مرايا – شؤون عالمية – أظهرت نتائج أولية للانتخابات البرلمانية في لبنان، امس الإثنين، إحراز تحالف “حزب الله” و”حركة أمل” تقدمًا كبيرًا، على حساب تياري؛ “الوطني الحر”، الذي ينتمي إليه رئيس البلاد، ميشال عون، و”المستقبل”، بقيادة رئيس الوزراء، سعد الحريري.
كما تشير النتائج ، إلى ارتفاع حصة حزب القوات اللبنانية، بزعامة “سمير جعجع”، في المجلس النيابي، ويحسب على تحالف حزب الله-أمل كل من “الحزب القومي السوري الاجتماعي” وحزب “المردة”، بزعامة “سليمان فرنجية”، إضافة إلى عدد من المستقلين، يشكلون معًا أكثرية، يتوقع أن يتجاوز عدد مقاعدها 35 من أصل 128 مقعدًا في المجلس.
ويتوقع مراقبون تشكيل هذا التحالف ائتلافًا مع تحالف “الوطني الحر”، الذي تشير النتائج إلى حصوله على 26 مقعدًا على الأقل، وهو ما سيقربهما من تشكيل حكومة بعيدًا عن التفاهم مع التيارات الأخرى، وفي سابقة بالبلاد، حقق المجتمع المدني اختراقًا كبيرًا بمزاحمته اللوائح السياسية التقليدية، إذ تمكن من إيصال 7 مستقلين إلى المجلس، بينهم سيدتان.
الانباط تابعت هذا الملف اول امس الاحد (يوم الانتخاب ) وتنتقل اليوم الى قراءة النتائج الاولية ، وسيناريوهات القادم في لبنان التي اعتادت هذا الحراك في ملئ كل فراغ دستوري ، وكيف علقت مختلف القوى اللبنانية ، والدول التي على تماس مباشر مع الانتخابات ، وقراءة من الصحف والوكالات العالمية .
وربما ونحن نطالع نتائج الانتخابات وتوزيع المقاعد، وفق النتائج الأولية، سنجد الى اين تسير الامور فقد جاءت النتائج كالتالي:
حزب الله: 13 مقعدًا
حركة أمل: 16 مقعدًا
الحزب القومي السوري الاجتماعي: 3 مقاعد
حزب المردة: مقعدان
مستقلون: 7 مقاعد
التيار الوطني الحر وحلفاؤه: 26 مقعدًا
تيار العزم (بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي): 4 مقاعد
غير محسوم: 13 مقعدًا
الحزب الاشتراكي (بزعامة وليد جنبلاط): 8 مقاعد
تيار المستقبل: 18 مقعدًا
القوات اللبنانية: 15 مقعدًا
حزب الكتائب (بزعامة سامي الجميل): 3 مقاعد
وبعد إغلاق الصناديق، مساء أمس الاول الأحد، أعلن وزير الداخلية، نهاد المشنوق، تسجيل مشاركة ضعيفة في الاقتراع، بلغت نحو 49.20%.
صدور النتائج خاتمة لمرحلة من التشنّجات واكبت الحملات الانتخابية وتخلّلتها أحداثٌ أمنية ومواجهات وخطاب متوتّر خرج عن اللياقة وأجّج العصبيات الطائفية والمذهبية.
وهذه أول انتخابات عامة تجرى في لبنان منذ 9 سنوات؛ حيث تم التمديد للبرلمان؛ بسبب خلافات بين الفرقاء على سن قانون انتخاب جديد.
صحيفة الجمهورية اللبنانية وعلى لسان الكاتب جوني منير كتبت عن الصيف الطويل والحار الذي ينتظر البلاد حيث الملفات الداخلية الصعبة التي تنتظر اللبنانيين وعلى رأسها مسألة تشكيل حكومة من المرجح أن تبقى طوال السنوات الأربع المقبلة ما يفاقم من المصاعب التي تعترض تشكيلها، فإنّ الوضع الاقليمي والتحدّيات والمخاطر الموجودة تُنبئ بصيف حار وطويل سيلفح لبنان وسيضاعف من وطأة مشكلاته الداخلية.
