مرايا -كشفت صحيفة أمريكية، اليوم الأحد، أن سلاح الجو التابع للاحتلال الإسرائيلي شنّ غارات مكثفة على مواقع في سيناء، بتنسيقٍ وعلم مسبق مع النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن عناصر تنظيم “داعش” في شمال سيناء قتلوا مئات الجنود وضباط الشرطة، وبدأوا بإقامة نقاط تفتيش، لافتة إلى أن القاهرة فشلت في القضاء على عناصر التنظيم ما دفع “إسرائيل” للتحرك خشية تعرضه للتهديد، بحسب زعمها.
وأضافت الصحيفة، “على مدى أكثر من عامين قامت طائرات بدون طيار إسرائيلية، وطائرات هليكوبتر، ومقاتلات بغاراتٍ جوية سرية، بلغت أكثر من 100 غارة داخل مصر، وفي كثير من الأحيان أكثر من مرة في الأسبوع، وبموافقة السيسي”.
وأوضحت أن التعاون الملحوظ بين الاحتلال ومصر يمرّ بمرحلة جديدة في تطور علاقتهما، وبعد عداء في ثلاث حروب، ثم خصوم في سلام غير مستقر، أصبحت الطرفان الآن حلفاء سريين في حرب سرية ضد عدو مشترك، حسب قول الصحيفة الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، فان تعاونهم في شمال سيناء، هو الدليل الأكثر دراماتيكية على أن سياسة المنطقة يعاد تشكيلها بهدوء، فقد جلب أعداء مشتركون مثل “داعش” و”إيران” بهدوء قادة العديد من الدول العربية إلى مواءمة متزايدة مع الاحتلال الإسرائيلي، حتى مع استمرار مسؤوليهم ووسائل الإعلام في معاداة الدولة اليهودية علنا.
ويقول مسؤولون أميركيون إن الغارات الجوية الإسرائيلية لعبت دورًا حاسمًا في تمكين القوات المصرية من الحصول على اليد العليا ضد المسلحين، لكن الدور الإسرائيلي يتسبب بعواقب غير متوقعة بالنسبة للمنطقة، بما في ذلك مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
وأكد سبعة مسؤولين بريطانيين وأميركيين سابقين الهجمات الإسرائيلية داخل مصر، وكلهم يتحدثون بشرط عدم الكشف عن هويتهم؛ لأنها معلومات سرية.
ووفقًا للصحيفة، فان “الجيران” سعوا لإخفاء دور “إسرائيل” في الغارات خوفًا من رد فعل عنيف داخل مصر حيث يواصل المسؤولون الحكوميون ووسائل الاعلام التي تسيطر عليها الدولة، التحدث عن “إسرائيل” أنها العدو، وتعهد بدعم القضية الفلسطينية.
وعن كيفية إخفاء الدور الإسرائيلي في سيناء، قالت الصحيفة، إن الطائرات الإسرائيلية تغطي أعلامها، وتحدث بعض المسؤولين الأميركيين أن العمليات الإسرائيلية تعطي انطباعًا بأنهم موجودون داخل مصر.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن السيسي يسعى لإخفاء الضربات عن جميع الدوائر، ولكن هناك دائرة محدودة من الضباط العسكريين والاستخباراتيين يعلمون بها، وأعلنت الحكومة المصرية شمال سيناء منطقة عسكرية مغلقة، ومنع الصحفيين من جمع المعلومات.