أعلن وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة يوسف أبو الريش، ارتفاع حصيلة الشهداء منذ السبت، إلى 34 في مستشفى الشفاء في قطاع غزة، التي تعاني نقصا في كميات الوقود.

وأكد أبو الريش لوكالة فرانس برس “ارتفاع عدد الوفيات إلى 27 مريضا في العناية المكثفة و7 من المواليد الأطفال الخدج بسبب انقطاع التيار الكهربائي”.

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، قال الأحد، إن أكبر مستشفى في غزة توقف عن العمل، وإن الوفيات بين المرضى في ارتفاع، مع استمرار العدوان الإسرائيلي العنيف على القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وتحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلية المستشفيات في شمال القطاع، بما في ذلك مجمع الشفاء. وقال أفراد الطاقم الطبي إن المستشفيات تتمكن بالكاد من رعاية من بداخلها، مع وفاة 7 أطفال حديثي الولادة في حاضنات مستشفى الشفاء، فيما يواجه المزيد الخطر في ظل انقطاع التيار الكهربائي وسط اشتباكات عنيفة في المنطقة المحيطة بالمستشفى.

ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يستهدف مقاتلي حماس الذين شنّوا هجوما في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ 75 عاما، في غلاف القطاع المحاصر، في السابع من تشرين الأول، زاعمة أن الحركة لديها مراكز قيادة تحت المستشفيات وبالقرب منها.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية إن المنظمة تمكنت من التحدث إلى العاملين في مجال الصحة في مستشفى الشفاء، الذين وصفوا الوضع “المروع والخطير” مع إطلاق النار المستمر والقصف مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الحرجة بالفعل.

وذكر في منشور على موقع إكس “من المؤسف أن عدد وفيات المرضى ارتفع بشكل كبير”، مضيفا أن الشفاء “لم يعد يعمل كمستشفى بعد الآن”.

وانضم تيدروس إلى كبار مسؤولي الأمم المتحدة الآخرين في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقال “لا يمكن للعالم أن يقف صامتا بينما تتحول المستشفيات، التي ينبغي أن تكون ملاذا آمنا، إلى مشاهد الموت والدمار واليأس”.

وتقول إسرائيل إنها تحاول إطلاق سراح أكثر من 200 رهينة احتجزهم مقاتلو حماس في السابع من تشرين الأول، وتقول إنه يجب إخلاء المستشفيات.

وندد الاتحاد الأوروبي بما تزعمه إسرائيل بأن حماس تستخدم “المستشفيات والمدنيين كدروع بشرية” في غزة، بينما حث إسرائيل أيضا على إظهار “أقصى درجات ضبط النفس” لحماية المدنيين.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد، في بيان صدر نيابة عن التكتل المؤلف من 27 دولة إن “هذه الأعمال القتالية تؤثر بشدة على المستشفيات وتلحق خسائر مروعة بالمدنيين والعاملين في القطاع الطبي”.

وأيد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مزاعم إسرائيل بأن حماس تستخدم المستشفيات والمرافق المدنية الأخرى لإيواء المقاتلين والأسلحة، وهو ما وصفه بأنه انتهاك لقوانين الحرب.

وقال سوليفان لمحطة (سي.بي.إس) الإخبارية “الولايات المتحدة لا تريد أن ترى معارك بالأسلحة النارية في المستشفيات حيث تتقطع السبل بالأبرياء والمرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية وسط تبادل إطلاق النار، وأجرينا مشاورات نشطة مع القوات الإسرائيلية بشأن هذا الأمر”.

وأعلنت إسرائيل الحرب على غزة قبل أكثر من شهر بعد أن اجتاحت المقاومة أراضي فلسطينية تحتلها إسرائيل، مما أسفر عن مقتل قرابة 1200 شخص، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الأحد، إن 11180 من سكان غزة استشهدوا في غارات جوية وقصف مدفعي للاحتلال منذ ذلك الحين، حوالي 40% منهم من الأطفال.

وأثار الرد العسكري الإسرائيلي الغاشم، الغضب أيضا، إذ تظاهر مئات الآلاف في عواصم حول العالم مطالبين بوقف إطلاق النار.

ويقول داعمو إسرائيل، بما في ذلك في واشنطن، إن وقف إطلاق النار سيسمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها والاستعداد لشن المزيد من الهجمات، لكن إدارة بايدن تضغط على إسرائيل للسماح بفترات وقف للقتال للسماح برحيل المدنيين ودخول المساعدات.

وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تحدث الأحد مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشأن التطورات في غزة، أيد ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس “بدون مزيد من التأخير”.

وقال البيت الأبيض إن بايدن ندد “بشكل قاطع” باحتجاز حماس للرهائن، بمن فيهم العديد من الأطفال الصغار، ومن بينهم طفل أميركي يبلغ من العمر ثلاث سنوات قُتل والداه في هجوم السابع من تشرين الأول.

وأثار العدوان أيضا مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا. وتبادلت جماعة حزب الله، المدعومة من إيران وتتخذ من لبنان مقرا، الهجمات الصاروخية مع الاحتلال الإسرائيلي، وشنت جماعات أخرى مدعومة من إيران في العراق وسوريا ما لا يقل عن 40 هجوما منفصلا بطائرات مسيّرة وصواريخ على القوات الأميركية.

وقال مسؤول دفاع أميركي لرويترز إن الولايات المتحدة نفذت ضربتين جويتين في سوريا ضد جماعات متحالفة مع إيران الأحد فيما يبدو أنه أحدث رد على الهجمات.

– الرضع في خطر –

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حماس منعت مستشفى الشفاء من تسلم 300 لتر من الوقود. وندد مديره محمد أبو سلمية بـ “أكاذيب”، مؤكدا أن هذه الكمية لا تكفي على أي حال “لتشغيل المولدات أكثر من ربع ساعة”.

وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن ثلاثة أطفال حديثي الولادة توفوا الأحد من بين 45 طفلا في حاضنات مستشفى الشفاء.

وقال جراح تجميل في مستشفى الشفاء إن قصف المبنى الذي يضم الحاضنات أجبرهم على وضع الأطفال الرضع في صف واحد على أسرة عادية، باستخدام الطاقة القليلة المتاحة لتشغيل مكيف الهواء لتدفئتهم.

وأضاف الطبيب أحمد المخللاتي “نتوقع فقدان المزيد منهم يوما بعد يوم”.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مستشفى القدس خرج عن الخدمة أيضا وإن الطاقم الطبي في المستشفى يبذل جهودا مضنية لتقديم الرعاية للمرضى هناك في ظل شح الدواء والغذاء والماء.

وقال توماسو ديلا لونجا المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر “مستشفى القدس معزول عن العالم منذ ستة أو سبعة أيام. لا يوجد طريق للدخول أو الخروج”.