فهنالك الجرح اليمني والوجع السعودي منه حيث من السذاجة حصر رسائل الصواريخ الحوثية في اتّجاه السعودية في اطار الحرب اليمنية فقط. إنها رسائل تصل حروفُها الى مناطق أبعد مثل سوريا.
وهنالك غزة والمسار التصاعدي بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما بين حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية. وهنالك الاتّفاق النووي والمأزق الكبير الذي يقف امامه الجميع ويُنذر بأخذ الامور في اتّجاهاتٍ جديدة.
كذلك إعلان واشنطن عن افتتاح سفارتها في القدس وسط تلميح «البيت الابيض» الى إمكانية مشاركة الرئيس الاميركي دونالد ترامب شخصياً في هذا الافتتاح. وهنالك بالتأكيد الساحة السورية المفتوحة على كل انواع المواجهات النابعة من سعي كل طرف لتثبيت حجمه ودوره ونفوذه للمرحلة المقبلة، وتدفع الشرق الاوسط الى الدخول في اسابيع حارّة وصعبة.
وما يفاقم من خطورة الوضع والخشية من أيّ حركة غير مدروسة عودة الضغط على الرئيس الاميركي دونالد ترامب في ازمته الداخلية. فعناصر مكتب التحقيق الفيدرالي «اف بي آي» دهمت مكتب محامي ترامب الخاص وكاتم اسراره في نيويورك وصادرت وثائق اتّصالات بطلب من المحقّق الخاص روبرت مولر الذي يستعدّ لاستجواب ترامب طويلاً. وهذا يعني أنّ الحبل عاد ليلتفّ مجدداً حول عنق ترامب بعد فترة من المراوحة. وفي العادة فإنّ زعماء الدول يختارون الهروب في اتّجاه رفع منسوب المعارك الخارجية، وهو ما يبدو متوافراً امام ترامب في الشرق الاوسط.
صحيح أنه بات لدى ترامب عدد من الصقور ضمن فريق ادارته مثل وزير الخارجية بومبيو ومستشار الامن القومي جون بولتون، إلّا أنّ هذا الفريق اضطر للخضوع الى قرار وزارة الدفاع ومؤسسات «الدولة العميقة» بضرورة التنسيق مع روسيا في القصف الانتقامي لسوريا وعدم توسيع دائرة الأهداف المطلوبة. كان واضحاً أنه لا يجب إثارة روسيا كثيراً خشية التصادم معها، كما يجب عدم استهداف البنية الأساسية للنظام السوري خشية انهيار الدولة والانزلاق نحو المجهول وهو ما يعرّض المصالح الاميركية لخطر كبير.
لكن هذا لا يمنع السعي الى تحجيم النفوذ الايراني داخل سوريا وهو ما تطالب به اسرائيل وتلحّ عليه.
فبعد قصف مطار «تي. فور» اعتبرت ايران انّ ما حصل يشكّل تطوّراً جديداً وأوّلَ مواجهة مباشرة بين اسرائيل وايران في سوريا والتزمت الردّ على الرسالة. وكان واضحاً أنّ طهران ملزمة بإرسال ردّها رفضاً للرسالة الإسرائيلية ـ الأميركية التي تقول لإيران إنه بات عليها خفض حضورها في سوريا إذا لم يكن الانسحاب منها.
لكنّ التهديد الإيراني والذي ينتظر التوقيت الملائم، وربما الظروف المطلوبة، استبقه هجوم جديد طاول مواقع عسكرية شرق حمص.
الرسالة الإسرائيلية الثانية والتي استُخدمت فيها صواريخ متخصّصة بدكّ الكهوف والأماكن المحصّنة كانت قد سبقتها زيارة قائد القيادة المركزية الاميركية «سنتكوم» الجنرال جوزف فوتل لإسرائيل وبقيت بعيدة من الإعلام، ما يؤشر الى وجوب تنسيق أميركي ـ إسرائيلي حول الضربة أو الرسالة الثانية، وهذه الرسالة جاءت بعيد انتهاء زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان لواشنطن، وتزامنت مع اول زيارة لوزير الخارجية الاميركي الجديد مايك بومبيو للسعودية وبعد ساعات على لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
الرسالة الثانية جاءت بمثابة تأكيد مضمون الرسالة الاولى مع اضافة أرادت إسرائيل الإيحاء من خلالها وكأنها غير قلقة من الرد الإيراني مع بند جديد موجَّه الى روسيا هذه المرة، ومفاده أنّ غطاءَها لإيران في سوريا غيرُ كافٍ وغيرُ فعّال، ذلك أنّ روسيا كانت قد قرّرت بعد ضربة مطار «تي. فور» تزويد سوريا مجاناً منظومة «إس ـ 300» وتسريع تسليمها.
