استعرضت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية يوم الخميس، المحاولة الأولى لعرقلة صفقة الرهائن مع حركة حماس، مشيرة إلى أنه قبل أن يصل رد الحركة على الخطوط العريضة، بدأت محاولات نسف الاتصالات بشكل مسبق، واتهم مسؤولون كبار مكتب نتنياهو، وعناصر متطرفة، بعرقلة الاتفاق.

ووصفت “يديعوت أحرونوت” في تقرير للصحفي رونين بيرغمان، إن ما يحدث بالـ “جبهة الأخرى، في الصراع الشرس بين الجيش الإسرائيلي ومجتمع الاستخبارات، وبين مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو”، مشيرة إلى أن مسؤولين كباراً في الجهاز الأمني، من مختلف المنظمات والوحدات، أعربوا يوم الأربعاء، عن غضبهم الشديد إزاء نية إحباط أي إمكانية للوصول إلى إبرام صفقة الرهائن.

كما وصفت ما حدث في الكواليس، بعد تقديم رد حماس لتناقشه تل أبيب، بـ”الدراما”، موضحة أنه عندما جاء الرد، قال مسؤولون كبار في الجهاز الأمني عكس ما حاول بيان مكتب رئيس الوزراء أن ينسبه إليهم بساعات قليلة، ورأوا أن رد حماس يشكل الخطوط العريضة الجيدة، التي يمكن من خلالها بدء المفاوضات.

ونقلت الصحيفة تحت عنوان “المحاولة الأولية لوقف الصفقة.. والغضب في النظام الأمني”، عن مصادر بأن مكتب رئيس الوزراء وعناصر متطرفة في الحكومة تعاونوا حتى قبل أن تقدم حماس جوابها على المقترح الأخير، من أجل عدم ترك أي إمكانية للوصول إلى اتفاق لتحرير الإسرائيليين الموجودين في قطاع غزة في المستقبل المنظور.

وأشارت إلى التصريح المفاجئ لوزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الذي قال: “أقول لكم بمسؤولية، إننا نرى المزيد والمزيد من العلامات على الانشقاق في حماس، وفي حماس يشعرون بأن النهاية قريبة، ولن أتفاجأ إذا قال السنوار فجأة، بعد أشهر من التردد، نعم للصفقة التي حصل عليها، لأنه يشعر بالذعر، ويريد إنقاذ نفسه ونظام حماس في غزة”.

وعلّق أحد المسؤولين المطلعين على المفاوضات عقب التصريحات، قائلاً: “إنها صدفة رائعة أنه بعد ساعات قليلة من تقدير إسرائيل أن حماس ستعطي إجابة إيجابية، يخرج سموتريتش، الذي سبق وأظهر علمه بالتطورات المتوقعة في المفاوضات، التي بذل كل ما في وسعه لإفشالها، ببيان يتنبأ بالمستقبل، كما تبين الليلة الماضية بالفعل أنه تنبؤ دقيق، ثم يقول إنه يجب فعل كل شيء لمنع هذا المستقبل”.

رسالة غريبة

وتحدثت الصحيفة عن مواجهة أخرى بشأن المفاوضات، التي لم يتم استئنافها بعد، إذ بدأت وسائل الإعلام العبرية تنقل عن مسؤول أمني، بأن حماس مستمرة في الإصرار على بند أساسي في الاتفاق، يتعلق بمنع إسرائيل من العودة إلى القتال مجدداً بعد المرحلة الأولى، وهو الأمر غير المقبول بالنسبة لإسرائيل، فضلاً عن الحديث عن ثغرات أخرى، والتأكيد على مواصلة إسرائيل الضغط العسكري والسياسي، من أجل إطلاق سراح الرهائن.

لعبة مكتب نتنياهو

وذكرت الصحيفة، أن الجهاز الأمني الإسرائيلي ومؤسسة الاستخبارات استغربا هذا الإعلان، لأنه لم ينشر باسمهم، وبعد تحقيقات تم الكشف عن أن مكتب رئيس الوزراء هو الذي أصدر هذه التصريحات، وطالب بنسبه إلى جهة أمنية، وكأنه صدر بالفعل عن الجهاز الأمني الإسرائيلي، إلا أن جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات نفت ذلك الأمر.