تنطلق الأسبوع الحالي، فعاليات أسبوع الوئام بين الأديان، الذي يمثل مبادرة أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني خلال حضوره اجتماعات الدورة الـ 65 للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2010، لتعزيز السلام الثقافي ونبذ العنف.
وتبنت الجمعية العامة هذه المبادرة واعتمدتها، معلنةً الاحتفاء بالأسبوع الأول من شهر شباط بوصفه أسبوعا عالميا للوئام بين الأديان، حيث أشارت الجمعية العامة إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم.
وتوفر المبادرة منصة سنوية لنشر الوعي والتفاهم بين مجموعات حوار الأديان والنوايا الحسنة، عبر إجراء الأنشطة والفعاليات التي تعزز ذلك، وتتجنب تكرار الجهود المبذولة في هذا الصدد.
واعترافاً منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعاون بين الناس، تُشجّع الجمعية العامة جميع الدول إلى دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الانسجام والوئام من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم وغيرها من أماكن العبادة، على أساس طوعي ووفقا للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم.
ويركز رجال الدين هذا العام على تطورات الأوضاع في قطاع غزة وما يمر بها من أحداث عصيبة مستذكرين ما حدث بالكنائس والمساجد هناك من تدمير وأعمال خراب، كما أكد رجال الدين على جعل الأردن مركزا للتعايش بين الأديان تطبيقا لما تعاقبت عليه الأجيال من تعايش وسلام ومحبة.
جلالة الملك عبدالله الثاني، أكد في مناسبات عدّة أن حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس واجب ديني وتاريخي، مشددا على موقف الأردن الرافض لجميع الانتهاكات التي يتعرض لها المصلون أثناء تأدية شعائرهم الدينية بالقدس وباقي الأماكن المقدسة بالأراضي الفلسطينية.
وقال مدير مديرية البحوث والدراسات الإسلامية في دائرة الإفتاء العام المفتي حسان أبو عرقوب لـ “المملكة”، إن الهدف من أسبوع الوئام هو نشر السلام في العالم، وأن يعم الاحترام والسلام في هذا العالم، لكن هذه الدعوات التي تبنتها حتى الأمم المتحدة وجعلت الأول من شباط هو مناسبة لإحيائها والاحتفال بها نجدها لا صدى لها أمام صوت المدافع والصواريخ التي يلقيها العدو الإسرائيلي الغادر على الأشقاء في فلسطين وخاصة في قطاع غزة.
وأضاف لـ “المملكة”، أن صوت المدافع هو الذي ارتفع كما ارتفع معه أيضا أنين الأيتام وأنين الأرامل، وما عاد لهذا الوئام صوت يرتفع ليعيد السلام إلى هذا العالم.
من جانبه، قال مدير المركز الأردني لبحوث التعايش الديني الأب نبيل حداد، إن هذا الأسبوع الذي بدأ اليوم وسط المشهد الحالي في المنطقة من أوجاع وعتمة وظلم وإرهاب على قطاع غزة يؤكد أهمية هذه المبادرة، موضحا أن هذه المبادرة ليس لأن الأردنيين بحاجة إليها؛ فهم يجسدون بنموذجيتهم هذا التآخي متجسدا ومتجذرا.
وأضاف لـ “المملكة”: “لكن هذه المبادرة ولدت من رحم رسالة عمّان في الوقت الذي كان فيه العالم قد استعدى بعد 11 أيلول واستعدى دار الإسلام والعروبة وذهبنا نحن أيضا بالطابق نفسه”.
“ما أود قوله أن ما حدث ويحدث في غزة هذا هو روح الوئام، بأن نجعل من الفكر الديني والمعتقد الديني سببا لإيصالي لأخي الآخر، والإنسانية هي ضحية في غزة، ويقف رجل الدين المسيحي ورجل الدين المسلم في المستشفى المعمداني وفي المساجد التي دمرت شهودا على هذا الانحراف الذي نراه في بوصلة من يدعون أنهم هم حماة الإنسانية”.
وأضاف أبو عرقوب “نحن نجسد فعليا حالة فريدة من التعايش والعيش المشترك، والوئام في الأردن ليس هو الهدف، لأن الهدف كان السلام العالمي ونشر السلام العالمي، لكن كما نرى الآن الحروب في العالم المجنون، وآلات الهدم والصواريخ هي التي يعلو صوتها، فهم بحاجة أكثر ليتمسكون بمثل هذه المبادرات لكن للأسف لا يلتفتون إليها”.
“نجد في ذات الوقت الدعم الغربي لهذا العدو (إسرائيل) الذي يقف معه ولا يدين جرائم الإبادة الجماعية ولا يدين الجرائم ضد الإنسانية، حيث إن أكثر من 300 مسجد تم هدمها في غزة و3 كنائس والمستشفى المعمداني”.
المملكة