الردّ الأميركي على الردّ الروسي جاء عبر الغارة الثانية اضافة الى سماح واشنطن بتزويد إسرائيل طائرات معروفة باسم «الشبح» وهي من نوع «إف. 35» من إنتاج شركة «لوكهيد مارتن» للصناعات الدفاعية وهي عصية على الرادارات.
مع الاشارة الى أنّ روسيا كانت قد نشرت في مواقعها منظومة صواريخ «إس ـ 400» الأكثر تطوّراً في العالم.
وعدا عن أنّ منظومة الـ»إس ـ 300» ستسمح للقيادة السورية بالتصرّف مباشرة من دون الرجوع لموسكو، ظاهرياً على الاقل، فإنها تشكل خطراً على حرّية حركة الطائرات الإسرائيلية، وسيصبح من الصعب جداً توجيه ضربة مباغتة ضد سوريا.
لكنّ للمبارزة الأميركية ـ الروسية حدوداً لن تتخطّاها واشنطن، وعلى سبيل المثال فإنّ بومبيو المعروف بعدائه لروسيا كان قد أجرى تعاوناً إستخباريّاً مع روسيا أواخر السنة الماضية ساهم في إحباط هجوم إرهابي في سان بطرسبورغ. وهذا ما دفع بوتين الى شكر ترامب الذي أحال الشكر بدوره الى بامبيو صاحب الفضل في العملية. وهذا يؤكّد مجدّداً خطوط التفاهم المفتوحة بين واشنطن وموسكو حتى حول سوريا ولكن وفق درجة معيّنة. فاللعبة تبقى مفتوحةً حتى مستوى معيّن لا أكثر.
لكنّ السؤال الأهم والأكبر هو كيف سيكون الردّ الإيراني على إسرائيل، وأيّ رسائل سيحمل فيما يقترب موعد قرار البيت الابيض حول التجديد أو عدمه للاتّفاق النووي.
ولا شك في أنّ النزاع حول الدور الإيراني في سوريا مرتبط في بعض جوانبه بموضوع الاتّفاق النووي.
وعندما اعلن نتنياهو في مؤتمر إعلامي عن وثائق النووي الإيراني من خلال عملية استخبارية كما ذكر، فإنّ عدداً من المراقبين رأوا بهذه الخطوة سعياً إسرائيلياً لإحراج وإضعاف الموقف الأوروبي المعارض للانسحاب من الاتّفاق النووي وهو ما يجعل واشنطن في موقف حرج.
لكن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لواشنطن ولقاءَه الرئيس الأميركي كشف النقطة الجوهرية التي يريدها الغرب من موضوع إعادة التفاوض حول الاتّفاق أو حول بنود جديدة.
وذكرت مصادر ديبلوماسية اميركية في واشنطن انّ قمّة ترامب – ماكرون شهدت نقاشاً حول إعادة فتح باب التفاوض والتسوية مع إيران حول الملفات الملتهبة وساحات المواجهة في الشرق الأوسط وبمشاركة روسيا.
ووفق هذا المصدر الديبلوماسي الخبير في ملفات الشرق الاوسط، فإنّ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد يكون صمّم الاتّفاق في إطار استراتيجيّته والتي قضت بالانسحاب بهدوء من أزمات الشرق الاوسط ومستنقعاته. لكنّ ترامب يرى أنّ بلاده ما تزال عالقة في وحول المنطقة وأنّ الاتّفاق يقيّدها بإيران لسنوات مقبلة، وأنه بالضغط الذي يمارسه الآن والتهديد بانسحابه من الاتّفاق يريد دفع إيران الى إنجاز تسويات عريضة في اليمن والخليج وسوريا والعراق وأيضاً لبنان، وإلاّ فإنّ البديل سيكون التلويح بإطلاق سياسة تسعى الى تغيير النظام من خلال أشكال عدة لن تصل أبداً الى احتمال حصول مواجهة عسكرية، وهو احتمال غير موجود إلّا في عقول بعض البسطاء.
