مرايا – دعا ما يسمى “اتحاد منظمات الهيكل”، المزعوم، المستوطنين إلى اقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك، اليوم الخميس، وأداء الطقوس التلمودية المزعومة، وذلك على وقع استمرار المواجهات مع قوات الاحتلال التي أسفرت عن وقوع العديد من الإصابات والاعتقالات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين.
وأكد “اتحاد منظمات الهيكل”، اليهودية المتطرفة، ضرورة “التصعيد”، ردا على طرد المصلين وحراس المسجد للمستوطنين من الأقصى بعد محاولة تأديتهم طقوس وصلوات تلمودية علنية داخل ساحاته.
وطبقا لموقع “الاتحاد” المتطرف؛ فقد أعلن عن ما سماه “تصعيد طارئ بسبب إهانة اسم الرب داخل جبل الهيكل”، المزعوم، بسبب طرد المستوطنين من المسجد، مطالبا بالرد، اليوم، عبر اقتحام واسع للأقصى وأداء الصلوات التلمودية داخله.
يأتي ذلك بينما يستمر إمعان قوات الاحتلال في قمع انتفاضة الفلسطينيين ضد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول “الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي”، مما أدى إلى مواجهات في مختلف الأراضي المحتلة، ووقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف المواطنين.
واقتحمت قوات الاحتلال عدة مناطق بالأراضي المحتلة، وداهمت منازل المواطنين وقامت بتخريب محتوياتها، وشن حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين؛ من جنين والخليل وبيت لحم والقدس وسلفيت ورام الله، بالضفة الغربية المحتلة.
وفي الأثناء؛ تحدث مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض، أمس، أن “الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية على قطيعة تامة منذ قرار ترامب بشأن القدس”.
وقال المسؤول، طبقا للأنباء التي لم تكشف اسمه، إن “الإدارة الأميركية تأمل بأن يتم عرض خطة شاملة للسلام خلال هذا العام”، مؤكدا أن “لا دولة حول العالم تعتقد أنه يجب أن يتم تغيير واشنطن في الوساطة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني”، مقدرا بأن “الفلسطينيين واثقون من ذلك أيضا”.
وكانت القيادة الفلسطينية قد أكدت، في أكثر من مناسبة، منذ قرار ترامب، أن الولايات المتحدة “لم تعد وسيطا نزيها لعملية السلام”، فيما رفض الرئيس محمود عباس استقبال نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينيس، خلال زيارته الأخيرة إلى فلسطين المحتلة، والتي التقى فيها المسؤولين الإسرائيليين.
من جانبها؛ حذرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من خطورة الحديث عن مشروع لإستئناف المفاوضات برعاية “دولية” بديلة للرعاية الأميركية، لكنها خارج رعاية الأمم المتحدة وقراراتها ومرجعيتها.
وقالت الجبهة، أمس، إن تلك “التسريبات تمهد لصيغة تفاوضية برعاية “اللجنة الرباعية الدولية” التي تهيمن الولايات المتحدة عليها، بما يبقيها الطرف المسيطر على المفاوضات، رغم قرارات المجلس المركزي الأخيرة بعدم التعامل معها، بعدما باتت في موقع العداء السافر للحقوق الوطنية الفلسطينية، وشريكاً للإحتلال الإسرائيلي وليست طرفا مقبولا”، بحسبها.
وأكدت أن “الصيغة المقترحة تشكل مخالفة صريحة لقرارات “المركزي”، التي أكدت طي صفحة المفاوضات المنفردة، والدعوة لمؤتمر دولي تحت رعاية أممية وبمشاركة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وبمرجعية قرارات الشرعية الدولية التي كفلت للشعب الفلسطيني حقوقه في تقرير المصير والعودة والإستقلال والحرية والسيادة والخلاص من الاحتلال والاستيطان”.
وطالبت الجبهة “القيادة الرسمية الفلسطينية بناء وقائع ميدانية على الأرض لمواجهة سياسة الاحتلال، وإلغاء “أوسلو”، وسحب الاعتراف بالكيان الإسرائيلي، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإنهاء الاتفاقيات السياسية والاقتصادية معه”.
ودعت إلى “طلب العضوية العاملة لدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والاستيطان، وإحالة جرائم الحرب الإسرائيلية إلى محكمة الجرائم الدولية، والدعوة لمؤتمر دولي لعملية السلام”.
وأكدت ضرورة “تشكيل المرجعية الوطنية الموحدة لمدينة القدس وفق أسس إئتلافية لتعزيز صمود أهالي المدينة المقدسة ضد الاحتلال، وإنجاز اتفاق المصالحة ورفع العقوبات الجائرة عن قطاع غزة، ودعوة لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير للاجتماع لإعادة بناء الوحدة الوطنية وفق أسس برنامجية إئتلافية وتشاركية والدعوة لانتخابات شاملة للرئاسة، وللمجلسين التشريعي والوطني وفق نظام التمثيل النسبي”.
بدوره، حذر عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، جمال محيسن، من خطورة المرحلة في ظل المحاولات الأميركية والإسرائيلية للمساس بالقضايا الجوهرية للشعب الفلسطيني، مؤكداً ضرورة “تصعيد المقاومة الشعبية، وتنويعها وتوسيعها، ومشاركة كافة الفئات والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية فيها”.
وقال محيسن، في حديث لتلفزيون فلسطين الرسمي، إن “استراتيجيتنا قائمة على المقاومة الشعبية، والحراك السياسي والقانوني للقيادة الفلسطينية، وحراك الجاليات الفلسطينية والعربية”، مشددا على أهمية المقاومة الشعبية كضرورة وطنية ونضالية، خاصة بعد قرار ترمب بشأن القدس.
وكان الرئيس عباس قد طرح، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا مركزيا في عملية السلام في الشرق الأوسط، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يؤكد دوماً بأن لا بديل عن الولايات المتحدة كوسيط للسلام.