مرايا – أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية تقريراً في نهاية عام 2023 أوجزت فيه مجمل الانتهاكات الإسرائيلية بحق قطاع الثقافة في فلسطين.

ووفقا للتقرير اليوم الثلاثاء، قال وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف : “إن اسرائيل تشن حملة إبادة ممنهجة وموجهة تستهدف قطاع الثقافة والتراث بمكوناته المادية وغير المادية بشكل مباشر سعت من خلالها لمحو الذاكرة الوطنية وتعزيز تشويه الحقائق ومحاربة الرواية الفلسطينية”.

وأكد أبو سيف في التقرير أن كل سياسات الاحتلال لن تغير الحقيقة الأزلية والأبدية أن فلسطين للفلسطينيين فهم أهل البلاد وأصحابها.

وقال أبو سيف إن الحرب الممنهجة التي تشنها دولة الاحتلال على شعبنا هي استكمال للنكبة التي بدأت قبل 75 عاماً ومازالت مستمرة وخلالها واصلت سرقة التراث والآثار والمقتنيات الثقافية وسلب ونهب منجزات شعبنا ومحاربة روايتنا الوطنية.

وقالت الوزارة إن الإجراءات الإسرائيلية شملت مجموعة من الانتهاكات بحق القطاع الثقافي يتمثل أبرزها بالتالي؛ باغتيال وقتل للفنانين والكتاب واعتقال بعضهم على خلفية أعمال فنية ومحتوى فني، والأسرلة والتهويد خاصة في المناطق الأثرية والبلدات القديمة في القدس نابلس والخليل وسبسطية، وتدمير مبانٍ تاريخية وأثرية ومتاحف، وتدمير نصب تذكارية وأعمال فنية في الميادين العامة وجداريات فنية، وسرقة الآثار واللقى الأثرية في مناطق القدس ونابلس والخليل وغزة خلال الحرب الدائرة، وهدم مؤسسات ثقافية ومسارح ومطابع وجاليرهات فن ومكتبات ودور نشر ومراكز للأرشيف.

كما اشتملت على إغلاق مؤسسات ثقافية ومؤسسات عاملة في قطاع الثقافية في القدس، ومنع نشاطات ثقافية في القدس وحرمان من التنقل للمشاركة بفعاليات ثقافية داخل فلسطين ومنع العديد من الفنانين والكتاب من السفر للمشاركة في فعاليات ثقافية خارجية.

وجاء في التقرير : لقد استهدفت قوات الاحتلال الاسرائيلي معالم المدن الفلسطينية فقصفت الميادين العامة والنصب والأصرحة التذكارية والحدائق والجداريات الفنية وقد تم رصد عشرات الاستهدافات لأعمال فنية ونصب تذكارية في الميادين العامة خاصة في مدينة غزة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال الاسرائيلي قام بتدمير كل النصب التذكارية في الميادين العامة على طول شارع الرشيد من مفترق السودانية شمال غزة حتى جسر وادي غزة كما قامت آلياته بتجريف وتدمير حديقة الجندي المجهول في حي الرمال والنصب التذكاري الشهير فيها، ودمرت تمثال العنقاء في قلب ميدان فلسطين في غزة الذي يشير إلى شعار مدينة غزة، بجانب استهداف المجسم الفني “الحروف” في منطقة تل الهوى، وتدمير النصب التذكاري لصرح الشهداء الستة في مخيم جباليا وغيرهم الكثير.

واتبعت دولة الاحتلال نفس الآلية في استهداف الميادين العامة والنصب التذكارية في الضفة الغربية مثل استهداف معالم رئيسة في مدينة جنين منها ميادين الشهداء وتدمير وسرقة التمثال الحديدي “حصان جنين” والذي صنعه النحات الألماني وماس كبلبر من مخلفات اجتياح الاحتلال لمدينة جنين ومخيمها عام 2002 وهو أحد الشواهد على جرائم الاحتلال.

كما كان لسياسات الاحتلال أثرٌ على توقف الكثير من النشاطات الثقافية بسبب الاجتياحات المتكررة والمجازر المختلفة التي ارتكبتها في مناطق مختلفة، إذ تم إلغاء مهرجان الصابون في مدينة نابلس الذي كان مزمعاً تنظيمه في شهر نيسان المقبل ضمن تحضيرات وزارة الثقافة لتسجيل الصابون في قائمة التراث العالمي بسبب اجتياح المدينة.
كما تم إلغاء جميع الاحتفالات بيوم التراث الوطني خلال الحرب الدائرة على الشعب الفلسطيني بجانب إلغاء مهرجان المسرح الوطني الذي كان مقرراً في تشرين الثاني الماضي.

ولفت التقرير إلى انه خلال العام استشهد عدد كبير من الفنانين والكتاب والمبدعين خلال مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وتواصلت عمليات الاعتقال والتوقيف بحق الفنانين وصناع المحتوى في الضفة الغربية.

وفي السياق ذاته، يواجه النظام التعليمي في القدس لمحاولات أسرلة المنهاج وتجريده من المفاهيم الوطنية والعربية بهدف محو الثقافة العربية
ونشأة بيئة تعليمية يهودية إسرائيلية بمختلف الطرق عبر التعديل على المنهاج ووضع معيقات لدخول الطلبة الفلسطينيين الجامعات العبرية وإضعاف التعليم العربي عموماً.

وقال التقرير الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية إنه في الوقت الذي تستمر الحرب المسعورة على غزة فإن المؤكد أن المتاحف والمواقع الأثرية تتعرض لعملية تدمير لمحتوياتها معربة عن قلقها من أن تتعرض اللقى الأثرية والتمثايل والجرار القديمة لعمليات سرقة على يد جنود الاحتلال أو بعض لصوص الآثار الذين قد يصاحبون الجيش في عملياته العدوانية.

وطالبت الوزارة الفلسطينية في تقريرها منظمة اليونسكو والصليب الاحمر بتشكيل لجنة أممية للكشف عن هذه الآثار والمواقع المستكشفة والمتاحف، لافتة إلى ان المساس بالآثار الفلسطينية والممتلكات الثقافية في فلسطين هو مساس بجزء مهم من ذاكرة البشرية وعليه يجب أن يقف المجتمع الدولي وقفة حقيقية أمام مسؤولياته لحماية هذه الذاكرة.(بترا)