هيئة المعابر في غزة: 81 جريحا سينقلون للعلاج في مصر الأربعاء
هيئة المعابر في غزة: 81 جريحا سينقلون للعلاج في مصر الأربعاء
بلينكن يزور إسرائيل الجمعة ويتوقف في محطات أخرى بالمنطقة
تواجه عملية توزيع المواد الغذائية والإمدادات الطبية في غزة عثرات بسبب النقص الحاد في الوقود، وتكدس الشوارع بالركام الذي خلفه القصف الإسرائيلي، والاكتظاظ الناجم عن نزوح المدنيين.
ويقول المسؤولون عن المساعدات، إنه رغم الزيادة الطفيفة في الإمدادات فإن عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة، وهو في المتوسط 14 شاحنة يوميا، لا يزال ضئيلا مقارنة مع 400 شاحنة كانت تدخل في الأوقات العادية يوميا لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ويحتاجون الآن إلى مواد أساسية مثل الخبز.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن “مستوى المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها إلى غزة حتى هذه اللحظة غير كاف على الإطلاق ولا يتناسب مع احتياجات الناس في غزة مما يؤدي إلى تفاقم المأساة الإنسانية”.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) الاثنين، إنها سلمت مئات الأطنان من الطحين (الدقيق) إلى 50 مخبزا في غزة في اليوم السابق، مما ساعد على خفض أسعار الخبز بواقع النصف، وإلى الملاجئ التي تستضيف مئات الآلاف من الأشخاص.
لكن الوكالة، التي تدير أكبر عملية للمساعدات في غزة، قالت إن اقتحام بعض سكان غزة لثاني أكبر مستودعاتها الأحد، سيزيد من تعقيد عملها على الأرجح.
وتواجه القاعدة اللوجستية التابعة للأونروا عند معبر رفح الحدودي صعوبات في أداء مهامها بسبب لجوء ثمانية آلاف نازح إليها. وتعتبر القاعدة حيوية لتوزيع المساعدات.
وأضافت الوكالة أن 67 من موظفيها في غزة استشهدوا منذ السابع من تشرين الأول، وهو أكبر عدد يقتل من موظفي الأمم المتحدة في أي صراع في مثل هذه الفترة القصيرة.
وقالت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما إن أولوية الوكالة هي تقديم المساعدات إلى 150 من الملاجئ التي تضم 670 ألف نازح على الأقل، والأولوية الأخرى هي توفير دقيق القمح للمخابز.
وذكرت أن القيام بأي شيء أكثر من ذلك “يفوق قدرتنا بكثير”.
وأضافت أن عدد النازحين يزيد بأربعة أمثال عما خططت له الأونروا قبل الحرب باعتباره أسوأ سيناريو.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن مستودعاته في مدينة غزة تعرضت “لأضرار جسيمة” الاثنين، وخرجت عن الخدمة.
وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة وترفض السماح بإدخال الوقود وتقول إن حماس قد تستخدمه في تحقيق أهداف عسكرية.
وقال جوناثان كريكس مدير الإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في فلسطين، “التهديد المستمر الذي يشكله القصف والركام ونقص الوقود يجعل الطرق خطيرة للغاية ويتعذر السير عليها في مناطق كثيرة من قطاع غزة”.
وأضاف أنه رغم إدخال يونيسف الإمدادات الطبية للقطاع، أصبح “التوزيع أكثر صعوبة”.
وقالت مصادر أمنية مصرية ومسؤول فلسطيني على الحدود، إن هناك خططا لإخراج مصابين من غزة الأربعاء، لتلقي العلاج في مصر.
ووصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور إسرائيل الجمعة، الوضع الإنساني في القطاع بأنه يحتاج إلى تدخل بالغ السرعة، وقال إن واشنطن تعمل على زيادة توصيل المساعدات إلى 100 شاحنة يوميا.
وأضاف بلينكن خلال جلسة في الكونغرس بشأن تمويل أميركي لدعم إسرائيل وأوكرانيا “آمل أن يحدث ذلك هذا الأسبوع”.
وقال إن الولايات المتحدة “تعمل على وضع آلية يمكنها إيصال الوقود إلى حيث تكون هناك حاجة إليه” في غزة.
وقال البيت الأبيض إن 66 شاحنة دخلت غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ومن المتوقع دخول عشرات الشاحنات الأخرى.
الصرف الصحي “بشع”
انخفضت تدفقات المساعدات إلى غزة بشكل حاد منذ بدأت إسرائيل قصف القطاع الفلسطيني ردا على هجوم حماس في السابع من تشرين الأول ومقتل 1400 شخص.
وأثارت حصيلة الشهداء جراء القصف الإسرائيلي غضب العالم. وقالت السلطات الطبية في قطاع غزة الثلاثاء، إن عدد الشهداء بلغ 8525، منهم 3542 طفلا.
ويقول مسؤولو الإغاثة إن التوزيع صعب في شمال غزة تحديدا، وهو المحور الرئيسي للعملية العسكرية الإسرائيلية، وأوقفت بعض الجهات جميع عمليات التسليم.
وقال كريستيان ليندماير المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، إن المنظمة لم ترسل مساعدات إضافية إلى المستشفيات في شمال غزة منذ 24 تشرين الأول بسبب غياب الضمانات الأمنية.
وأضاف أن هناك كارثة وشيكة في الصحة العامة بسبب النزوح الجماعي والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
وأضاف أن منشآت الرعاية الصحية في غزة تعرضت إلى 82 هجوما منذ بدء الحرب، واستشهد 491 شخصا في الهجمات، من بينهم 16 من العاملين في مجال الصحة وقت الخدمة، وتضررت 28 سيارة إسعاف أو دمرت.
وقال ريك برينان مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن الأوضاع مزرية مع نزوح 1.4 مليون شخص في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان.
واستطرد قائلا “الصرف الصحي بشع، أعني أنني كنت أتحدث للتو مع زميلة في الأونروا، قالت إن الظروف المعيشية دون المستوى الإنساني. أين يذهب الناس إلى المرحاض؟ كيف يمكنك التخلص من كل هذه المخلفات؟”.
وأضاف أن مثل هذه الأوضاع تهيئ الظروف لتفشي أمراض مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والجلد مثل الجرب.
وفي القاهرة قال المبعوث الأميركي الخاص ديفيد ساترفيلد، الذي يتفاوض مع إسرائيل ومصر بشأن تسليم المساعدات، إن تقديم المساعدات الإنسانية أمر بالغ الأهمية لغزة، التي يقول سكانها إن الغذاء والماء على وشك النفاد.
وقال في مؤتمر صحفي “هذا مجتمع على حافة الهاوية ويائس… وعلى جهات الأمم المتحدة أن تثبت أن المساعدات ليست عرضية”.
وتباطأ تدفق المساعدات من مصر بسبب نظام التفتيش المتفق عليه مع إسرائيل والذي تنطلق بموجبه الشاحنات من معبر رفح على امتداد الحدود المصرية الإسرائيلية قبل العودة باتجاه غزة. ووصفت المتحدثة باسم الأونروا هذا النظام بأنه “مرهق للغاية”.