مرايا – رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، مهرجان “شيش بيش” الذي تقيمه بلدية الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب الجديد

 

وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس مشاهد من المهرجان الذي تقيمه بلدية الاحتلال في باب الجديد الواقع في أقصى غربي البلدة القديمة في القدس الشريف، ضمن إجراءات بلدية الاحتلال لتهويده.

 

وأوضح أن هذا المهرجان بات يفرض نفسه سنوياً، حيث يتضمن بطولة في لعبة النرد، ونشاطات موسيقية للمستوطنين اليهود، تقام أمام الحوانيت العربية وأسوار القدس العتيقة.

 

كما أظهرت المشاهد المصورة أن المستوطنين اليهود يتصرفون في الحي وكأن أهله غير موجودين، متجاهلين أنهم يعتدون على حرمة حي عربي أصيل من أحياء القدس، رغم اعتراض رؤساء الكنائس والسكان على هذه الإجراءات التهويدية.

 

القاطن في حارة النصارى في القدس العتيقة، نبيل عبدالله، قال إن ما يحدث في باب الجديد، هو محاولات متقدمة باتجاه تغيير معالم هذا المكان، لان له طابعاً عربياً فلسطينيا مسيحياً منذ آلاف السنين، مضيفاً أن إقامة هذه النشاطات فيه يندرج تحت بند “فرض الأمر الواقع”.

 

وأوضح التقرير أن بلدية الاحتلال قامت بتخصيص ميزانية ضخمة لهذا النشاط التهويدي، سعياً منها لخلق واقع جديد في تلك المنطقة، لتكون جزءاً من الرواية اليهودية وسط تغييب كامل لرواية أهل المدينة، كما أن ما يجري في باب الجديد يعتبر امتدادا لمحاولات الاحتلال تهويد ميدان عمر بن الخطاب في باب الخليل الذي يبعد عنه عشرات الأمتار، بعد استيلاء الجمعيات الاستيطانية المتطرفة على فندقي بترا وإمبريال التابعين لبطريركية الروم الأرثوذوكس عبر تسريبهما قبل عقدين من الزمن.

 

وبين التقرير أن هذا كله يأتي بالتزامن مع تهويد حي الأرمن أخيرا بصفقة غير معروفة المعالم، تم من خلالها تأجير عقارات تابعة لبطريركية الأرمن لجمعيات استيطانية لمدة 100 عام، ما يجعل الحي المسيحي في البلدة القديمة محاصراً من جميع الجهات.

 

بدوره، مدير القدس للعلاقات الكنسية، يوسف الظاهر، قال في اتصال فيديو من القدس إن الفعالية وما يرافقها من نشاطات تعتبر غريبة على الحي، وتشكل احتلالاً ثقافياً له، على عكس ما تحاول بلدية الاحتلال الترويج له على أنه خطة لإنعاش المنطقة اقتصادياً، وذلك بالتزامن مع محاولات سلطات الاحتلال الاستيلاء على المنطقة عن طريق الاستيلاء على العقارات والاعتداء على الكنائس والعقارات التابعة لها.

 

وأكد أن المنطقة ليست بحاجة لبلدية الاحتلال لتطويرها وترويجها، لأنها تطورت بصمود أهلها وما يحيط بها من كنائس.

 

وعلى الجانب الآخر، بين الظاهر أن المؤسسات المقدسية الدينية والمسيحية قامت بعدة نشاطات في المنطقة، ولاقت نجاحاً كبيراً، إلا ان ميزانية الكنائس لا تستطيع تحمل العبء المالي الذي ينتج عن إقامة مثل هذه النشاطات بشكل مستمر.

 

ولفت إلى أن القيادات الدينية المسيحية والإسلامية في القدس ورؤساء الكنائس أصدرت في الفترة الأخيرة 14 بياناً حول الكثير من القضايا التي تحدث في القدس، وتحديداً في البلدة القديمة، كما قاموا بالسفر إلى واشنطن ولندن للاستغاثة ولكنهم لم يتلقوا أي رد، ما دفع الكنائس في بعض الفترات إلى اتخاذ قرارات مصيرية لمواجهة التعنت الإسرائيلي وعدم الاستجابة من أميركيا والعالم الغربي، حيث قامت بإغلاق الكنائس أمام الحركة السياحية التي تخدم الاقتصاد الإسرائيلي