مرايا – رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، ما تحاول بلدية الاحتلال الإسرائيلي فرضه في فترة أعياد الميلاد من تهويد لمنطقة باب الجديد وحارة النصارى، وعبرنة الاحتفالات بالأعياد بهدف تغيير الهوية العربية الفلسطينية وطبيعة المكان المعتادة للمقدسيين.
وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس مشاهد مصورة لباب الجديد في القدس تظهر فيها لافتات عبرية ووجوه ليست عربية، موضحاً أنه أحد أبواب البلدة العتيقة المؤدية إلى حارة النصارى، وأنه الأقرب إلى كنيسة القيامة ويقع في الجهة الشمالية الغربية لسور القدس القديمة.
وذكر التقرير أن هذا الباب بات يشهد أخيرا نمطاً مختلفاً عن الماضي، خصوصاً في فترة أعياد الميلاد، بعد أن فرضت بلدية الاحتلال “لمساتها” على المكان عبر تنظيم احتفالات الأعياد دون استشارة أصحابها الأصليين، مضيفاً أن المكان يعج باللافتات التي تحمل عبارات مكتوبة باللغة العبرية، ووجوه غريبة عن المكان وتاريخه، وزينة لم يعهدها الحي سابقاً، ما أثار غضب سكان الحي الأصليين، و”نغص عليهم العيد” إلى جانب سيطرة قوات الاحتلال التي تفرضها على المنطقة خلال فترة الأعياد من كل عام، وفقاً لما قاله أحد القاطنين في حارة النصارى، وليام خوري.
وأوضح التقرير أن بلدية الاحتلال تسعى من خلال هذه الفعاليات إلى “تسويق التعايش السلمي” بمفهوم آلة التهويد والاحتلال، وفرض سيطرتها على المكان في خطوة تهويدية لتغيير عنوان وسكان الحي.
الناشط المقدسي نضال عبود، قال “إننا نواجه فرض تغيير ممنهج على أسلوب أعياد الميلاد” حيث أن سلطات الاحتلال لم تسأل أي مسيحي في مدينة القدس حول قبول ما تقوم به من عدمه، مشيراً إلى أنهم أتوا وفرضوا ما يريدون وأضافوا لمستهم التهويدية “الإسرائيلية” على الأعياد المسيحية، بهدف تغيير الواقع الديني والعربي في المدينة المقدسة.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الزميل الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس، بالنائب البطريركي العام للاتين في القدس وفلسطين، وليام شوملي، الذي أوضح أن للقدس 8 أبواب منها باب الخليل وباب الجديد، وأن الاحتلال وضع حاجزا أمام باب الخليل يمنع الجميع من الدخول، ومن ضمنهم سكان البلدة القديمة الذين يحتاجون لتصريح مسبق للدخول، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 40 يوماً من العام، وهي فترة المهرجانات والأعياد اليهودية، يتم فيها إغلاق الباب نهائيا، حتى أمام حملة التصاريح، ما دفع المواطنين إلى استخدام باب الجديد بديلاً له.
وبين المطران شوملي أن سلطات الاحتلال بعد أن أحكمت سيطرتها على باب الخليل الذي يعد المدخل الرئيسي للبطريركيات المختلفة والحجاج والأماكن الدينية، بدأت بالسيطرة على باب الجديد، من خلال استحداث النشاطات التجارية والثقافية، وكأن مصير هذا الباب يسير على طريق باب الخليل، لافتاً إلى أن باب الجديد يُستخدم من قبل المواطنين للوصول إلى أقرب نقطة تواصل مع كنيسة القيامة والبطريركيات الموجودة في نفس المكان، ومنها بطريركية الروم الأرثودكس واللاتين وحراسة الأراضي المقدسة وغيرها من الأماكن، إضافة إلى الكثير من المساكن، باعتبار أن هذا الحي سكني.
وأشار المطران شوملي إلى أن بطريرك الروم الأرثودكس وحارس الأراضي المقدسة بطريرك اللاتين كتبوا رسالة إلى هيرتسوغ (رئيس دولة الاحتلال)، طالبوا فيها الكف عن هذه النشاطات، كما أرسلوا رسالة أخرى لبلدية الاحتلال موقعة من أصحاب البيوت والأديرة الموجودة في المنطقة ولكن “لا حياة لمن تنادي”.
وأضاف أنه تم أخيرا تشكيل وفد من ثمانية أشخاص من بطريركه الروم الأرثودكس وحراسة الأراضي المقدسة بطريركه اللاتين، وقاموا بمقابلة رئيس بلدية القدس والاحتجاج على المضايقات التي يتعرضون لها، ومنها الإزعاجات ومكبرات الصوت التي تستمر لما بعد منتصف الليل وتأخير حجاج كنيسة القيامة، وأنه وعد بإلغاء هذه النشاطات، إلا انه لم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن.
وأكد المطران شوملى أن جلالة الملك عبدالله الثاني خلال حديثه في منبر الأمم المتحدة خلال شهر أيلول الماضي، وخلال زياراته المتكررة للفاتيكان ولقاءاته مع قداسة البابا وأثناء زيارة رجال الدين المسيحي المقدسيين إلى قصر الحسينية، كان يكرر دائماً ويقول: “يهمنا الشأن والوجود المسيحي في القدس والوجود المقدسي العربي”.
وأوضح أن من اهم العوامل التي تساعد على تفريغ القدس من أهلها قانون لم الشمل وصعوبة الحصول على تصاريح البناء، إلى جانب اعتداءات ومضايقات سلطات الاحتلال والمستوطنين اليهود، مشيراً إلى إمكانية استغلال الأراضي الوقفية لبناء الإسكانات، كما فعلت بعض الكنائس ومنها بطريركية اللاتين التي انتهت منذ فترة من تسكين 80 عائلة في بيت صفافا بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية.
وطالب شوملي الصناديق العربية التعاون مع الأوقاف الإسلامية والمسيحية من اجل بناء الإسكانات، نظراً للكلفة العالية لاستصدار تراخيص البناء من قبل بلدية القدس، مؤكداً أنه في حال قامت الصناديق العربية بالمساعدة- على الأقل- في دفع ثمن التراخيص، فإن الناس يمكنها المساهمة في بناء بيوت تحفظ كرامتها وتساعدها على الصمود والبقاء في القدس.