مرايا – كشف موقع عبري يوم الأحد، عن خطوات ستقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز العلاقات مع الفلسطينيين بعد تجميد إعادة فتح القنصلية الأمريكية للفلسطينيين في القدس.
وذكر موقع ”تايمز أوف إسرائيل“ العبري في تقرير له، أن إدارة الرئيس جو بايدن، استقرت على سلسلة من الخطوات تهدف إلى تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع الفلسطينيين بدلاً من إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين وفلسطينيين تحدثوا للموقع العبري، فإن بايدن سيرفع نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو إلى منصب المبعوث الخاص للفلسطينيين.
وأكد المسؤولون أن عمرو سيبقى في واشنطن لكنه سيقوم برحلات منتظمة إلى المنطقة وسيعمل عن كثب مع وحدة الشؤون الفلسطينية، والتي تعد حالياً فرعاً داخل السفارة الأمريكية في إسرائيل ومقرها في مبنى قنصلية القدس القديم.
وقال المسؤولان للموقع العبري، إن إدارة بايدن تأمل في الانتهاء من سلسلة الخطوات الجديدة قبل رحلة الرئيس إلى إسرائيل والضفة الغربية التي من المتوقع أن تتم في أواخر يونيو/حزيران المقبل.
وأوضح الموقع، أن ”هادي عمرو يتمتع بعلاقات طويلة الأمد مع كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية وهو محبوب في رام الله، لكن من غير الواضح ما إذا كانت ترقيته إلى جانب التغييرات في وحدة إدارة المشروع سترضي الفلسطينيين، الذين أصبحوا محبطين بشكل متزايد من فشل إدارة بايدن بإعادة فتح القنصلية“.
ومن المقرر أن يحل أندرو ميللر محل عمرو في منصب نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية.
ويعمل ميللر حالياً كمستشار سياسي في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، لكنه كان سابقاً مديراً لقضايا مصر وإسرائيل العسكرية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أثناء إدارة الرئيس أوباما، وفق ما ذكره الموقع.
وسابقاً، قال دبلوماسي أمريكي للموقع العبري في ديسمبر/كانون الثاني الماضي إن وحدة إدارة المشروع كانت بالفعل تقدم تقارير فعلية مباشرة إلى واشنطن ، لكن لم يتم اتخاذ هذه الخطوة بشكل رسمي أو الإعلان عنها.
وفي السياق ذاته، قال مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون إن وحدة إدارة المشروع ستبدأ رسمياً في تقديم تقارير مباشرة إلى عمرو في واشنطن، بدلاً من السفير الأمريكي في إسرائيل.
ورفضت كل من وزارة الخارجية الفلسطينية، ومكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التعليق على الأخبار التي أوردها الموقع العبري.
وتعهد الرئيس بايدن، خلال حملته الرئاسية، بإعادة افتتاح القنصلية الأمريكية في القدس والمكتب الدبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والذي أغلقه ترامب في عام 2018.
وفي أيار/ مايو 2021، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أن الإدارة الأمريكية ستبدأ عملية إعادة فتح قنصلية القدس.
لكن الولايات المتحدة واجهت معارضة فورية، أولاً من رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو ثم من خليفته نفتالي بينيت، الذي جادل بأن المهمة التي تخدم الفلسطينيين العاملين من الأراضي الإسرائيلية هي ”انتهاك لسيادة الدولة اليهودية“.
وأشار مؤيدو الخطوة إلى أنها كانت مجرد عودة إلى الوضع الراهن الذي دام عقوداً وأن ما يقرب من 12 دولة أخرى لديها مكاتب مماثلة تخدم الفلسطينيين في القدس.
وبحسب الموقع العبري، فعلى الرغم من أنه كان بإمكان الولايات المتحدة المضي قدماً في إعادة فتح القنصلية حتى مع الرفض الإسرائيلي، كان بايدن عازماً على تجنب مثل هذه الخلافات العلنية مع إسرائيل، ونتيجة لذلك، توقفت الجهود لأكثر من ستة أشهر.
واقترحت الحكومة الإسرائيلية أن تعيد الولايات المتحدة فتح القنصلية الأمريكية في مدينة رام الله، أو أبو ديس في الضفة الغربية، لكن هذه الأفكار قوبلت بالرفض من قبل السلطة الفلسطينية التي تعتبر القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية في المستقبل.
وتابع الموقع، مع مرور الوقت، تصاعدت حدة الغضب في رام الله من هذه القضية بشكل ملحوظ، كما أن العديد من مسؤولي السلطة الفلسطينية شعروا باليأس فيما يتعلق باحتمال أن يكون الرئيس جو بايدن قادراً على إعادة فتح القنصلية، ناهيك عن إحراز تقدم في القضية الفلسطينية على نطاق أوسع.