مرايا –

سيطرت الحيرة على الأردني حيال ماذا يشتري من ملابس يرتديها في العيد، المتوقع أول أيامه الجمعة أو السبت المقبل.

وتأتي الحيرة من الأحوال الجوية المتقلبة، ما يطرح سؤالا عند الأردني وهو يستعد لشراء ملابس العيد لأبنائه، هل تكون الملابس صيفية خفيفة؟ أم شتوية ثقيلة؟.

ويرى أردنيون أن تحول الطقس من دافئ في النهار إلى بارد في الليل يتوجب شراء قطعة جديدة من الملابس، ما يعني تكاليف إضافية في وقت يعاني فيه الأردنيون من أوضاع اقتصادية صعبة، ما أثر على قدرتهم الشرائية.

يقول محمد إنه لا يمكن لأي أب أن “ينغص” على أطفاله بعدم “إسعادهم” بشراء ملابس جديدة ليرتدوها، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى ما يعانيه من ضائقة مالية نتيجة ارتفاع أسعار الملابس بالإضافة إلى غيرها من سلع والتزامات.

يضيف محمد، إن العين بصيرة واليد قصيرة، ومصروف العيد لا يقتصر على شراء ملابس الأطفال، بل هناك واجبات والتزامات كثيرة تحتاج إلى مزيد من الإنفاق لإتمامها.

ويتفق خالد مع ما ذهب إليه محمد ويضيف في حديث لـ “أخبار حياة” أن العيد جاء في أيام صرف الرواتب بالنسبة لموظفي الحكومة، وهذا من شأنه أن يساهم في قضاء الموظف حاجاته في العيد، غير أنه سيعاني في الشهر المقبل إلى أن يحين صرف الرواتب.

في الأعياد والمناسبات

ترتبط ثقافة شراء الملابس في الأردن بشكل كبير في المواسم، موسم الصيف أو الشتاء، أو في الأعياد الدينية، ما يجعل الأردني يعتني كثيرا بشراء حاجياته من الملابس، انطلاقا من اعتبارات عدة منها المالي.

الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، يوضح أن الأردنيين تعودوا على استغلال المناسبات “البهيجة” لإظهار الفرح فيها بشراء الملابس الجديدة.

وقال لـ “أخبار حياة” إن الأردنيين تعودوا على شراء الملابس مرتين في العام الواحد (عيد الفطر وعيد الأضحى)، ما يعني أن شراء الملابس يكون في فصل الصيف والشتاء.

وبين أن الأوضاع الاقتصادية والالتزامات التي تمر بها البلاد، حددت مصاريف الأردنيين فيما أصبح بعضهم يشتري الملابس لمرة واحدة بالعام، لكن هناك بعض المناسبات التي يضطر بها الشخص أن يشتري ملابس جديدة لحضور مناسبة معينة.

ولفت إلى أن بعض العائلات “الآب والأم” وبسبب الوضع الاقتصادي الصعبة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة أصبح الآباء يوجهون شراء الملابس لأولادهم في الأعياد والمناسبات.

ولكن هناك “استهلاك تفاخري” لدى بعض العائلات ناتج عن مجاراة الأصدقاء وتقليد الآخرين، وهذا يلحق الأذى بالأسرة ويتسبب في الديون والأزمات والتصدعات الأسرية.

تراجع القدرة الشرائية

وكان الحد الأدنى للأجور قد ارتفع في الأردن من 220 الى 260 دينارا مع ربطه بالتضخم.

وفي مطلع العام الحالي، أعلنت مؤسسة الضمان عن رفع الحد الأدنى للأجور بناء على ارتفاع معدلات التضخم من 260 دينارا إلى 271 دينارا، غير أن القرار لم يطبق إذ سارعت الحكومة إلى الإعلان أنها لم تقر هذا القرار ما دفع الضمان للإعلان أنه ملتزم بقرار الحكومة.

ونتيجة ارتفاع معدلات التضخم في الأردن، (بلغ مع نهاية 2022 نحو 106.79 بارتفاع نسبته 4.23%)، فإن القدرة الشرائية تراجعت عند المستهلك، ما أثر على حركة الأسواق وحال التجار.

يقول نقيب تجار الألبسة والأحذية، سلطان علان، إن الطلب على الملابس والأحذية انخفض هذا العام 2023 مقارنة مع الموسم الماضي.

وأرجع علان السبب إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين وتركز مشترياتهم على المواد الغذائية والسلع الرمضانية.

ويوضح أن قطاع الألبسة والأحذية كغيره من القطاعات الاقتصادية الأخرى يمر بظروف ضاغطة ويعاني من حالة ركود ملموس.

وتؤثر أوضاع الأردنيين الاقتصادية على قراراتهم حيال الإنفاق، تحديدا في المناسبات المختلفة أو في تقلب الفصول من صيف وشتاء.

وبحسب الخزاعي، فإن شراء الملابس في المناسبات او في فصلي الشتاء والصيف، هو ما دفع إلى الاهتمام بأحوال الطقس في العيد وفي السؤال عن أي من الملابس يشتري الأردني لأطفاله.

وعن حالة الطقس في أيام عيد الفطر، يقول مستشار التنبؤات الجوية في موقع طقس العرب، جمال الموسى، إن المملكة ستتأثر مع أول أيام عيد الفطر (فلكياً) والذي يُصادف يوم الجمعة 21 نيسان بتيارات هوائية غريبة.

وأضاف في حديث لـ “أخبار حياة” إن درجات الحرارة تكون قريبة من مُعدلاتها المُعتادة لمثل هذا الوقت من العام، ويكون الطقس ربيعياً لطيفاً في أغلب مناطق المملكة، ودرجات الحرارة حول الـ20 مئوية في مُعظم المُدن الرئيسية بما فيها العاصمة عمان.

وأشار في ذات السياق إلى ان الحرارة ستكون باردة نسبيا في ليل الجمعة/ السبت، تستوجب هذه الأجواء ارتداء معطف ليوائم البرودة النسبية المُتوقعة على الأجواء.