مرايا – قال الكاتب القطري الشهير محمد صالح المسفر ان الأردن لم يعد يثق برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، وعند الكثيرين من القيادات الفلسطينية أيضا ناهيك عن الشعب الفلسطيني، لأنه ليس واضحا ولا أمينا في تعامله مع شركائه في مستقبل المنطقة.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة الشرق القطرية ، وحمل عنوان ” أدعو الرئيس محمود عباس للتنحي فورا” ان الأردن الشريك الأساسي في مستقبل فلسطين وكذلك قيادات المنظمات الفلسطينية في هذا الشأن وعلى ذلك لا بد أن تكون قيادة السلطة صادقة وأمينة وتتبادل المعلومات مع الشريك المجاور والأهل كي يتم التخطيط لمواجهة العدو المشترك، يجب أن يتحاشوا الأخطاء القاتلة التي حدثت في مؤتمر مدريد وغيرها من المؤتمرات المشتركة.
فيما يلي تعيد “خبرني” نشر المقال كما ورد على الصحيفة القطرية :
كتبت مقالة نشرت في القدس العربي في 18 /6 / 2001 عن مدينة القدس، اقتبس منها قولي: “تآمروا عليك يا مدينة القدس، مدينة العرب الغابرين والحاضرين، يا دار عيسى ابن مريم عليه السلام، ويا مؤل الرسول محمد في معراجه ومسراه، يا أخت مكة موطن نشأته ونجواه، ويا حبيبة المدينة المنورة دار هجرته ومثواه.
يا مدينة القدس.. أولى القبلتين.. إليك كانت الركعة الأولى، حين وقف الرسول العربي محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، يؤدي صلاته الأولى في الإسلام.
تآمروا عليك يا أخت مكة والمدينة، بعض قادة العرب الكبار، قبل قادة الغرب بمؤسساتهم ونظمهم وعقائدهم، كانت مؤامرة تلك القيادات العربية عليك يا مدينة الصلاة، تكمن في الصمت الرهيب لما تتعرضين له من دمار وخراب واضطهاد ومصادرات وقتل وتعذيب على أيدي القيادات الصهيونية، دون اعتراض جدي بوقف تلك الممارسات عن أهلك المرابطين”. واكتفوا ببيانات الشجب والإدانة.
(2)
في ظل خنوع وخضوع عربي منقطع النظير من اجل التمكن من السلطة في بعض العواصم، اعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة إسرائيل واصدر توجيهاته إلى وزير خارجيته بالعمل على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس، وتوجهت قيادة السلطة الفلسطينية إلى مجلس الأمن، وفشلت في تحقيق ما أرادت من المجلس، وتوجهت إلى الجمعية العامة تحت بند ” الاتحاد من اجل السلام ” وحققت تصويتا لصالح رفض القرار الأمريكي بجعل القدس عاصمة إسرائيل بأغلبية 128 صوتا، واعتراض 9 وتحفظ 35 وغياب 18 دولة، ومن هنا نسأل السلطة الفلسطينية ما الخطوة التالية لهذا القرار؟
يقول محمود عباس انه سيلجأ إلى الانضمام إلى مزيد من المنظمات الدولية كمحكمة الجنايات الدولية على سبيل المثال، “وخير يا طبر!” ماذا سيستفيد الشعب الفلسطيني من تلك الخطوة، الجواب عندي أنه لن يستفيد شيئا البتة.
قال محمود عباس في مؤتمر قمة اسطنبول الإسلامية، التي انعقدت لاتخاذ موقف موحد من القرار الأمريكي آنف الذكر: “إنه لن يقبل بأن يكون للإدارة الأمريكية أي دور في العملية السياسية بعد الآن، واعلن رفضه للقرار الأمريكي”. تقول اوثق المصادر إن السعودية طلبت من عباس عدم المشاركة في قمة اسطنبول (موقع ميدل إيست آي 25 يناير /2018 )، ولكن كيف تعقد قمة من اجل القدس ولا يحضر رئيس السلطة الفلسطينية. أو يغيب الأردن.
