أعرب مسؤولون أميركيون وإسرائيليون عن تفاؤل متزايد بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين بهدف إنهاء الحرب في غزة، فيما يطالب أقارب المحتجزين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقبول الصفقة.

وتستمر الجهود للتوصل إلى اتفاق منذ أشهر واكتسبت زخما متجددا في أواخر أيار، بعد أن وضع الرئيس الأميركي جو بايدن تفاصيل خطة لإعادة المحتجزين إلى إسرائيل ووضع نهاية للحرب في نهاية المطاف.

والآن، بينما يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي لإلقاء خطاب مهم أمام الكونغرس، الأربعاء، والاجتماع مع بايدن ونائب الرئيس كامالا هاريس، الخميس، يقول مسؤولون الأميركيون، إن التوصل إلى اتفاق نهائي أصبح في متناول اليد، وبالنسبة لعائلات المحتجزين منذ أكثر من 9 أشهر في غزة، ليس هناك وقت للانتظار.

وقال بايدن، الاثنين، إنه يعتقد أن الأطراف المختلفة كانت “على وشك أن تكون قادرة” على التوصل إلى اتفاق، وذكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، إنهم “داخل خط العشر ياردات ويتجهون نحو خط الهدف للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار، وإعادة المحتجزين، ووضعنا على مسار أفضل لمحاولة بناء سلام دائم”.

ويصر المسؤولون الأميركيون على أن إسرائيل و”حماس” اتفقتا على الإطار العام للصفقة، لكن التفاصيل والجوانب الفنية الحاسمة بحاجة إلى التوافق عليها.

ويقود وسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر الجهود المبذولة لوضع اللمسات الأخيرة على تلك التفاصيل.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات، لشبكة CNN، الثلاثاء، إن الوفد الإسرائيلي الذي كان من المتوقع أن يغادر الخميس، لنقل الرد الإسرائيلي الأخير إلى الوسطاء من المرجح أن يؤجل رحلته حتى الجمعة على الأقل نتيجة تأجيل اجتماع نتنياهو مع بايدن حتى بعد ظهر الخميس.

وأضاف المصدر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد لقاء بايدن قبل أن ينقل الوفد الإسرائيلي رده رسميا إلى الوسطاء.

ومن المتوقع أن يتضمن الرد الإسرائيلي المطالب التي طرحها نتنياهو في اللحظة الأخيرة فيما يتعلق بمنع المقاومين من دخول شمال غزة والسيطرة الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا، وهي النقاط الشائكة الرئيسية في المفاوضات، وإذا وافقت “حماس” على هذه المطالب، فمن المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق، وذكر المصدر: “إذا قالت حماس نعم، فسيكون هناك اتفاق”.

وسوف يتزامن الرد الإسرائيلي الأخير أيضًا مع دخول الكنيست، البرلمان الإسرائيلي، في عطلة الأسبوع المقبل، وهذا سيجعل من الصعب على أي معارضين يمينيين للاتفاق التحرك لانهيار الحكومة.

وكان المسؤولون الأميركيون حساسين تجاه عطلة الكنيست لأنهم ما زالوا مقتنعين بأن السياسة تلعب دورها في صالح نتنياهو في إسرائيل.

ومع ذلك، وبينما تستعد إسرائيل لإرسال ردها، فقد أصبح من الواضح بشكل متزايد للأطراف المتعددة المعنية أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار يعتمد الآن على رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته، وقال مسؤول مطلع على المفاوضات لشبكة CNN ” إنه حقا قرار إسرائيل”.

وهناك قلق حقيقي بين عائلات الإسرائيليين بشأن ما إذا كان نتنياهو على استعداد لعقد صفقة لإنهاء الحرب، بعد العديد من الإشارات التي ألمحت إلى أن وقف إطلاق النار كان وشيكا.

وقالت أفيفا سيغل، المحتجزة السابقة التي لا يزال زوجها كيث محتجز، لشبكة CNN الثلاثاء، إن نتنياهو “عليه أن يأخذ الأمر بجدية وألا يواصل الحرب”.

وأضافت: ” نتنياهو بحاجة إلى وقف الحرب حتى يعود الأطفال والمحتجزين إلى ديارهم، إنها أهم بكثير من مواصلة الحرب لقد عانوا لقد كنت هناك أنا أعرف ما هو الوضع وأعرف ما الذي يمرون به”.

ويُعتقد أنه لا يزال هناك 116 شخصًا احتجزوا خلال عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي، في غزة، وأن 44 منهم قد لقوا حتفهم.

وقالت عائلات المحتجزين قبل خطاب نتنياهو أمام الكونغرس إنهم يتوقعون سماع رئيس الوزراء الإسرائيلي يخبر الكونغرس بأنه وافق على الصفقة، وأي شيء أقل من ذلك يعد فشلاً.

وأشادت العائلات بقيادة بايدن للجهود المبذولة لإعادة أحبائهم إلى إسرائيل، ولكن الآن بعد أن أعلن الرئيس الأميركي أنه لن يسعى لإعادة انتخابه، فإنهم يحثونه على تكثيف الضغط لإنهاء الصفقة، وهو أمر يقولون إنه قد يكون بمثابة خطوة وجزء رئيسي من تراثه.

ومن المتوقع أن تجتمع العائلتان مع بايدن ونتنياهو الخميس.

