ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، يوم الاثنين، أن بوادر أزمة ثقة بدأت تعصف بالعلاقات بين الجيش ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، على خلفية تحميل الأخير الجيش المسؤولية الكاملة عن سقوط غلاف غزة بيد مقاتلي كتائب القسام في السابع من أكتوبر.

وقالت الصحيفة”، إن نتنياهو لا يسارع إلى تبني خطط الجيش العسكرية حول تقدم الحرب في قطاع غزة، كما أن علاقاته مع وزير جيشه يوآف جالانت ليست كما يرام، إذ يخشى نتنياهو من العاصفة التي ستأتي بعد انتهاء الحرب مع مطالبة الكثير من قادة حزبه بمحاسبته على هذا الإخفاق.

وبيّنت الصحيفة أن الناطق بلسان جيش الاحتلال صرح أمس علناً أن الجيش ينتظر مصادقة المستوى السياسي على العملية البرية، وهي محاولة من الجيش لتحميل المستوى السياسي، وعلى رأسه نتنياهو المسؤولية، عن تأجيل العملية حتى الآن.

وأضافت الصحيفة “أزمة الثقة بين الجيش ونتنياهو تشكل ضرراً إضافياً للضرر الذي لحق بإسرائيل في السابع من أكتوبر ، ويعرقل جهود التقدم في الحرب واتخاذ القرار بما فيها القرارات الصعبة”، مؤكدة أن إسرائيل تحتاج الآن لقيادة فعّالة، تركز على الهدف”.

فيما عزّز من موقف نتنياهو في تأجيل العملية البرية، وفق الصحيفة، تحذيرات مسؤول شعبة شكاوى الجنود الأسبق في جيش الاحتلال “اسحق بريك”، الذي لطالما حذّر سابقاً من تعرض جيش المشاة لهزيمة نكراء في ظل حالة الترهل والإهمال التي يعيشها.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو التقى مع “بريك” مرتين منذ بداية الحرب، وشدّد الأخير على ضرورة عدم الهرولة المجنونة للحرب البرية في ظل عدم جاهزية الجيش.

وجاء على لسان “بريك” في اعقاب لقائه الأخير مع نتنياهو قوله إنه يتوجب التحلي بالصبر واستنفاد الضربات الجوية قبل الإقدام على الهجوم البري.

وقال في حديث له على إذاعة “103 FM” إن الدخول البري الآن إلى قطاع غزة خطأ جسيم، مضيفا “فجنود الجيش غير مستعدين للعملية البرية وهم لا يعرفون ما هي غزة، ولم يستعدوا ولم يتدربوا على هذا الشيء على مدار سنوات طويلة وليست لديهم الوسائل القتالية المناسبة”.

وأضاف “الدخول إلى غزة الآن يعني التعرض لنيران قاتلة من العبوات والصواريخ الموجهة ، وجنود الجيش غير مستعدين لخطوة كهذه، قد ننجح في قتل عشرة آلاف منهم ولكن لديهم عشرات الآلاف وسنخرج من هناك ونحن ننزف دماً”.

ودعا “بريك” إلى أخذ مهلة 6 أشهر لتدريب الجنود على اقتحام غزة ولبنان قائلاً إن: “اجتياح غزة سيشعل جبهات أخرى كالضفة الغربية والقدس وحزب الله واليمن ودول أخرى، وإسرائيل غير مستعدة لهذا، ويتوجب علينا تعزيز الجبهة الداخلية خلال الأشهر القادمة وإعداد الجيش بشكل جيد”.