مرايا – خاص – ليس بحكم الانحياز الى قاعدة ان الفشل عتبة اولى نحو النجاح , تحول ثلاثة من الفاشلين في اجتياز امتحانات النجاح والمقابلة لشغل موقع امين عام في وزاراتهم الى وزراء , بل بحكم خصوصية الحالة الاردنية ومنهجية طبقة الحكم في توزير الاقارب والمريدين , والتجاوز على اماني الاردنيين بالتقدم الوظيفي .
الرواية على عهدة راويها وهو بالمناسبة وزير سابق وتم التأكيد من صحتها من مصدرين آخرين احدهما شغل موقعا مهما , تقول ان وزيرين ووزيرة , قاما قبل ان يفتح الله في وجههما باب المنصب الوزاري بالتقدم لشغل وظيفة امين عام , لكنهم فشلوا ثلاثتهم في اجتياز الامتحانات والمقابلة , بل ان الوزيرة اللاحقة والمواطنة فقط وقت الحادثة , وفي معرض تأهيلها لشغل المنصب قابلت رئيس الوزراء العامل حينها في مكتبه برفقة وزير في الحكومة وقتها , فما كان من الرئيس انذاك سوى الصراخ على مدير مكتبه بعد ان قام من خلف مكتبه وفتح الباب قائلا : ” فلان , تع خذ هالمعاتيه برّا مكتبي ” .
اما الوزيران اللاحقان , فقد تقدما لشغل المنصب ففشل الاول للحصول على الوظيفة وقتها لعدم كفاية مؤهلاته , فقدم له احد النواب السابقين والمرشحين الحاليين , نصيحة بالذهاب الى دورة لمدة شهر في الولايات المتحدة وعلى حسابه الخاص لتحسين السيرة الذاتية وفعلا تم التحاقه بدورة لمدة ثلاثة اسابيع في اميركا واصبح بعدها وزيرا ,
الوزير الاخير تقدم لشغل وظيفة مدير هيئة مستقل تابعة لوزارة خدماتية ولكنه لم يحقق الشروط المطلوبة , فحاولت الركايات الداعمة له تحويل الوظيفة الى منصب امين عام لوزارة , لكن المحاولات فشلت , ليأتي في اول تعديل على الحكومة بُعيد رفض طلبه , وزيرا ورئيسا لمجلس ادارة الهيئة المستقلة التي تم رفض طلبه باشغال منصب مديرها فقط .
ويبقى السؤال مشروعا هنا , لو تم الاستعانة بالفنان السريالي سلفادور دالي لرسم لوحة سريالية , هل كان سيتقن رسم تلك اللوحة ؟ الجواب لديكم وأجزم ان محمد الماغوط ابرز كتاب الكوميديا السوداء عاجز عن تخيل هذه الحالة حتى في مسرحياته وقصصه .