استحضرت كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الجمعة، يوناتان نتنياهو، الشقيق الأكبر لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في رسالة وجهتها إلى أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى في قطاع غزة.

واستحضرت “القسام” يوناتان، بعد نحو 50 عاما على مقتله بنيران المقاومة الفلسطينية، لربط الماضي بالحاضر في إطار الحرب النفسية على جمهور الاحتلال الإسرائيلي.

الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني محمد المقابلة، قال إن “استحضار شقيق نتنياهو في هذا الوقت، ذكاء استراتيجي منقطع النظير من المقاومة الفلسطينية، بسبب عدم معرفة كثير من المجتمع الإسرائيلي له”.

وأضاف المقابلة الجمعة، أن “القسام تؤكد لجمهور الاحتلال في رسالتها، أن بنيامين نتنياهو يعيش مرحلة من الأمراض النفسية، التي تنعكس على إدارته لملف الأسرى على وجه التحديد”.

وأوضح أن “الرسالة تزيد الضغط على الجمهور الإسرائيلي، وتدفعه لفقدان الثقة بنتنياهو وحكومته”.

وعام 1976، اختطف مقاومون فلسطينيون، إلى جانب رجال من جنسيات أخرى كانوا رفقتهم، طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، على متنها 248 راكبا من بينهم 107 يهود، واتجهوا بها إلى أوغندا، واطلقوا سراح الركاب باستثناء اليهود.

وبحسب الخبير العسكري المقابلة، فإن “المقاومين الفلسطينيين آنذاك، طالبوا بتحرير الأسرى الفلسطينيين كافة من سجون الاحتلال، مقابل إطلاق سراح الرهائن اليهود”.

ولم تستجب دولة الاحتلال لمطالب المقاومين، وأرسلت فرقة خاصة مكونة من 100 جندي، يقودها يوناتان نتنياهو، من أجل تحرير الرهائن اليهود، وفقا للمقابلة.

وذكر المقابلة، أن “القوة الإسرائيلية الخاصة، اشتبكت مع المقاومين الفلسطينيين قبل أن يستشهدوا جميعا، وفجرت العديد من الطائرات التي كانت بجوار الطائرة المختطفة بصواريخ أرض-أرض، إضافة إلى قتلها عشرات الجنود الأوغنديين الذين كانوا في المنطقة، قبل الاعتذار إلى حكومة بلادهم”.

وفي أثناء صعود يوناتان نتنياهو إلى الطائرة، أطلق مقاوم فلسطيني كان تعرض لإصابة النار صوب يوناتان، وأصابه وأجهز عليه، لتنتهي عملية تحرير رهائن الاحتلال بمقتل قائد الفرقة الخاصة، إلى جانب مقتل 4 رهائن، وإصابة 5 من جنود الفرقة الإسرائيلية.

وأكد المقابلة، أن “استحضار القسام لشقيق نتنياهو في هذه المرحلة، يشكك المجمتع الإسرائيلي بقدرات بنيامين نتنياهو، ويعريه ويكشف عن تصرفه بطريقة انتقامية لأخيه، مما يزيد السخط الشعبي عليه”.

وأشار إلى أن “القسام أعادت إلى أذهان الإسرائيليين، أن بنيامين نتنياهو ينتنمي إلى عائلة إجرامية، فشقيقه يوناتان ابتعد من قبله عن المفاوضات في تحرير الأسرى، وتوجه إلى عملية عسكرية قُتل خلالها رهائن يهود، إضافة إلى أنه قُتل فيها أيضا”.

وبيّن المقابلة، أن “يوناتان نتنياهو لم يكن مكترثا بحياة الرهائن عندما ذهب بقوة خاصة قوامها 100 جندي إلى أوغندا، وإنما كان مهتما بقتل المقاومين الفلسطينيين على حساب الرهائن”.

ويشير استحضار “القسام” لشقيق نتنياهو في هذا الوقت، إلى أن نتنياهو لا يتصرف بطريقة سياسية، وإنما يتصرف بعدائية وثأرية لأخيه، وبأحقاد شخصية، وليس من منطلق الخوف على حياة أسرى الاحتلال في غزة، على ما ذكر المقابلة.

ويوضح المقابلة، أن “ما أكدته القسام في رساتلها، أنها لا تزال قادرة على التخطيط والتفكير بكل هدوء، ولم تفقد تركيزها وسيطرتها وتماسكها، وأن القدرة العقلية للمقاومة على مستوى مرتفع من التخطيط وعدم التخبط، على عكس حكومة الاحتلال الإسرائيلي”.

وفي وقت سابق من الجمعة، نشرت كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، رسالة وجهتها إلى عائلات جنود الاحتلال الأسرى في قطاع غزة.

وقالت “القسام” في الرسالة التي حملت عنوان “إلى عائلات الجنود الأسرى.. احذروا”، إن “رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يأبه بموت كل الجنود الأسرى”.

وأضافت أن “شقيق نتنياهو (يوناتان) قتل في محاولة لتحرير الأسرى”.

وأوضحت أن نتنياهو يقول لعائلات الأسرى بشكل واضح: “ذوقوا ما ذقت بموت أخي”.

وختمت “القسام” رسالتها قائلة: “لا تثقوا بنتنياهو”.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدّى العدوان المستمر للاحتلال، إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وارتقاء 22 ألفا و600 شهيد، إضافة إلى إصابة 57 ألفا و910 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.