تشير كل الوقائع أن محمود عباس لم يعد يملك قراره بالنسبة للقضية الفلسطينية، وكما أشرت في مقالة سابقة انه لم يعد يُوثق به في الأردن وعند الكثيرين من القيادات الفلسطينية أيضا ناهيك عن الشعب الفلسطيني، لأنه ليس واضحا ولا أمينا في تعامله مع شركائه في مستقبل المنطقة.
الأردن الشريك الأساسي في مستقبل فلسطين وكذلك قيادات المنظمات الفلسطينية في هذا الشأن وعلى ذلك لا بد أن تكون قيادة السلطة صادقة وأمينة وتتبادل المعلومات مع الشريك المجاور والأهل كي يتم التخطيط لمواجهة العدو المشترك، يجب أن يتحاشوا الأخطاء القاتلة التي حدثت في مؤتمر مدريد وغيرها من المؤتمرات المشتركة.
في خضم تلك الظروف، كنا نتوقع من محمود عباس بعد قمة اسطنبول اتخاذ إجراءات تنفيذية للرد على قرار الإدارة الأمريكية وخاصة بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وتنفيذا لروح قمة تركيا. من تلك القرارات على سبيل المثال لا الحصر، إنهاء الخلاف وإعلان المصالحة الشاملة مع قطاع غزة، والانتقال من أنقرة إليها، عن طريق القاهرة أو عمان، وإعلان إلغاء التنسيق الأمني مع إسرائيل في المرحلة الأولى. ولكونه لم يتخذ أي قرار يفيد الشعب الفلسطيني فلهذه الأسباب وغيرها من الأسباب التي تعود إلى نصوص اتفاق أوسلو الملعون عام 1993 فان عباس لم يعد أهلا لقيادة الشعب الفلسطيني، وعليه أن يتنحى ليترك الأمر لقيادات فلسطينية شابة قادرة على تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
(3)
الجنرال عبد الفتاح السيسي حاكم مصر يخادع شعب مصر العظيم والعرب عامة، والحق انه يخادع نفسه أيضا. كيف؟ لن أتحدث عن الشأن الداخلي لمصر، ما يهمني موقف مصر اليوم من الشأن الفلسطيني، عندما كانت مصر عضوا في مجلس الأمن ممثلة للشأن العربي، كان الأداء لا يليق بمكانة مصر العظيمة، تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن بشأن القدس نيابة عن المجموعة العربية، أجرت المندوبة الأمريكية تعديلات عليه لإفراغه من مضمونه فلم يذكر في المشروع اسم الولايات المتحدة الأمريكية كي تتجنب عدم الاشتراك في التصويت لكونها طرفا في المسألة حسب الميثاق، وابلغ المندوب المصري القاهرة بذلك فوافق الرئيس على التعديلات الأمريكية، وطرح المشروع على التصويت واستخدمت المندوبة الأمريكية حق النقض ” فيتو “
ذهب الكل إلى الجمعية العامة وصوتت مصر لصالح القرار شكليا. وأظهرت التسريبات التي أعلنت من تلفزيون مكملين أن هناك تواطؤا مصريا مع أمريكا وإسرائيل، وجاء في تلك التسريبات، أن أي انتفاضة فلسطينية تضر بأمن مصر القومي، وأن الانتفاضة تصب في صالح حماس والجماعات الإسلامية، وعلى ذلك لا بد من التصدي لها. تقول التسريبات بأن ضابط مخابرات باسم مستعار، أعطى تعليمات لبعض رجال الإعلام والفنانين المصريين بالترويج إعلاميا بقبول رام الله بدلا من القدس عاصمة لفلسطين، وأن الحكومة المصرية قبلت بهذا الموضوع، وتسريبات أخرى ستظهر قريبا تؤكد بأن مصر وبعض الدول الخليجية تعمل جاهدة لعدم انعقاد قمة عربية بشأن القدس بموجب توجيهات أمريكية وطلب إسرائيلي من مصر وبعض الدول العربية.
آخر القول: كي لا يتحول محمود عباس إلى حارس ليلي “عسه” لحماية قطعان المستوطنات وفلول الصهيونية العالمية أكثر مما هو فيه اليوم، فإني أدعوه للتنحي، وأن يعلن أمام وسائل الإعلام العربية والعالمية بأنه تعرض لأبشع أنواع التهديد من قيادات عربية كبيرة، نفوذا ومقاما.