مرايا – أعلنت البحرية الارجنتينية الاثنين ان عمليات البحث في المحيط الاطلسي عن غواصتها المفقودة منذ شهرين تتواصل على الرغم من عدم العثور على أي خيط يدل الى مكان وجودها او ينبئ بمصير طاقمها المؤلف من 44 بحارا اعتبروا في عداد الاموات، مشيرة الى ان لا مهلة محددة لانتهاء عمليات البحث.
وقال المتحدث باسم البحرية إنريكي بالبي خلال مؤتمر صحافي في بوينوس آيرس ان السفينة الروسية “يانتار” المتخصصة بسبر أعماق المحيطات كان يفترض ان توقف مساهمتها في اعمال البحث عن الغواصة العسكرية سان خوان، لكنها تلقت امرا من موسكو بالاستمرار في مهمتها.
وأضاف “ما من مهلة نهائية في ما يتعلق بعمليات البحث”.
واوضح بالبي انه إذا لم يتم العثور على الغواصة عند انتهاء مهمة “يانتار”، السفينة الاكثر تطورا في مجال سبر اعماق المحيطات والمزوّدة بغواصة صغيرة قادرة على الغوص لعمق 6 آلاف متر، فان بوينوس آيرس تعتزم الاستعانة بخدمات شركة خاصة في هذا المجال بسبب افتقارها الى التكنولوجيا اللازمة.
واضاف ان عمليات البحث التي يشارك فيها بحارة ارجنتينيون واجانب لم تأت بأي نتيجة على الرغم من انها شملت التحقق من 54 موقعا رصدت فيها اجسام تشبه الغواصة المفقودة.
وقال “للاسف لم نتمكن من معرفة ما الذي جرى. هناك فرضيات عدة ولا يمكننا تفضيل اي منها على الاخرى طالما اننا لم نعثر على الغواصة ونكشف على بدنها”.
وفقدت الغواصة في المحيط الاطلسي في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 وأكدت البحرية الارجنتينية انها قطعت الامل في العثور على ناجين لكنها ستواصل البحث الى ان تعثر عليها.
ويعتقد الخبراء ان الغواصة غرقت على بعد نحو 450 كيلومترا عن سواحل باتاغونيا بعد ساعات على ابلاغها قيادة البحرية عن تسرب مياه وبداية حريق وخلل في نظام البطاريات التي تدفع الغواصة العاملة بواسطة محركات ديزل.
ويبدو ان حادثا وقع عندما تسربت مياه البحر الى الغواصة عبر انبوب يسمح للغواصات المزودة بمحركات ديزل، مثل سان خوان، بتشغيل هذه المحركات عندما تكون تحت سطح البحر وفي الوقت نفسه طرد الغازات المنبعثة منها وسحب هواء نقي. وعلى سطح البحر، تستخدم الغواصة محركاتها لشحن بطارياتها.
لكن في ذلك اليوم كان المحيط هائجا وبلغ ارتفاع الموج فيه بين ثمانية وتسعة امتار، مما عقّد على ما يبدو مهمة الغواصة.
وكانت الغواصة ابحرت الاحد 11 تشرين الثاني/نوفمبر من اوشوايا في اقصى جنوب القارة الاميركية متوجهة الى قاعدة مار ديل بلاتا البحرية مرفأ رسوها.
ويعاني الجيش الارجنتيني الذي يواجه أزمة تمويل بعد الرخاء في عهد النظام الديكتاتوري (1976-1983) ، من نقص في التجهيزات، وفقدان الغواصة يشكل ضربة للقدرات العملانية لبحريته. وكانت “سان خوان” درة الجيش الارجنتيني.
وضمّت الارجنتين هذه الغواصة الى اسطولها في 1985 بعيد حرب فوكلاند (1982) التي خسرت خلالها غواصة.