بدأت مريم أبو حليب وأسرتها الاثنين، رحلة نزوح جديدة، وهي المرة السابعة التي ترتحل فيها في غضون أقل من أربعة أشهر بسبب الحرب في غزة.
فرت مع غيرها من سكان القطاع على متن سيارات وعربات تجرها الحمير مكدسة بالمقتنيات بعد قضائهم ليلة مروعة داخل حرم جامعة الأقصى بغرب خان يونس التي لجأوا إليها في السابق لكن قيل لهم مرة أخرى أن البقاء فيها أمر محفوف بالمخاطر.
لم تكن لديهم أي فكرة إلى أين يتجهون بعد ذلك.
وقالت “أعز ما علي ظل. أمي مسنة كبيرة محاصرة. وإخواني محاصرين ولاد إخواني شباب محاصرين. كلهم. كل من في خان يونس (احتاجوا) معين إمبارح”.
وقالت وهي تبكي “أنا هذه سابع ترحيلة إلي أو يمكن أكتر. عذاب، عذاب، عذاب”.
وقال محمد أبو حليب إن الكثير من الناس نصبوا خيامهم في الجامعة بعد أن حذرهم الجيش الإسرائيلي بضرورة الانتقال من مناطق أخرى في أثناء اقتحامهم المدينة الواقعة بجنوب القطاع.
وأضاف “في الليل صار إطلاق نار وقصف مدفعي من كل النواحي… معي تسع عيال. معرفناش نتحرك بالمرة. فيه مبنى جواه. دخلنا فيه كليتنا (كلنا) للصبح. محدش قدر يطلع”.
وأضاف “في ناس مصابين وناس شهداء محدش عارف يطولهم”.
وفي نهاية الأمر قال أبو حليب إنه فر من بوابة خلفية للجامعة واتجه نحو رفح عند الطرف الجنوبي من الشريط الساحلي الضيق، حيث لجأ ما يقرب من مليون شخص بالفعل إلى المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة.
وقال وهو واقف بجانب سيارته على الطريق “ومش عارف وين أروح كمان”.
كان أحمد أبو شاويش، وهو صبي صغير، يساعد أقاربه في تفريغ أمتعتهم ووضعها على الأرض.
وقال “بالعافية طلعنا من الجامعة والقصف كل شي فوق روسنا. ما تخيلناش الدبابات على باب الجامعة”.
وقالت منال أبو جامع إنها كانت تتخذ من مستشفى ناصر في خان يونس ملاذا لها، ثم قيل لها إن الوضع لم يعد آمنا، لتجد أن مجمع الجامعة لم يعد آمنا أيضا.
وأضافت “والله من تحت القصف طلعنا… وخدت ولادي وهجينا بيهم”.
وقال ناهض أبو جامع “أنا على الطريق من أربع ساعات مش عارف وين أروح”.
وأضاف “مفيش مكان آمن… بدنا يعيشونا في خيمة بأمان… المهم يعيشونا في أمان”.