قبيل إنجاز الاتّفاق النووي رفضت طهران التفاوض مع واشنطن حول ملفات المنطقة لإقتناعها بأنها أنجزت اوراقاً رابحة ليست في حاجة لإعطاء مقابل لها. اليوم يريد ترامب العودة الى هذه النقطة إن بالذهاب مباشرة الى الاتّفاق النووي، او مواربة عبر الضغط على إيران في سوريا.
لكنّ إيران تدرك جيداً أنّ لهذا الضغط حدوداً، فروسيا حاضرة لتعزيز موقعها كمرجعية مباشرة على حساب الدور الاميركي. وساحات المواجهات تسجّل مزيداً من المكاسب للمحور الايراني ـ الروسي وآخرها من خلال الانتخابات النيابية في لبنان. ولكن الأهم الردّ الإيراني والذي سمح بإمرار «الانتصار» الانتخابي في لبنان، وهو ما يعني أنه بات قريباً، وأنّ الساحة اللبنانية قد تشهد تردّداته، ما يعني إدخال لبنان مجدّداً في الصيف الطويل والحار.

مواقف وردود افعال

أكّد موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأميركي أنّ الانتخابات النيابية اللبنانية تؤشّر إلى عمق النفوذ الإيراني الإقليمي، متوقعاً أنّ يسعى التحالف الحاكم الجديد إلى تحقيق مكاسب في ظل القانون الجديد وتجنّب استفزاز القوى الخارجية المتخوّفة من نفوذ طهران، وموضحاً أنّ استحقاق 6 أيار يختبر الإصلاح الانتخابي الذي أُقر في 2017 والذي يهدف إلى إرخاء قبضة الطائفية الحديدية التي حكمت لبنان منذ نيله استقلاله.
ورأى الموقع أنّ الانتخابات وضعت تحالف 8 آذار، الذي يضم “حزب الله” وإيران، في مواجهة تحالف 14 آذار، الذي يضم أحزاباً تدعمها السعودية والإمارات وفرنسا، والولايات المتحدة، بدرجة أقل، لافتاً إلى أنّ الأطراف الخارجية تسعى إلى تغيير توازن النفوذ في لبنان، على الرغم من أنّ فرصتها ضئيلة في تحقيق ذلك.
وحذّر الموقع من أنّ النتيجة المرجّح تحقيقها بموجب القانون الجديد تنطوي على فوز ينتج تحالفاً يميل أكثر إلى تحالف 8 آذار، مبيناً أنّه من شأن حكومة يقودها “حزب الله” أن توتِّر المقاربة بشأن لبنان القائمة لدى إسرائيل والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة.
واعتبر الموقع أنّ احتمال اندلاع مواجهة متصاعدة مع “حزب الله” سيصبح أكثر ترجيحاً من جانب القوى الخارجية، إذا ما اكتسب تحالف 8 آذار المزيد من النفوذ في الحكومة، متوقعاً أن تواجه فرنسا والولايات المتحدة ضغوطاً داخلية لزيادة العقوبات على لبنان وحرمانه من أموال القروض والمساعدات. وفي هذا السياق، ألمح الموقع إلى احتمال عدم صرف التعهدات المالية الأخرى، كتلك التي أعلن عنها خلال مؤتمري “باريس 4″ و”روما 2” مؤخراً، متحدّثاً عن احتمال اتساع نطاق العقوبات المالية، التي فُرضت على لبنان والتي ظلّت محصورة بأفراد معيّنين، لتطال أجزاء أكبر من الاقتصاد اللبناني.
كما حذّر الموقع من لجوء السعودية إلى أسلحة اقتصادية وسواها، مشيراً إلى أنّها قد تتجه إلى طرد المغتربين اللبنانيين الذين يعملون على أراضيها أو قطع التحويلات أو الاستثمارات عن لبنان.
