مرايا – استقبل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الاثنين، سيمون كوفنى، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة الأيرلندى، الذى يزور القاهرة حاليا فى إطار جولة بالشرق الأوسط.
وفى هذا الإطار، قال الوزير المفوض محمود عفيفى، المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للجامعة العربية، إن تطورات القضية الفلسطينية شغلت حيزا مهما من النقاش بين الجانبين، إذ جدد الأمين العام تأكيد ثوابت الموقف العربى فى هذا الصدد، بما فى ذلك ما يتعلق بوضعية مدينة القدس فى ضوء الاعتراف الأمريكى الأخير بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأشار “عفيفى”، فى بيان صادر عنه قبل قليل، إلى أن اللقاء استعرض نتائج الاتصالات التى جرت حول القدس على مدار الفترة الماضية، وما تمخض عنه اجتماع المجموعة الوزارية السداسية العربية المعنية بالموضوع، الذى استضافته العاصمة الأردنية عمان أول من أمس، بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية.
وأوضح المتحدث باسم الأمين العام، أن “أبو الغيط” حرص على الإعراب عن تطلعه لاستمرار المواقف الأيرلندية الداعمة بقوة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وعلى رأسها حقه فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، خاصة فى إطار الاتصالات الأيرلندية مع الجانبين الأمريكى والإسرائيلى، وفى دوائر العمل المختلفة للأمم المتحدة، وأيضا فى إطار الاتحاد الأوروبى، مؤكدا محورية اتخاذ خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبار أنها تجسد عمليا الدعم الحقيقى من جانب الأطراف الدولية لمبدأ حل الدولتين، باعتباره الخيار الأمثل والشامل والعادل لتسوية القضية الفلسطينية.
وأكد “عفيفى” أن أحمد أبو الغيط نوّه فى الوقت ذاته بخطورة التداعيات المترتبة على اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس، إضافة لوقف الدعم الأمريكى فى ميزانية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، مشيرا إلى أن مثل هذه الإجراءات لن تؤدى فى حقيقة الأمر سوى لإنهاء فرص قيام تسوية سلمية وحقيقية وشاملة للقضية الفلسطينية، إضافة لكونها يمكن أن تزكى تيارات التطرّف والإرهاب، خاصة لدى قطاعات الشباب، وهو الأمر الذى سيكتوى بناره الجميع.
وبحسب بيان المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، حرص وزير الخارجية الأيرلندى على تأكيد استمرار دعم بلاده القوى لحقوق الشعب الفلسطينى، وهو ما يتجسد فى نمط تصويت دبلن على القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية فى الأمم المتحدة، وآخرها القرار الصادر عن الجمعية العامة بشأن وضعية القدس، مشيرا إلى أنه ينقل هذا الموقف فى كل اللقاءات والاتصالات التى يجريها مع كل الأطراف، بما فى ذلك الطرفان الأمريكى والإسرائيلى، وهو ما سيحرص أيضا على تأكيده خلال الزيارتين اللتين سيجريهما لإسرائيل والأراضى الفلسطينية المحتلة ضمن جولته الحالية فى المنطقة.
من ناحية أخرى، أشار المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للجامعة العربية، إلى أن اللقاء شهد أيضا تبادل وجهات النظر حول المجرى الحالى للعلاقات العربية الأيرلندية فى مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وسبل الارتقاء بهذه العلاقات خلال المرحلة المقبلة، أخذا فى الاعتبار إيجابية العلاقات السياسية تاريخيا، وخلال الفترة الحالية التى تربط الجانبين، بما فى ذلك ما يتعلق بسبل استشراف كيفية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية فى ظل وجود فرص وإمكانات مناسبة وجيدة لتطويرها، إضافة إلى توثيق العلاقات بينهما فى المجالين العلمى والتكنولوجى اللذين تتمتع أيرلندا بميزة نسبية ملموسة فيهما على المستوى الدولى، يمكن أن تستفيد بها الدول العربية فى تطوير قطاعات مهمة لديها على غرار قطاعى البرمجيات والدواء.
تجدر الإشارة إلى أن الأمين العام للجامعة أعرب خلال اللقاء أيضا عن تطلعه لأن يكثف الجانب الأيرلندى من اتصالاته مع الأعضاء الآخرين بالاتحاد الأوروبى، للمضىّ قُدما فى تفعيل مقترح عقد قمة عربية أوروبية خلال الفترة القريبة المقبلة، خاصة فى ضوء وجود عديد من الملفات المهمة التى يكتسب تناولها بين الجانبين على مستوى القمة أهمية خاصة خلال المرحلة الحالية من مراحل العمل الدولى، ومع الأخذ فى الاعتبار مخاطبة الأمين العام فى وقت سابق للجانب الأوروبى حول هذا الموضوع بشكل رسمى أكثر من مرة، وتقدم مصر بطلب لاستضافة هذه القمة، وهو الطلب الذى أقرته القمة العربية الأخيرة فى العاصمة الأردنية عمان.