مرايا –
في خطوة إسرائيلية عنصرية؛ بدأت سلطات الاحتلال ببناء جدار أمني عنصري جديد شمال الضفة الغربية يفصل آلاف الأراضي الزراعية الفلسطينية عن القرى المحيطة ويمنع وصول أصحابها الفلسطينيين إليها، وذلك بهدف التضييق على سكانها وإجبارهم على الرحيل من مدنهم وأراضيهم.
ومن شأن استكمال إقامة الجدار العنصري أن يضع حاجزاً بين الأراضي والمدن الفلسطينية المحاصرة به عن مدينة القدس المحتلة، التي شيّعت أمس شهيدين ارتقيا برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات امتدت إلى باحات المسجد الأقصى المبارك، التي يحتشد فيها الفلسطينيون، اليوم، للدفاع عن المسجد وحمايته ضد اقتحامات قوات الاحتلال والمستوطنين.
ويمتد الجدار الأمني في مرحلته الأولى بطول 45 كيلومتراً وارتفاع يصل إلى 9 أمتار، غرب بلدة قفين شمال طولكرم، مُردفاً بتحصينات أمنية مشددة، بينما يبلغ طوله الإجمالي نحو 100 كيلومتراً، من أجل تطويق المنطقة.
وقد استولى الاحتلال في وقت سابق على خمسة آلاف دونم من أراضي البلدة الفلسطينية المشجرة بالزيتون لصالح إقامة الجدار، فضلاً عن أكثر من 650 دونماً أبقاها لإقامة الجدار عليها، وتوسعة مستوطنة “حرميش” الإسرائيلية الجاثمة فوق أراضي البلدة التي باتت مُحاصرة.
وعلى وقع إقامة الجدار العنصري؛ عمّ الغضب الفلسطيني والإضراب الشامل في مخيم قلنديا وعموم مدينة القدس المحتلة، تنديداً بجريمة الاحتلال بحق الشهيد الفلسطيني سمير عوني أصلان (41 عاماً) الذي أعدمه بدم بارد خلال اقتحام المخيم، شمالاً، ومداهمة المنازل، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال منذ بداية العام الحالي إلى سبعة شهداء، بينهم ثلاثة أطفال.
وشيّعت جماهير فلسطينية حاشدة في مخيمي بلاطة وقلنديا، بالقدس المحتلة، أمس، جثماني الشهيدين أصلان، والشاب أحمد عامر أبو جنيد (21 عاماً) اللذين ارتقيا برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات عنيفة، أدى إلى وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.
وندد المشاركون في تشييع جثماني الشهيدين بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، مرددين هتافات غاضبة ومطالبة بتصعيد المواجهة مع الاحتلال، والرد على عدوانه، الذي استهدف الشهيد أصلان بعد محاولته الدفاع عن نجله خلال اعتقاله في حملة اعتقالات ودهم واسعة جرت بالمخيم عقب اقتحامه، واحتجاز “أصلان” لوقت وهو ينزف ومنع أهالي المخيم من اسعافه.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مقر اللجنة الشعبية وتنظيم حركة “فتح” بمخيم قلنديا، ونفذت حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من الشبان الفلسطينيين، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة.
وشهدت مدينة القدس تصعيداً إسرائيلياً حاداً، بمصادرة الاحتلال لأرض فلسطينية في بلدة العيسوية والاستيلاء عليها بالقوة العسكرية من أصحابها الفلسطينيين، الذين تصدوا لقوات الاحتلال، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة أسفرت عن وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.
من جانبها؛ دعت حركة “حماس” أبناء الشعب الفلسطيني إلى تصعيد المواجهة في وجه الاحتلال ومستوطنيه، مؤكدة أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني ومقدساته، سيزيده عزماً وإصراراً على المقاومة حتى زواله، وتحقيق تطلعاته في الحرية.
وشددت “حماس” على ضرورة “النفير العام وتكثيف الرباط في المسجد الأقصى لصد عدوان الاحتلال وإحباط مخططاته التهويدية والاستيطانية الخطيرة في المسجد”، محذرة من محاولات تقسيمه وفرض واقع جديد واستهداف المصلين والتضييق على دخولهم للمسجد.
يأتي ذلك بالتزامن مع اجتماع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، مع وفد أميركي، أمس في مدينة رام الله، في أول اجتماع فلسطيني أمريكي منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وقال الشيخ، في تصريح أمس، إنه اجتمع مع الممثل الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو والوفد المرافق له، وبحثا العلاقات الثنائية الفلسطينية الأميركية، والتطورات والمستجدات السياسية في المنطقة، خاصة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.
وأفاد الشيخ أنه أكد للوفد الأميركي “ضرورة وجود أفق سياسي يحافظ على حل الدولتين وفق الشرعية الدولية”، مطالباً بوقف قوات الاحتلال “كل إجراءاتها الأحادية واعتداءاتها اليومية بحق الشعب الفلسطيني التي تدمر هذا الحل وتخلق أجواء صعبة ومعقدة تؤثر على الأمن والاستقرار”، بحسب قوله.
وكانت الحكومة الإسرائيلية اليمينية، برئاسة “بنيامين نتنياهو”، قد فرضت قبل أيام سلسلة إجراءات عقابية على السلطة الفلسطينية منها الاقتطاع من أموال الضرائب الفلسطينية على خلفية توجهها للمؤسسات الدولية.
وقد حذر مسؤولون فلسطينيون من أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف تقويض السلطة الفلسطينية ودفعها للانهيار، مطالبين بتحرك أميركي عاجل لمنع انفجار الأوضاع الميدانية.