في المقابل، أوضح الموقع أنّ أياً من هذه الخطوات لن يطبق بشكل كامل، وذلك يعود- إلى حدّ ما- إلى الأضرار التي يمكن أن تلحق بالمصالح السعودية في لبنان، مستدركاً بأنّ التلويح بالعقوبات قادر على أن يؤثر وحده في السلوك السياسي اللبناني.
ختاماً، أكّد الموقع أنّ التحالف الذي سيفوز في الانتخابات سيسعى إلى الاستفادة إلى أقصى حد من مكاسبه في الداخل، وسيعمل على التقليل من أثر أيْ تهديد لمصالح القوى الخارجية، مشدّداً على أنّ الأفرقاء اللبنانيين سيحرصون جميعاً على ألا تؤدي نتائج الانتخابات إلى وقوع كارثة.
صحيفة “الغارديان”

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً ركّزت فيه على انخفاض نسبة الاقتراع في الانتخابات النيابية، ملمحةً إلى أنّها تأتي في وقت يشعر فيه الناخبون بأنّ استحقاقاً انتخابياً جديداً وقانون انتخاب جديد يعجزان عن إحداث تغيير في النظام السياسي الذي يحكم لبنان منذ الحرب الأهلية.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ نسبة الاقتراع التي بلغت 49.2%، أي أنّها انخفضت بنسبة 5% تقريباً بالمقارنة مع 2009 وفقاً لوزير الداخلية نهاد المشنوق، جاءت مخيّبة التوقعات، لافتةً إلى أنّ عدداً كبيراً من الذين امتنعوا عن التصويت يعتقدون بأنّ النتائج محسومة، وألقوا باللوم على القانون الجديد المعقّد. وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن محمد عبيدة، أحد سكان بيروت، تعليقه بالقول: “كنت لأصوّت لو أؤمن بأنّ الوقوف في الصف لساعتين لأنتخب من شأنه أن يغيّر شيئاً”.
في ما يتعلّق ينتائج الانتخابات، أوضحت الصحيفة أنّ النتائج الأولية تشير إلى أنّ “حزب الله” سيخرج من الانتخابات محكماً قبضته أكثر على الشؤون اللبنانية، محذرةً من أنّ هذه النتيجة “ستُربك “إسرائيل والسعودية.
وفيما ذكّرت الصحيفة باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري المفاجئة من السعودية في 4 تشرين الثاني، نقلت عن نديم شحاده، مدير مركز فارس لدراسات شرق المتوسط: “الصورة الأشمل تدل على أنّ هزيمة السنة إقليمياً تترجم عملياً عبر حصول تفكك واندلاع أزمات في القيادة (السنية)”. وحذّر شحاده من أنّ هذا الوضع “سيئ لأن اليأس قادر على حشد دعم أكبر للمتشددين”، قائلاً: “من شأن القيادة البديلة أن تكون أكثر تشدّداً”.
إلى ذلك، تحدّثت الصحيفة عن الظروف الذي أثارت عدم رضا الناخبين اللبنانيين، معددةً الحرب في سوريا وتدعايات الغزو الأميركي للعراق، والحروب ضد “داعش” ونزوح قرابة المليون ونصف سوري إلى لبنان، وقائلةً إنّ أبناء الطائفة السنية يشعرون بالسخط بشكل خاص، وذلك في ظل ادعاء القادة الكبار بأنّهم يخسرون في ظل “ازدهار” إيران الشيعية في 3 بلدان على حسابهم.
صحيفة لو موند الفرنسية
نشرت صحيفة “لو موند” الفرنسية تقريراً تناولت فيه الانتخابات النيابية التي جرت يوم أمس الأحد في 6 أيار، مسلّطة الضوء على انخفاض نسبة الاقتراع.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الانتخابات، التي يجريها لبنان للمرة الأولى منذ 9 سنوات، تأتي بعد فترة شهد فيها لبنان على فصول من الشلل السياسي وبعد اندلاع الحرب في سوريا المجاورة.
