مرايا – استشهد شاب فلسطيني، أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات عمت مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي”، فيما اختتم المجلس المركزي الفلسطيني أعماله أمس ببث سبل مواجهة القرار.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن “استشهاد الشاب أحمد عبد الجابر سليم (24 عاما)، مساء أمس، برصاص قوات الاحتلال في بلدة جيوس، شرق قلقيلية.”
وأضافت، في بيان أمس، أن الشهيد قد “أصيب برصاصة في الرأس، حيث جرى نقله على أثرها إلى المشفى بحالة حرجة، ولكنه استشهد نتيجة إصابته”.
وأفادت أن “قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي تجاه مجموعة من الشبان الفلسطينيين في البلدة، الذين ردوا برشق الحجارة والزجاجات الفارغة، مما أسفر عن إصابة الشاب سليم واستشهاده”، عدا وقوع العديد من الإصابات والاعتقالات بين صفوف المواطنين. وفي الأثناء؛ اختتم المجلس المركزي الفلسطيني، أمس في رام الله، أعمال دورته الثامنة والعشرين بعنوان “القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين”، لبحث سبل مواجهة قرار الرئيس ترامب، والخيارات الوطنية للمرحلة المقبلة، وسط غياب حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وناقش “المركزي”، أمس خلال جلستيه الصباحية والمسائية، سبل التصدي للقرار الأميركي بشأن مدينة القدس المحتلة، ومراجعة سياسية للمرحلة السابقة، منذ العام 1993، بكافة جوانبها، وآليات تنفيذ خطوات المصالحة الوطنية وتفعيل دور المجلس المركزي، فضلا عن بحث سبل مواجهة القوانين الإسرائيلية وآليات تفعيل المقاومة.
وألقى ممثلو الفصائل الفلسطينية، خلال جلسة الأمس، كلمات تطرقت إلى الوضع السياسي والخيارات الفلسطينية لمواجهة قرار ترامب، مؤكدين أهمية “خروج الاجتماع بقرارات تتناسب وخطورة المرحلة الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية”.
وأشاروا إلى أن “مدينة القدس المحتلة تتعرض لهجمة تهويدية خطيرة، ومحاولات لتصفيتها وسلخها عن الأرض الفلسطينية، بما يستوجب وضع الخطط الكفيلة لحمايتها بدعم صمود أهلها وتثبيتهم على أرضهم في مواجهة هذه المخططات.
من جانبه، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، خلال الجلسة، إلى “اتخاذ اجراءات لإنهاء المرحلة الانتقالية، وبدء تجسيد سيادة دولة فلسطين وفق حدود الرابع من حزيران العام 1967 وعاصمتها القدس”.
وأكد ضرورة “تشكيل حكومة وحدة وطنية، وملاحقة جرائم الاحتلال الإسرائيلي وفرض المقاطعة الدولية عليه، ومتابعة العمل مع محكمة الجنايات الدولية وتقديم لائحة اتهام بملف الاستيطان الناجز، وملاحقة المسؤولين عنه كجريمة جنائية دولية، بالإضافة لجريمة العدوان ضد قطاع غزة”.
وطالب “بمواصلة السعي للانضمام إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لتعزيز مكانة فلسطين الدولية واستخدامها لمحاصرة الاحتلال ومحاسبته على انتهاكاته، عدا الإنضواء في إطار منظمات دولية ذات أولوية، والإستفادة من برامج ومشاريعها”.
وأشار إلى “التوجه لمحكمة العدل الدولية لطلب رأيها الاستشاري بقرار الإدارة الأميركية بشأن القدس، باعتباره مخالفا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن”.
وأكد أهمية “تطوير الحراك الشعبي الفلسطيني، وتوسيع رقعة الاشتباك مع الاحتلال عبر الانخراط الفعال في الفعاليات المناهضة له، وتطوير ودعم حركة المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الإسرائيلية ودعم حركة المقاطعة الدولية” .
وأكد مجدلاني “التمسك الفلسطيني بأسس ومرجعيات عملية السلام، ومبادرة السلام العربية، ورفض أي محاولة لتعديلها أو تغيير أولوياتها، ورفض “يهودية الدولة، والحدود المؤقتة”.
من جانبه؛ أكد عضو المكتب السياسي “للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، رباح مهنا، أن خطاب الرئيس محمود عباس، في اجتماع “المركزي”، “لم يكن بمستوى التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية”، بحسب رأيه.
من جانبها، قالت “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” إن “خطاب الرئيس عباس لم يرتقِ الى المستوى الذي كان الشعب الفلسطيني يترقبه”.
وأكدت ضرورة “خروج المجلس المركزي بقرارات ملموسة وعملية وواضحة”، داعية إلى “إنجاز إتفاق المصالحة، ورفع العقوبات والحصار عن قطاع غزة، وتبني مشاريع تنموية طارئة في الأراضي المحتلة”.