مرايا – شؤون عالمية – ظهر عزة الدوري الأمين العام نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين اليوم في خطاب “تاريخي” متلفز مطول دام 77 دقيقة في الذكرى الحادية والسبعين لتأسيس حزب البعث.
وأبرز الفيديو المسجل للخطاب الدوري بصحة جيدة، في ما يبدو أنه رد واضح على ما يتداول من أخبار عن تدهور صحته
وشن الدوري هجوما عنيفا ضد إيران ومخططاتها الاستعمارية في المنطقة العربية، كما هاجم التكفيرية السلفية وكذلك الفكر “الصفوي المجوسي التكفيري” وانتقد بشدة النظام العراقي الحالي المرتهن لإيران التي ارتكبت ومليشياتها “الجرائم.. بقتل نحو مليوني عراقي، وسط “غياب وموت سريري” عربي.
ودعا إلى إعادة بناء حزب البعث على أسس صحيحة، وتطهيره مما لحق به من أوزار “فرزتها السلطة على مدار 35 عاما من حكمه في العراق” فيما بدا نقدا ومراجعة لأخطاء الحزب. وهو ما فصله بالدعوة إلى إعادة تقييم تجربة الحزب في الحكم بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات بهدف تصويب المسيرة.
ودعا إلى مقاطعة الانتخابات المزمعة في العراق “في ظل الاحتلال الإيراني”، وحذر من أنه في حال عدم حصول تغيير جذري في العملية السياسية وانهاء الاحتلال الإيراني وإلغاء قانون اجتثاث البعث وحظر الحزب وإطلاق المعتقلين في العراق فإن “القوى الوطنية” ستذهب باتجاه “حرب تحرير” وضرب العملية السياسية ومصالح الدول “المحتلة للعراق” وخصوصا “إيران”.
وحض على توحيد القوى التحررية الوطنية القومية والإسلامية وتشكيل جبهتي كفاح قطري وقومي لتوحيد الأمة وتحريرها.
وقال الدوري أن الأمة العربية “محتلة بالكامل”، وحمل بشدة على الولايات المتحدة وعلى إيران والاستعمار “الصفوي” الذي قال إنه “يحتل العراق بغطاء وتدليس أميركي مباشر، وكذلك سوريا التي تحتلها إيران وروسيا والولايات المتحدة، واليمن تحتلها إيران، وفلسطين تحتلها الصهيونية العالمية”.
ودعا الشعوب العربية إلى الانتفاض لمساندة الشعب الفلسطيني وكذلك النظام العربي الرسمي، الذي طالبه بموقف جماعي ضد العربدة الصهيوينية والولايات المتحدة التي تساندها، وحضه على ايقاف العلاقات الاقتصادية مع أميركا والكيان الصهيونية، وأولها النفط.
وبدا واضحا في خطاب الدوري لغة التصالح والمواددة للأنظمة العربية، على رغم مطالبته العرب الرسميين بمقاطعة الولايات المتحدة وإلغاء الاتفاقيات المشبوهة مع إسرائيل.
إذ امتدح القيادات الخليجية وعلى رأسها القيادة السعودية، وامتدح قيادة مصر ودعا الشعب المصري إلى الالتفاف حول قيادته وجيشه “الوطني” في وجه المؤامرات التي تحاك ضد مصر. وحيا جيش مصر الذي قال أنه لولاه لحدث في مصر ما لايحمد عقباه ولحصل لمصر كما حصل لسوريا واليمن وليبيا. ودعا عقلاء الإخوان المسلمين” إلى أن يصححوا مسارهم ويعوا خطورة المؤامرة على وطنهم وشعبهم الوقوف إلى جانب القيادة المصرية وطي الخلافات ومساندتها في الحرب على الإرهاب.
وخص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالإسم وقال أنه وحكومته هم يمثلون اليوم صمام الأمان لعبور مرحلة خطر التآمر الدولي على مصر.
ووجه تحية تقدير واعتزاز إلى “جيش مصر العروبة وإلى شهدائه وشهداء الشعب المصري” في معركته مع أذرع الإرهاب “داعش وأخواتها”.
وأعلن الدوري دعم الحزب و”الجبهة الوطنية العراقية” و”المجلس السياسي العام لأحرار العراق” للمملكة العربية السعودية والتحالف العربي في حربه ضد إيران الفارسية في اليمن ودول الخليج العربي في وجه التهديدات الإيرانية. وفي الوقت ذاته حض “السعودية العزيزة” التي “هي المستهدف الأول من إيران بعد العراق” على وقف دعم النظام في العراق الذي هو “غير مشكوك في إيرانيته” والميليشيات الإيرانية التي قال أنها أمعنت قتلا في العراقيين على الهوية”.
وعبر عن أمله الكبير من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده “الأمين” أن يجنبوا السعودية من مطب التعاون مع هذه الملييات التي اتهمها بمناهضة العراقيين.
ونبه إلى أن من الأهداف التآمرية على الأمة “تفكيك وحدة الخليج العربي” التي وصفها بأنها “تمثل النواة الصالحة والناضجة لتحقيق وحدة الأمة”. أو تمثل “النموذج والقاعدة لانطلاق نضالنا الوحدوي”.
وقال أن مجلس التعاون الخليجي “أغاظ الكيان الصهيوني والنظام الصفوي.. فوضعوا المخططات الجهنمية بإشراف واشنطن لتفكيك وحدة الخليج العربي وتدميرها واستنزاف قدراتها”. وحذر من الوقيعة التي تخطط لها إيران بين دول الخليج العربي وشقيقتها قطر.
ودعا باسم البعث والشعب العراقي وجماهير الأمة العربية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير الكويت ورئيس دولة الإمارات وملك البحرين بحكمتهم وخبرتهم، والشباب الشيخ تميم والأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد أن يضعوا مصلحة الأمة العربية وأقطارهم وشعوبها نصب أعينهم. وتفويت الفرصة على المؤامرة التي تحاك ضدهم وضد وحدة بلادهم. وأن يلتقوا بينهم ولا يسمحوا للقوى المتآمرة على الأمة التدخل بينهم لكي تعود الأمور كما كانت عليه ويعود مجلس التعاون الخليجي زاهيا وشوكة في وجه المخططات الإيرانية والاستعمارية.