مرايا – يجلس المواطن علاء شعبان عدس (54 عاما)- من سكان منطقة الشعف شرق مدينة غزة- بين الجموع يستقبل المعزين باستشهاد ابنتيه وسط هول الصدمة.. ذلك أن ما جرى، بحسب وصفه، “كارثة لا يقوى على احتمالها”.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد اغتالت، فجر اليوم الثلاثاء، ابنتيه: دانية (19 عاما)، وإيمان (17 عاما)، خلال استهداف منزل عائلة البهتيمي الذي يجاور منزله.

“اسميتهما دانية تيمناً بآية قطوف دانية في القرآن الكريم، وإيمان لأني كلي إيمان”. قال عدس.

ويستذكر: “كنا نياما، ولكن من قوة الضربة انخلع باب الغرفة ووقع على سريري، وهنا أيقنت أن هناك حدثا كبيرا، امتلأ البيت بالغبار وبدأت أسأل عن أفراد عائلتي”.

وأضاف: “حين ناديت على دانية وإيمان لم تجيبا، فاعتقدت أنهما مستغرقتان في النوم.. كانت الغرفة مظلمة يلفها الدخان والغبار، فيما يكاد قلبي ينخلع خوفا ولهفة، وحين دخلت غرفتهما رأيتهما تحت الركام، وبمساعدة بعض الجيران استطعنا إخراجهما.. دانية كانت جثة هامدة، بينما إيمان كانت لا تزال حية وتم نقلهما إلى المستشفى، إلا أن إيمان هي الأخرى فارقت الحياة في وقت لاحق لتلحق بشقيقتها”.

دانية التي كانت تدرس المحاسبة التطبيقية، في السنة الرابعة، هي عروس أيضا، كانت تنتظر زفافها الذي كان مقررا بعد شهر.

وأشار والدها إلى أن خطيبها كان قد أخبرهم أمس أنه تم حجز قاعة الزفاف، وأن الأمور الأخرى ومتطلبات الفرح تسير على ما يرام، وقد أتم كل إجراءات الزفاف.. وأنها وخطيبها كانا في قمة السعادة.

وتابع: “قبل يومين ذهبنا إلى البحر، وإذا بإيمان تقول لي يا أبي لقد رأيت في المنام أني أرتدي فستاناً أبيضا، فقلت لها: ربما هي اختك دانية التي ستزف قريبا.. وها قد صدقت رؤيتها وزفتا عروسان معا إلى الأبد”.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد اغتالت فجر اليوم الثلاثاء، 13 مواطنا، بينهم 4 أطفال و4 نساء في عدوان جديد على غزة.