مرايا – تكثف سلطات الاحتلال الصهيوني مساعيها للسيطرة على مدينة القدس وطمس هويتها عبر مخطط تهويدي جديد يستهدف قطع أوصال الجزء الشرقي من المدينة وخنق اقتصادها.
ويبدأ المخطط التهويدي الجديد من شارع الأنبياء الذي يقع في الجزء الغربي من القدس، ويتصل بباب العامود وشارع السلطان سليمان، ويلتقي أيضًا مع شارع صلاح الدين الأيوبي.
ويسعى المشروع الاستيطاني بشكل أساسي لقطع حركة المواصلات بين هذه الشوارع تحت مسميات “تطويرية وتحسينية”.
وبدأت بلدية الاحتلال في القدس بتنفيذ المرحلة الأولى من المخطط قبل أيام بإقامة حديقة أمام شركة كهرباء المدينة.
ويأتي المخطط ضمن مشروع ما يسمى “مركز المدينة” الذي أعدته وزارة الداخلية الصهيونية قبل نحو 20 عامًا، ويمتد على مساحة نحو 700 دونم، قرب شارع عثمان بن عفان من الشمال، حتى شارع المقدسي شرقًا؛ سعيًا لتحديد سياسات البناء فيها وتغيير هويتها.
ربط الاستيطان شرقًا وغربًا
ويقول الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب إن المخطط التهويدي الجديد يهدف لربط الجزء الغربي مع الشرقي في المدينة، ضمن رؤية “القدس الموحدة عاصمة للكيان “.
ويضيف أبو دياب، في حديثه لوكالة “صفا”، أن “المشروع يستهدف شوارع الأنبياء والسلطان سليمان وصلاح الدين الأيوبي وهؤلاء لهم بصمات واضحة في القدس، لذلك يحاول الاحتلال أن يضع بصماته على هذه المناطق وطمس الهوية الإسلامية”.
وسيتضمن المخطط، حسب الباحث المقدسي، الكثير من اليافطات التي ستكتب باللغة العبرية داخل المنطقة المستهدفة، بهدف “عبرنة” المنطقة و”أسرلة” هذه الشوارع.
ويشير أبو دياب إلى أن “بلدية الاحتلال أقامت حديقة في المكان، للإيحاء بأن المشروع هدفه التطوير والترفيه وليس التهويد”.
ويوضح أن “الاحتلال أصبح مؤخرًا يغلف مشاريعه التهويدية بغلاف التطوير وتحقيق المنفعة لتقليل الضغط الدولي عليه”.
ويلفت أبو دياب إلى أن “بلدية الاحتلال رصدت قبل عدة أيام مبلغ 600 مليون شيكل، لتنفيذ أعمال سميت تطويرية ولكن هي لأعمال تهويد المنطقة وأسرلتها”.
ويوضّح أن هذا المشروع جزء من الميزانية المذكورة، في وقت بدأ تنفيذ المرحلة الأولى بالفعل، فيما ستستكمل المراحل الأخرى خلال أسابيع قليلة.
خنق الاقتصاد
ويبين أبو دياب أن هذه المنطقة أهم منطقة تجارية ومركز الحياة في مدينة القدس وخاصة أنها ملاصقة للبلدة القديمة من الناحية الشمالية وهم أهم مركز يوصل إلى باب العامود.
ويضيف “يريد الاحتلال قطع المواصلات بين هذه الشوارع وإعاقة الحركة التجارية وخنقها ومنع وسائل المواصلات من الوصول إليها”.
ويؤكد أبو دياب أن “المشروع تهويد بشكل مستحدث وحضاري لتعزيز رواية الاحتلال”.
قريب من الأقصى
ويحذر من أن “هذا المشروع سيكون من أخطر المشاريع على القدس لأنه قريب من البلدة القديمة والمسجد الأقصى وسيغير المشهد العام”.
ومن جملة أهداف المشروع، تفريغ منطقة باب العامود وإبعاد الفلسطينيين عنها وعرقلة وصولهم إليها، ولاسيما أن الصراع على هذه المنطقة تضاعف في السنوات الأخيرة لرمزيتها بالنسبة للفلسطينيين، وفق أبو دياب.
ويوضّح الباحث المقدسي أن المشروع يتضمن نصب مئات كاميرات المراقبة في هذه المنطقة لمراقبة تحركات الفلسطينيين بهدف تأمين تنقلات المستوطنين في هذه المناطق.