليل آخر على توفير الحماية القانونية والتغطية لاقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، بهدف تكريس تقسيمه الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانيا”.
ويندرج القرار بحسب الخارجية الفلسطينية، في “إطار التصعيد الإسرائيلي الممنهج في ساحة الصراع واستنجاد دوامة العنف والفوضى لتمرير أكبر عدد ممكن من المشاريع الاستعمارية التهويدية للقدس، كما أن هذا القرار أيضا يكذب ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين بشأن حرصهم على الوضع القائم”.
وحملت الخارجية الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة والمباشرة عن القرار ونتائجه الخطيرة، وستقوم بمتابعته مع المجتمع الدولي والدول كافة خاصة الإدارة الأميركية، والمطالبة بالتدخل الفوري لوقف تنفيذه فورا، وذلك بالتنسيق الكامل مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية”.
الرئاسة الفلسطينية، حذرت من قرار المحكمة الإسرائيلية، واعتبرته “مساسا خطيرا بالوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف وتحديا سافرا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.
وكذلك، حذرت الرئاسة في بيان، من السماح بإقامة ما تسمى “مسيرة الأعلام” في القدس المحتلة، في الـ 29 من شهر أيار/مايو الحالي.
وطالبت الرئاسة، الإدارة الأميركية، بـ “التدخل العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية” على الفلسطينيين ومقدساتهم.
ودعت الفلسطينيين إلى “تحدي هذه الاعتداءات والتصدي لها”، مؤكدة أن “القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين”.