مرايا – دخلت تغريد محمد العمرى إلى مستشفى النماص في جنوب السعودية، حيث داهمتها آلام مخاض ولادتها، صباح الخميس الماضي، لتدخل في دوامة الأطباء والمستشفيات بعد أن أجري لها عملية ولادة “قيصرية” نتج عنها انفجار في الرحم، ما أدى إلى وفاتها بعد أن دخلت في نوبة غيبوبة سريرية.
والد تغريد سرد تفاصيل المأساة، قائلاً: “انشغلت ابنتي تغريد في الأيام الأخيرة بتجهيز مستلزمات مولودها الأول بدر، وترتيب هدايا صديقاتها، فكانت المرة الأخيرة التي تتمكن فيها تغريد من الاستعداد للولادة، لتذهب إلى المستشفى بعد أن داهمها ألم المخاض، وهنا بدأت المعاناة”.
وواصل العمري حديثه: “دخلت تغريد إلى مستشفى النماص عند التاسعة من صباح الخميس الماضي، وحضرتُ مع والدتها للاطمئنان عليها، وأفادنا الأطباء بأن منطقة الحوض لديها ضيقة، ويجب إجراء عملية ولادة جراحية “قيصرية” لها، وبالفعل تم إجراء العملية واستخراج مولود ذكر حي، وبقيت تغريد في غرفة العمليات حتى الخامسة عصراً، وكان يتابعها طبيب مقيم وأبلغونا أنها بخير”.
والد تغريد
طلب الدم وانفجار الرحم
وأضاف: “بعد مرور ثلاث ساعات من الانتظار، خرج لنا الطبيب فجأة وأخبرنا بأن تغريد بحاجة إلى دم، في الوقت نفسه استغربنا كمية الدم المطلوبة والتي وصلت إلى خمسة أكياس، وقمت بإطلاع المدير حول ما يجري، عقب ذلك طلب الأطباء إسعافها عاجلا بتوفير مزيدٍ من الدم لإنقاذ حياتها من النزيف، وعلى الفور توجّه زوجها إلى مستشفى بلسمر العام وجلب كمية دم، في هذه الأثناء خرج علينا طبيب وهو ملطخ بالدماء، وأخبرنا أن الرحم انفجر وحاولوا ترقيعه دون فائدة، ما تسبّب في دخولها في غيبوبة”.
وأكمل القصة: “وبدأت رحلة معاناة، وبدأت مؤشراتها الحيوية في التوقف، فبدأوا يعملون لها غسيلا في الكلى، في الوقت الذي نحاول نقلها من المستشفى، وقد تدخل نائب أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز، وتم التواصل معنا، ووجه بعلاجها، ثم بادرنا بطلب نقلها عبر الإخلاء الطبي، وتمّت مخاطبة عدد من المستشفيات لقبول حالتها، فرفض مستشفى عسير، ورفض مستشفى أبها للولادة، وتم قبولها بمستشفى الملك فيصل بالرياض”.
وفي عصر السبت نُقلت تغريد عبر إسعاف مستشفى النماص إلى مدينة أبها، وعند محاولة صعود المريضة على طائرة الإخلاء، أخبر طبيب طائرة الإخلاء أن حالتها الصحية لا تسمح بنقلها عبر الطائرة، وتمّ نقلها سريعاً إلى مستشفى عسير المركزي حيث توفيت هناك.
الطفل بدر
المطالبة بالتحقيق
وبدموع الأب يقول العمري: “الحمد لله على قضائه وقدره، فأموال الدنيا لا تعوضني ابنتي، فأنا لا أتهم أحداً، ولكنني أطالب بالتحقيق حول أي تقصير حصل، وفتح ملف المريضة ومعرفة الخلل والمتسبب في موت ابنتي، فابنتي دخلت المستشفى للولادة وخرجت إلى المقبرة جثة هامدة، وبقي مولودها (بدر) بصحة وعافيه”.
وأوضح العمري أن ابنته ضحية الولادة، هي خريجة كلية التربية تخصص رياضيات، ولها 3 سنوات على قائمة الانتظار، ولكن لم تنل ما تمنته من رؤية ابنها، وحرمت من مشاعر الأمومة، فإرادة الله هي الأسبق.
وقدم العمري شكره وتقديره لكل من قام بمساعدته في إجراءات إنقاذ ابنته “تغريد”، وعلى رأسهم نائب أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، وإدارة مستشفى النماص.
لجنة تحقيق عاجلة
من جهته، وجّه مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة عسير بالنيابة، الدكتور يحيى بن محمد آل شويل، وبشكلٍ عاجل، بتشكيل لجنة استشارية متخصّصة على مستوى صحة المنطقة، للتحقيق في قضية المتوفاة تغريد محمد علي العمري، ورفع تقريرٍ عاجل حيال مُلابسات الوفاة.
كما أكد نائب المتحدث الرسمي بصحة منطقة عسير بالنيابة، سعيد بن مداوي الأحمري، أن إدارة مستشفى النماص بادرت باتخاذ الإجراء المتبع نظاماً بالتحفظ على كامل ملف المريضة، وتسجيل ذلك في موقع الوزارة كحالة عالية الخطورة، وإيقاف جميع مَن تعامل مع الحالة لحين ظهور نتائج التحقيق.