وأوضحت الصحيفة أنّ نسبة الاقتراع بلغت 49.2% بالمقارنة من 54% في العام 2009، على الرغم من الدعوات إلى التصويت التي أطلقها السياسيون اللبنانيون، وبينهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وبيّنت الصحيفة أنّ نسبة الاقتراع المنخفضة هذه سُجلت في الوقت الذي يعتمد فيه لبنان قانوناً انتخابياً جديداً، مشيرةً إلى أنّ عملية التصويت تأخرت لأكثر من ساعة في بعض الأقلام، ما دفع ببعض المسؤولين السياسيين إلى المطالبة بتمديد فترة التصويت.
إلى ذلك، كشفت الصحيفة أنّه يُتوقع أن يخرج “حزب الله”، المتحالف مع النظاميْن الإيراني والسوري، أقوى بعد الانتخابات، الأمر الذي من شأنه تأكيد وجود النفوذ الإيراني في المنطقة.
في المقابل، توقعت الصحيفة أن يحافظ رئيس الحكومة سعد الحريري، “المدعوم غربياً”، على منصبه وبالتالي تأليف حكومة جديدة.
في السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن خبراء توقعهم أن يفوز “حزب الله” وحلفاؤه بأكثر من نصف مقاعد البرلمان الـ128، مستدركةً بأنّ مجموع هذه المقاعد لن يكفي للفوز بالأغلبية اللازمة المحدّدة بالثلثيْن، للتصويت على “القوانين الكبرى”، مثل الإصلاحات الدستورية.
إلى ذلك، تحدّثت الصحيفة عن حاجة لبنان إلى اختيار رئيس جديد للمجلس النيابي، خلفاً للرئيس نبيه بري، من دون أن تعطي تفاصيل، خالصة إلى حاجة التيار “الوطني الحر” و”حركة أمل” والحزب “التقدمّي الإشتراكي” إلى الاتفاق لإعادة الحريري رئيساً للحكومة.

اسرائيل
قال وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت إنَّ “مكاسب “حزب الله” في الانتخابات النيابية تظهر أنَّه لا فرق بين الدولة والجماعة الشيعية المدعومة من إيران”، مشيراً إلى أنّ “إسرائيل يجب ألا تفرِّق بينهما في أيّ حرب مستقبلية”.
وقال بينيت وهو عضو في مجلس الوزراء الأمني المصغر عبر حسابه الخاص على “تويتر” الإثنين: “حزب الله = لبنان”.
وتابع: “دولة إسرائيل لن تفرّق بين دولة لبنان ذات السيادة وبين “حزب الله” وستعتبر لبنان مسؤولاً عن أيّ عمل داخل أراضيه”.
ايران
المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي قال الاثنين، إن “طهران تحترم اختيارات الشعب اللبناني في الانتخابات البرلمانية”، وذلك بعد أن أظهرت نتائج غير رسمية فوز جماعة “حزب الله” وحلفائها السياسيين بأكثر من نصف المقاعد، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن التلفزيون الرسمي الإيراني.
ونقل التلفزيون عن قاسمي قوله إن “لبنان بلد مستقل… إيران تحترم تصويت الشعب اللبناني… ومستعدون للعمل مع الحكومة المنتخبة من قبل الأغلبية”.
تركيا
فيما رحّبت وزارة الخارجية التركية بنجاح لبنان في إجراء الانتخابات البرلمانية، “في أجواء سلمية”، جاء ذلك في بيان صادر عن الخارجية التركية بشأن الانتخابات التي شهدتها لبنان، الأحد، وأعربت عن أملها في أن تساهم تلك الانتخابات في “تحقيق السلم الاجتماعي والاستقرار في لبنان، وتشكيل حكومة تنجح في احتضان الشعب اللبناني بأقرب وقت”، وقالت إن “تركيا -التي تولي أهمية كبيرة لسيادة واستقلال وأمن واستقرار لبنان- ستواصل دعمها للشعب اللبناني الصديق والشقيق وحكومته في كافة المجالات”.
فرنسا
رحبت فرنسا ، بعقد الانتخابات التشريعية فى لبنان و التى جرت للمرة الأولى منذ تسع سنوات ، وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول- فى تصريح لها اليوم،إن بلادها تهنىء لبنان بعقد الانتخابات التشريعية أمس باعتبارها مرحلة مهمة فى الحياة السياسية و الديمقراطية فى هذا البلد ./ الانباط :- مامون العمري