وشغلت قضية الصراع في الشرق الأوسط بال الرئيس الأميركي منذ عملية “طوفان الأقصى”، وسواء انتهى الأمر قبل ولاية بايدن الأولى، فسيكون ذلك ذا أهمية بالنسبة لسلفه، سواء كان دونالد ترامب، أو ربما هاريس، التي أيدها بايدن لترشيح الحزب الديمقراطي.

وقال أحد مساعدي هاريس إنها عندما تلتقي بنتنياهو في البيت الأبيض هذا الأسبوع، فإنها تخطط لإبلاغ الزعيم الإسرائيلي أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب.

وعند العديد من الإسرائيليين، بما في ذلك أفراد عائلات المحتجزين، قناعة بأن نتنياهو لا يريد التوصل إلى اتفاق، ويفضل بدلاً من ذلك تمديد الحرب وبالتالي قبضته على السلطة.

وقال نتنياهو، الذي التقى، الاثنين في واشنطن مع عائلات المحتجزين، إن حكومته “مصممة على إعادة الجميع”، وأضاف: “الظروف لإعادتهم جاهزة، لسبب بسيط هو أننا نمارس ضغوطا قوية جدا على حماس، ونحن نشهد تغييرا معينا، وأعتقد أن هذا التغيير سيستمر في النمو”.

“قضايا عالقة”

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الاثنين، إنهم “تمكنوا من تضييق الخلافات بين الطرفين بشكل كبير، ولكن هناك بعض القضايا العالقة التي تحتاج إلى حل”.

وأضاف: “نواصل المناقشات مع الوسطاء الآخرين ومع حكومة إسرائيل لمحاولة التوصل إلى حل، لكننا لم نتوصل إلى ذلك بعد، وليس لدي أي نوع من التوقعات بشأن الموعد الذي قد نصل فيه إلى حل”.

ووفقاً لمسؤول من إحدى الدول الوسيطة، فإن المقترح الأخير الذي قدمته “حماس” في وقت سابق من هذا الشهر “كان قريباً جداً” من الموقف الإسرائيلي منذ أواخر مايو، لذلك عندما ردت “حماس”، كان من المعتقد أن رد فعل إسرائيل “سيكون إيجابياً وجاهزاً للمضي قدماً مع إرسال فرق فنية لتسوية التفاصيل النهائية”.

وأضاف المسؤول أن المفاوضين ينتظرون حاليا ردا من إسرائيل على مقترح “حماس” التي تلقته في 3 تموز، وكانت الردود الإسرائيلية الأخيرة غير “متوقعة وغير واضحة”، مشيرا إلى تراجع إسرائيل عن موقف حاسم سابق بشأن السماح بالعودة غير المقيدة للفلسطينيين إلى شمال غزة خلال فترة توقف القتال، وهناك أيضًا جدل كبير حول ممر فيلادلفيا ومعبر رفح الحدودي، وكلاهما يقع بين مصر وغزة.

وقال نتنياهو إن القوات الإسرائيلية لن تنسحب من ممر فيلادلفيا، في حين أصرت “حماس” على انسحاب إسرائيلي كامل في نهاية المطاف من غزة، ومن المتوقع أن يتمسكوا بهذا الطلب، وفقا لمصدر مطلع.

وكانت نقطة الخلاف الرئيسية هي ما إذا كان التوقف الأول للقتال سيتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهو أمر رفضته إسرائيل.

ويقول إطار عمل بايدن، وقرار الأمم المتحدة الذي أعقبه، إن المرحلة الأولى ستستمر طالما استمرت المناقشات حول المرحلة الثانية، وهذا، من الناحية النظرية، قد يعني أن المفاوضات قد تنهار ويستأنف القتال.

وفي الوقت نفسه، لا يزال الوضع على الأرض في غزة سيئًا، وقد أصبح المسؤولون الأميركيون المشاركون في الجهود الإنسانية والأمنية يشعرون بالإحباط المتزايد بسبب العدوان الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة.

ولم يعد هناك أي اتصال فعال بين الجيش الإسرائيلي والمنظمات الإنسانية، وفي الأسبوع الماضي فقط أطلق الجيش الإسرائيلي النار على قافلة تابعة للأمم المتحدة. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنه من المحتمل أن يكون الإسرائيليون يسعون إلى ممارسة أقصى قدر من الضغط على “حماس” قبل التوصل إلى اتفاق.

وإذا تم إطلاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، فمن المتوقع أن تطلق “حماس” سراح ما يزيد قليلاً عن 30 محتجزا مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

واعترف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الجمعة، بأنه لا بد من تحديد الأعداد الدقيقة ونوعية الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من سجون إسرائيل.

ووفقا لمسؤول من دولة وسيطة، مُنع من الكشف عن هويته، لا يزال هناك نقاش حول اعتراض إسرائيل على الفلسطينيين الذين تريد “حماس” إطلاق سراحهم، مع توقع أن تعارض إسرائيل الأسرى الأكثر تشددا الذين يقضون أحكاما أطول أو مدى الحياة.

ومع استمرار المفاوضات حول الاتفاق، هناك أيضًا مناقشات جارية حول الأمن والمساعدات الإنسانية وبمجرد وضع الاتفاق موضع التنفيذ ستستمر تلك المناقشات مع نتنياهو هذا الأسبوع.

وبدأ المسؤولون الأميركيون والمصريون في إعداد لتدفق المساعدات الإنسانية التي ستدخل إلى غزة إذا دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وقال مسؤول مطلع على الأمر إن مصر عملت على تخزين ما يقرب من 200 ألف طن من المساعدات في مدينة العريش.