مرايا – ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، الأربعاء ، أن “متطرفين” شمالي سوريا يعرضون للبيع، عبر موقع “تلغرام”، أسلحةً كانت الولايات المتحدة الأميركية زوَّدت بها فصائل سورية معارضة “معتدلة”، بهدف استخدامها ضد تنظيم “داعش” و”متطرفين آخرين”.
وأضافت الشبكة أنها استخدمت اسماً مستعاراً عبر “تلغرام”، وتلقَّت عرضاً لبيع بندقية هجومية من طراز “إم16” من مواطن في مدينة إدلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية (شمالاً).
وأوضحت أن الرقم التسلسلي للبندقية، التي أرسل البائع صوراً لها، ونشرتها الشبكة على موقعها، يفيد بأنها كانت جزءاً من جهد ممول من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، للقضاء على “المتشددين” في المنطقة.
وادّعى البائع، وفق الشبكة، أن البندقية جزء من أسلحة أرسلتها واشنطن لمساعدة فصيل في المعارضة السورية المعتدلة، لمحاربة تنظيم “داعش” و”متطرفين آخرين”.
وأضاف البائع أن السلاح مصدره “الفرقة 30″، التي كانت جزءاً من جهد بتكلفة 41 مليون دولار أميركي، لتدريب وتجهيز نخبة مقاتلين بهدف محاربة “متشددين”.
و”الفرقة 30″ كانت ضمن ما يسمى “جيش سوريا الجديد”، وهو مشروع عسكري أميركي لتشكيل قوات معتدلة، عام 2015، بهدف محاربة “داعش” و”فصائل أخرى متطرفة”، بحسب “سي إن إن”.
وسرعان ما تفكَّكت هذه الفرقة بعد اعتراضها هي ومعداتها من جانب مسلحي “جبهة النصرة”، التي اندمجت حالياً مع فصائل أخرى تحت اسم “هيئة تحرير الشام”.
وأوضحت الشبكة الأميركية أن الأسلحة تباع بـ850 دولاراً على “منصات متشددة” في “تلغرام”، من جانب مواطنين شمالي سوريا.
ونشرت على موقعها محتوى الرسائل بينها وبين بائع الأسلحة، وصوراً لأنواع الأسلحة التي يبيعها.
وأعرب مراقبون عن مخاوفهم من احتمال وصول تلك الأسلحة الأميركية إلى منظمات إرهابية، مثل “داعش” و”بي كا كا”، عبر تهريبها إليهم.
ومن الأسلحة والمعدات العسكرية المعروضة للبيع على منصات الإنترنت، حسبما أظهرت الصور: قاذفات قنابل يدوية، ورشاشات، ومناظير قنص حرارية، وسترات واقية من الرصاص.
وقال دامين سبليترز، الباحث في مجموعة “أبحاث النزاعات المسلحة” (Conflict Armament Research)، إنه قضى أشهراً في جميع بيانات وتحليلها عن الأسلحة الصغيرة المنتشرة في سوريا والعراق.
وأضافت سبليترز أن “الرقم التسلسلي الذي قدمه بائع البندقية إم16 قريب لرقم تسلسلي آخر لسلاح مشابه، تم استرداده من مقاتلي داعش في سوريا”، وفق “سي إن إن”.
وقالت الشبكة الإخبارية إن القيادة المركزية الأميركية، التي كانت وراء تزويد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة بهذه الأسلحة، رفضت التعليق على الأمر.