مرايا – أدان البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان الأن الثلاثاء، الانتهاكات الجنسية الجسيمة في تشيلي، معبرًا عن ألمه وخجله من فضيحة الانتهاكات.
يأتي تصريح البابا في أول رد رسمي له حول الأزمة التي أثرت على مصداقية الكنيسة الكاثوليكية، وذلك بحضور رئيسة تشيلي ميشيل باشيليت ومسؤولين آخرين ودبلوماسيين أجانب.
وأطلق ناشطون من فرنسا إلى الولايات المتحدة، مرورا بألمانيا، الإثنين في سانتياغو، منظمة عالمية من اجل التصدي للاعتداءات الجنسية على الأطفال في اطار الكنيسة، مطالبين البابا بـ”تحركات” ملموسة.
وأطلق الناشطون على المنظمة اسم منظمة “وقف تجاوزات الإكليريكيين”.
ويتعامل البابا فرنسيس الذي ينادى بـ”عدم التسامح” مع الكهنة المعتدون جنسيًا على الأطفال، بحذر شديد مع هذه المسألة في تشيلي.
وأدانت إحدى محاكم الفاتيكان في 2011 الأب الثمانيني فرناندو كاراديما، المدرب السابق الموهوب للكهنة، بتهمة القيام بتجاوزات جنسية مع أطفال، في الثمانينيات والتسعينيات، وأجبرته على التقاعد.
لكن البابا فرنسيس اتخذ في يناير 2015 قرار تعيين المونسنيور خوان باروس على رأس أبرشية في جنوب البلاد، فيما كانت تحوم حوله الشبهات بتأمين الحماية في الماضي للكاهن العجوز المدان بالتعدي جنسيا على الأطفال.
واحتج على التعيين خبراء علمانيون من اللجنة الفاتيكانية لحماية القاصرين، المكلفة بتقديم الاقتراحات للوقاية من التجاوزات الجنسية.
وكانت جماعة دينية ونواب ومنظمات علمانية تشيلية، بعثوا برسالة احتجاج الى الفاتيكان، ونفى المونسنيور باروس من جهته معرفته بتصرفات كاراديما.
وقبل أيام من وصول البابا، أعيد طرح الملف الساخن، من خلال نشر رسالة بعث بها البابا فرنسيس في 2015 إلى الأسقفية التشيلية، كما أكدت الأسقفية الجمعة.
وعكست رسالة البابا إلى الأسقفية بعضًا من ارتباك الفاتيكان المتعلق بملف المونسنيور باروس.
وكانت الكنيسة الكاثوليكية في تشيلي طلبت في إبريل 2011، الصفح رسميًا عن كل حالات التجاوزات الجنسية على اطفال التي ارتكبها أفراد من رجال الدين، وعن تقاعسها حيال الشكاوى في السابق.
وتفيد معلومات منظمة “بيشوب اكاونتابيليتي” الأميركية غير الحكومية، أن إدانات على تجاوزات جنسية قد شملت حوالى 80 رجل دين في تشيلي خلال السنوات الأخيرة.
وإبان دكتاتورية بينوشيه، كانت الكنيسة مثار إعجاب للدور الذي اضطلعت به على صعيد حماية حقوق الإنسان.
وتميل البلد التي يشكل الكاثوليك 74% من سكانها، إلى العلمانية بوتيرة متسارعة، فالنسبة المئوية لمن يتجهون إلى الإلحاد ارتفعت من 12% إلى 22% بين 2006 و2014.
واستهدفت مجموعة من الهجمات في نهاية الأسبوع، خمس كنائس في سانتياغو، ويسود الاعتقاد ان تنظيمات فوضوية هي التي شنتها.
-انتقال سياسي- وبموجب التقليد الدبلوماسي، يبدأ الحبر الأعظم يومه، بخطاب يلقيه أمام السلطات الحكومية والمدنية.
وفي قصر “لا مونيدا” الرئاسي، المثقل بالتاريخ والذي قتل فيه الرئيس الاشتراكي سلفادور اليندي في 1973 خلال انقلاب اوغوستو بينوشيه، يمكن ان يوجه البابا بطريقة غير رسمية تحية إلى الملياردير المحافظ سيباستيان بينييرا، الفائز بالانتخابات الرئاسية في ديسمبر، على أن يتسلم مهام منصبه في مارس.
ويجري البابا زيارة خاصة مع الرئيس الحالي، الإشتراكية ميشيل باشليه، والتي لم تستحوذ بعض إصلاحاتها المجتمعية على إعجاب الكنيسة، كإقرار زواج مثليي الجنس ورفع العقوبة عن الاجهاض.
والبابا فرنسيس هو البابا الثاني في التاريخ الذي يزور تشيلي بعد يوحنا بولس الثاني في إبريل 1987.
في تلك الفترة، تسببت زيارة البابا بمواجهات عنيفة بين عناصر الشرطة ومعارضين لبينوشيه، في حديقة هيغينز، وأصيب حوالي 600 شخص، وهتف يوحنا بولس الثاني قبل نقله بسرعة من الحديقة “الحب هو الأقوى”.
ومع ذلك فإن البابا يحتفل في اجواء هادئة بقداس داخل الحديقة العامة نفسها، وهي ثاني أكبر حديقة في البلاد، ومن المتوقع أن تستقبل حوالي 400 ألف شخص.
وسيدخل البابا الثلاثاء ايضا للمرة الأولى سجنا للنساء يضم 620 سجينة ممن ينتظرن زيارته بفرح كبير.