مرايا – سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على إقامة سلطات الاحتلال لجسر معلق على أراضي وادي الربابة جنوبي المسجد الأقصى المبارك.

ووفقاً لتقرير البرنامج المصور في القدس، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ببناء هذا الجسر بطول 260 متراً فوق وادي الربابة في بلدة سلوان، على أراض تمت مصادرتها من قبل سلطة الطبيعة التابعة للاحتلال من مالكيها الفلسطينيين، بهدف فرض “الرواية التوراتية” عليها وخلق واقع جديد في القدس الشريف، ويسهل وصول المستوطنين إلى الأحياء العربية.

أحد سكان حي الربابة، الدكتور سميح شقير، قال إن لإقامة هذا الجسر الكثير من الآثار السيئة على أهالي الحي بشكل خاص وعلى جميع المقدسيين بشكل عام، حيث تمت مصادرة أكثر من 210 دونمات من الأراضي من أصحابها الشرعيين، الذين يمتلكون جميع الأوراق التي تثبت ملكيتهم لها، ومنعهم من التصرف بها، كما أنه يُعد تشويهاً للمدينة المقدسة.

وأشار التقرير إلى أن بلدة سلوان تتعرض منذ بضع سنوات لهجمة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي والجمعيات الاستيطانية، تتمثل بمصادرة الأراضي وعمل الكثير من الحفريات فيها، واقتلاع الأشجار، إضافة إلى الاعتداء على أهالي الحي وملاحقتهم، رغم الاعتراضات التي قدمها أصحاب الأراضي لمحاكم الاحتلال، التي “لم تنصفهم”، وقامت باتخاذ قرارات جائرة “لسلب” أراضيهم لصالح الجمعيات الاستيطانية، ضمن سعيه لاختراق الأحياء المقدسية وتفتيتها عبر بؤر استيطانية، بهدف زيادة عدد المستوطنين فيها، والسيطرة على المدينة بشكل تام، وفصل الأحياء المقدسية عن بعضها ومنع سكانها من التواصل.

من جانبه، قال عضو لجنة الدفاع عن أراضي وادي الربابة، أحمد سمرين، إن جميع المؤسسات الصهيونية – بما فيها حارس أملاك الغائبين وسلطة الطبيعة – اتفقت مع المحاكم على أصحاب الأراضي، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يعتبرون النظام القضائي الإسرائيلي جزءا من منظومة الاحتلال التي تسرق أراضيهم.

من جهته، قال رئيس لجنة حي وادي الربابة، عبد الكريم أبو سنينة، في اتصال فيديو من القدس، إن سلطات الاحتلال قامت بالسيطرة على أراضي المقدسيين في حي وادي الربابة بشكل “عنجهي”، حيث تم منع أصحاب الأراضي من استغلال أراضيهم من قبل شرطة الاحتلال وسلطة حماية الطبيعة وجمعية “إلعاد الاستيطانية” الخاصة، ومن ثم قامت جمعية حماية الطبيعة بوضع يدها على هذه الأراضي، ومنع أصحابها من الوصول إليها وحراثتها وقطف الزيتون.

ولفت إلى أن الحراك الإسرائيلي قام بدعوة جنود الاحتلال لقطف أشجار الزيتون التي زرعها أصحاب الأرض.

وبين أبو سنينة أن مشروح الجسر المعلق يأتي ضمن مخطط الحوض الطبيعي الذي يسميه الاحتلال ب”الحوض المقدس”، الذي يوليه الاهتمام الكبير، لأنه يهدف إلى إحاطة المسجد الأقصى المبارك بمسارات تلمودية تهويدية، للقضاء على أي وجود عربي في المنطقة.
وقال إنه يشعر نفسه “غريباً” عن الحي بالرغم من أنه ولد فيه، بسبب العدد الكبير الذي يشاهده يومياً من أصحاب “العمائم السوداء” من اليهود. وأضاف أن الجسر ينطلق بالقرب من مدرسة دار الأيتام الإسلامية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية.

وحول أسباب التصاعد المتسارع في سياسة الاستيطان الإسرائيلية، عزا أبو سنينة ذلك إلى الصراع القائم بين اليمين واليسار في الحكومة الإسرائيلية، حيث يسعى نتنياهو إلى التغطية على المظاهرات التي تقوم ضده في الشارع الإسرائيلي، من خلال صنع ما يسميه “إنجازات على الأرض”، لهدف الإفلات من قضايا “الاختلاسات” والقضاء الإسرائيلي الذي يهدد وجوده.

وخلص رئيس لجنة الدفاع عن الحي إلى أن الهجمة الاستيطانية الشرسة على الحي بحاجة إلى حراك شعبي سياسي وإعلامي، على غرار ما حدث لحي البستان الذي كان مهدداً بالهدم كاملاً، لولا تدخل الحراك الدبلوماسي الجماهيري الإعلامي المشترك، داعياً الجميع لزيارة القدس والمسجد الأقصى المبارك، خصوصاً طلاب المدارس، على غرار ما تفعله وزارة المعارف التابعة للاحتلال، حيث أنها تفرض على الطلاب اليهود زيارة القدس 4 مرات في السنة على أقل تقدير.

(بترا)