تتحرك دبابات إسرائيلية في الوحل بين مبان تعرّضت للقصف في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة التي يتركز فيها القتال بين حركة حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أسابيع، فيما تسمع أصداء انفجارات وإطلاق النار قريبة من المكان.

قرب أكوام من الأنقاض، اصطحب جيش الاحتلال الإسرائيلي صحافيين الى ما قال إنه مدخل نفق تابع لحركة حماس، يشكّل جزءا ممّا يسمّيه الجيش “مترو غزة”، ويقول إن مقاتلي حماس يختبئون فيه ويحتجزون رهائن.

ويركّز الجيش حاليا عملياته في خان يونس، مسقط رأس زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار الذي تعده إسرائيل مهندس عملية “طوفان الأقصى”.

اصطحب جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت مجموعة صحفيين عبر نفق طويل قال إن حماس حفرته أسفل المدينة التي أصبح جزء كبير منها أنقاضا بعد أسابيع من القصف والقتال العنيف.

وقال القائد العسكري الإسرائيلي دان غولدفوس الذي كان يرافق الصحفيين “نحن في وسط مقبرة في خان يونس وهذه المقبرة هي مجمع عسكري … مجمع عسكري لحماس فوق الأرض وتحتها”.

وأضاف وهو يربت على جدار إسمنتي من النفق المؤدي إلى غرف أكبر “انظروا إلى الوقت والمال والجهود التي بذلت لإنشاء هذا النفق”، ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحة هذه المعلومات بشكل مستقل.

كانت إحدى الغرف كبيرة بما يكفي لاستيعاب عشرات الجنود. وقال الجيش الإسرائيلي إنها كانت بمثابة مركز قيادة للحركة الفلسطينية.

في الداخل، مطبخ كبير مع مجلى مليء بالأطباق المتسخة وعلب خضار مقطعة فارغة.

ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن العديد من المحتجزين الذين خطفتهم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر كانوا أو ما زالوا محتجزين في شبكة واسعة من الأنفاق مثل هذه منتشرة تحت قطاع غزة.

فوق الأرض، كانت دبابات وحفارات تمشط الشوارع المهجورة بحثا عن منشآت تابعة لحماس تحت الأرض، وفق ما أفاد مصور فيديو في وكالة فرانس برس كان واحدا من الصحفيين الذين شاركوا في الجولة.

كذلك، كان جنود إسرائيليون يقومون بدوريات في الأحياء التي استحالت أنقاضا. ولم يظهر أي وجود لمدنيين في المنطقة خلال الجولة.

آثار القتال في كل مكان

خلال عبور القافلة العسكرية، أمكن رؤية مبان تضررت كثيرا في المعارك، وبعضها يحمل ثقوبا كبيرة، ومنازل مدمرة على طول طريق موحل بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت أخيرا.

على جانبي الطريق أيضا، بقايا مركبات متضرّرة أو متفحمة وخردة معدنية ودبابتان على الأقل بين المدرعات.

وأُسر قرابة 250 شخصا خلال هجوم حماس، أطلِق سراح مئة منهم في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر خلال هدنة، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيّين. وبحسب السلطات الإسرائيلية، ما زال هناك 132 رهينة محتجزين في قطاع غزة من بينهم 28 يعتقد أنهم قتلوا.

وصمّمت شبكة الأنفاق أسفل المنطقة الساحلية بداية كوسيلة للالتفاف على الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والمفروض منذ العام 2007، والذي ترافق معظم الوقت مع إغلاق لمعبر رفح مع مصر، المنفذ الوحيد للقطاع الى العالم الخارجي.

ومنذ حرب العام 2014 في غزة، وُسّعت شبكة الأنفاق واستخدمتها حماس بشكل متكرر لتسهيل إطلاق صواريخها.

وأفادت دراسة نشرها معهد “مودرن وور إنستيتيوت” في الأكاديمية العسكرية الأميركية ويست بوينت في 17 تشرين الأول/أكتوبر، أن هناك 1300 نفق تمتد على مسافة أكثر من 500 كيلومتر في القطاع الفلسطيني.

وقال غولدفوس “كل حرب لها خصائصها وأعتقد أن الطابع الأساسي لهذه الحرب هو أن العمليات تجري فوق الأرض وتحتها”.