مرايا – سلّمت تركيا إلى السلطات اللبنانية، اليوم الثلاثاء، المشتبه بمسؤوليته عن تفجير صيدا، ومحاولة اغتيال القيادي في حماس محمد حمدان.
ونشرت “الوكالة الوطنية للإعلام” في لبنان، بأن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي تسلّم من الجانب التركي عبر مطار رفيق الحريري الدولي، المتهم أحمد بيتية، المشتبه به في جريمة محاولة اغتيال القيادي في حماس، “محمد حمدان” في صيدا، قبل 9 أيام.
وتمكّن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي من كشف كيفية تنفيذ استخبارات الاحتلال الإسرائيلي، لعملية التفجير في مدينة صيدا، يوم الأحد الماضي في الرابع والعشرين من كانون الثاني، التي استهدفت القيادي في حركة حماس، محمد حمدان. نجا الأخير من محاولة الاغتيال المحكمة التي نفذها عملاء للعدو، بسبب تغييره، بالصدفة، لطريقة تشغيله لمحرك السيارة.
وبعد سلسلة من التحقيقات التقنية والاستعلامية، توصل فرع المعلومات إلى خيوط دفعته أول من أمس إلى تنفيذ مداهمات في منطقة الواجهة البحرية لبيروت، وفي مدينة طرابلس، وتمكّن “محققو المعلومات” من تحديد المشتبه فيه الذي أدار مجموعة من الأفراد لتنفيذ محاولة الاغتيال، وهو لبناني من طرابلس، يُدعى أحمد بَيْتيّة. وهو صاحب “سجلّ أمنيّ نظيف”.
وكانت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، نشرت عن تفاصيل الوصول إلى المشتبه به، قائلة إنه لم يسبق أن أوقِف في قضايا أمنية، ولا وضعه أحد الأجهزة الأمنية على لوائح المشتبه فيهم، الرجل الذي يبلغ من العمر (38 عاماً)، كان يعمل في التجارة، متنقلاً بين لبنان وهولندا، وهو أتى إلى بيروت يوم 9 كانون الثاني، عبر مطار بيروت.
وأوضحت الصحيفة، أن المشتبه به كان قد استأجر شقة لمدة أسبوع في منطقة الواجهة البحرية للعاصمة، عبر موقع على الإنترنت، وزار عائلته في طرابلس يوم وصوله، ثم عاد إلى بيروت. من الأخيرة، انتقل إلى صيدا أغير مرة، على رأس مجموعة تنفيذية، تولت مراقبة منزل حمدان. ونفّذت المجموعة يوم 11 كانون الثاني مناورة يمكن الاستنتاج بأنها كانت محاولة للاغتيال جرى وقف تنفيذها من دون معرفة السبب.
وانتقل بيتية ومجموعته، إلى صيدا فجر يوم 14 كانون الثاني، وتولى أحدهم زرع العبوة الناسفة أسفل سيارة حمدان، قرابة الثالثة والنصف فجراً، وبحسب ما توصلت إليه التحقيقات، ابتعدت المجموعة عن محيط منزل القيادي في المقاومة، بعد زرع العبوة، ثم عادت قرابة السابعة والنصف، وبقيت في انتظار نزوله من منزله إلى سيارته، وفور تفجير العبوة، غادرت المجموعة المكان، باتجاه بيروت، حيث تفرّقت.
ووفقًا للصحيفة، تمكّن محققو “المعلومات” من العثور على «آثار تقنية» لرأس الشبكة، في العاصمة، أدّت إلى تحديد هويته، فتبيّن أنه بيتية. الاستمرار في ملاحقة «آثاره» أوصل المحققين إلى مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فتبيّن أن بيتية غادر لبنان ليل الأحد ــ الاثنين، متوجهاً إلى أمستردام.
وأكدت، أن التحقيقات التي أُجريت طوال الأيام الستة الماضية سمحت بالجزم بأن بيتية ومجموعته يعملون لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية، وأن رأس الشبكة جنّدته هذه الاستخبارات خارج الأراضي اللبنانية. ويجري التدقيق في ما إذا كانت لديه صلات بعمليات أمنية نفّذها العدو في لبنان سابقاً.
وأصيب قبل تسعة أيام الكادر في حركة حماس محمد حمدان جراء انفجار سيارته في محلة البستان الكبير بمدينة صيدا اللبنانية.