مرايا –
قطاعُ السياحة من اكثرِ القطاعات تأثرًا بالاحداثِ السياسيةِ والاقتصادية، وقد يكون وقع الحروب أكبر، وتستغرقُ وقتاً طويلاً للتعافي. هذه كانت تجربةُ الأردن خلال السنوات الماضية وصولاً إلى الحرب على غزة جراءَ عدوانِ الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول بسببِ قربها الجغرافي واحتمالِ توسعِ نطاق الصراع بالمنطقة.
السياحة في الاردن شهدت ازدهاراً في عام 2019، إذ ارتفعَ عددُ السياح الذين زاروا المملكة قرابة 10% وانعكس على الدخل السياحي ليرتفع 11 % تقريبا.
جائحة كورونا
إلا أن القطاع َتعرضَ لصدمةٍ مع انتشارِ جائحة كورونا في العام 2020، ما رافقها من اغلاقاتٍ للمعابر والمطار حيث تراجعَ عددُ السياح بشكلٍ لافت وبلغت نسبتهُ 77% كما تراجعَ الدخلُ السياحي 76 %.
وخلال العام ،2021 بدأت مرحلةُ التعافي وبوتيرةٍ بطيئة إذ ارتفع عددُ السياح لأكثر من مليوني سائح فيما لم يلامس الدخلُ السياحي حاجز الملياري دينار.
الحرب الروسية الأكرانية
لتأتي الحربُ الروسية على أوكرانيا في العام 2022 إلا تأثيرها لم يكن سلبيا على السياحة في الاردن وعادت مؤشراتِ السياحة تحقق نمواً وتلامس مستوياتِ 2019 أي ما قبلَ كورونا.
وواصلَ قطاعُ السياحة منذ العام الحالي وحتى نهايةِ شهرِ أيلول تحقيقَ مؤشرات ايجابية محافظةً على مستوى نهاية العام 2022 بعدد سياحٍ يتجاوز 5 ملايين والدخل السياحي فوق 4 مليار دينار.
طوفان الأقصى
فيما سجل شهر تشرين الاول تراجعاً في عدد السياح القادمين إلى المملكة مع بدء عملية طوفان الأقصى بنسبة 10 %، وبلوغ الدخل السياحي 8.2 %.
ومع تزايد العدوان على غزة وتصاعد المخاوف من اتساع نطاق الحرب في المنطقة بدأت عمليةُ الغاءِ الحجوزات الفندقية وسجلت 80 % من مختلف الجنسيات خاصةً الامريكية والاوروبية حيث ان الاشهر الاخيرة من العام الحالي تعتبر موسماً سياحيا اجنبيا
واستمر التاثيرُ ليصل الى تشرينَ الثاني الحالي حيث لم تُسجل حجوزاتٌ سياحية جديدة، ونسبة الحجوزات الفندقية المتبقية لم تتجاوز 30 % .
ورغم هذه التأثيرات تبقى المخاوف من انعكاسها بشكل أكبر على القطاع السياحي الذي كان يعول عليه في مساهمته في نمو الاقتصاد.