مرايا – تشهد بريطانيا السبت زفاف الامير هاري من الامريكية ميغن ماركل في ويندسور خلال مراسم فخمة يتابعها العالم بأسره بعد اسبوع احتلت فيه عائلة العروس صدارة الاخبار.
ومن المتوقع أن يتدفق نحو مئة ألف شخص على بلدة ويندسور الواقعة على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا غرب لندن، فيما تنظم احتفالات في اماكن مختلفة من البلاد لمتابعة مراسم الزفاف.
وتبدأ مراسم الزفاف في الساعة الحادية عشرة بتوقيت غرينتش في كنيسة القديس جاورجيوس في قصر ويندسور في حضور جدة الامير هاري الملكة اليزابيث الثانية البالغة من العمر 92 عاما، وشخصيات منهم زملاء ميغن في مسلسل “سوتس” الاميركي الشهير.
وستجرى المراسم الكنسية التقليدية لكنيسة انكلترا، مع اضافات مثل جوقة تغني اغنية “ستاند باي مي” وقس اميركي مفعم بالحيوية يلقي كلمة.
وقال اسقف كانتربري جاستن ويلبي الذي سيترأس مراسم الزفاف إن العروسين “عاقلان جدا” و”متزنان”. واضاف “عاطفة عميقة تربط بينهما وهذا شيء رائع وتفاهم كبير ودعم متبادل”.
واشار الى انه “ترون ذلك في طريقة استجابتهما لبعضهما البعض والاهتمام ببعضهما البعض”.
وستدخل ميغن الكنيسة بمفردها ثم يرافقها إلى مذبح الكنيسة حماها الامير تشارلز فيما يغيب والدها لاسباب صحية.
وعنصر التشويق الكبير هو فستان العروس. وتتزايد التكهنات بشأنه وذكرت صحيفة نيويورك بوست أن المصممة البريطانية ستيلا ماكارتني كلفت به، فيما قال آخرون إن المصمم هو دار رالف وروسو.
وبعد انتهاء المراسم يعبر هاري (33 عاما) وماركل (36 عاما) شوارع ويندسور في عربة مكشوفة تجرها جياد.
وقد احتل الشغوفون بالعائلة الملكية ويندسور منذ الجمعة. ولم يتردد البعض في المبيت في العراء لرؤية العروسين. وقد نصبت حواجز حديد في الشوارع وانتشرت معدات وسائل الاعلام العالمية مع انتشار كثيف للقوى الامنية وصولا الى الاسطح.
واستقبل البريطانيون بايجابية دخول ميغن ماركل الممثلة الخلاسية السابقة والمطلقة الى العائلة المالكة مرحبين بالنفحة العصرية والتنوع الذي تضفيه على العائلة الملكية.
لكن في الايام الاخيرة قبل الزواج، بدرت تصرفات عن عائلة ماركل جديرة بمسلسل تلفزيوني.
فقد الغى والدها توماس ماركل حضوره في اللحظة الاخيرة بعد خضوعه لعملية في القلب. وكان اثار فضيحة قبل ذلك بعد التقاط صور له في مقابل بدل مادي.
أما أخوها غير الشقيق توماس ماركل جونيور، فقد توجه إلى ويندسور رغم عدم دعوته إلى العرس، وأجرى مقابلات مع الصحف الصفراء إلى جانب زوجته السابقة تريسي دولي وابنهما تايلر الذي يزرع القنب.
واثار الجنون الاعلامي المحيط باسرة ماركل، تساؤلات بشأن استعدادات القصر والمخاطر التي قد تهدد بزيادة توتير علاقات هاري بالصحافة التي يلقي عليها اللوم في وفاة والدته ديانا.
– ظروف مواتية –
التقى هاري بماركل عندما كانت في زيارة في لندن في تموز/يوليو 2016 وقام صديق مشترك بترتيب موعد بينهما دون معرفة سابقة.
كانت ميغن تبلغ 34 عاما ومطلقة منذ 3 سنوات. أما هاري فكان يبلغ 31 عاما وخدم في الجيش 10 سنوات وله ماض من بضع علاقات متعثرة.
وعندما اعلن الاثنان خطوبتهما في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 قال هاري “تضافرت كل الظروف وكانت ممتازة”.
وطلب هاري يدها خلال عشاء في منزله في حرم قصر كينسينغتون حيث كانت تقيم والدته ديانا بعد طلاقها من تشارلز.
فجع هاري أمام أنظار العالم كله، بموت والدته في حادث سيارة في باريس عام 1997 وكان لا يتجاوز 12 عاما.
وتمرد في شبابه وتحدث علنا العام الماضي عن طلب مساعدة بعد “الاقتراب جدا من انهيار كامل في عدة مناسبات”.
وماركل لها ايضا قصتها المحزنة.
فقد تزوجت من المنتج الاميركي تريفور انغلسون في 2011 لكن الزواج انهار في 2013 عندما انتقلت إلى تورونتو لتصوير مسلسل سوتس.
ويقول كاتب سيرتها اندرو مورتون إن هاري وماركل سيكونان “زوجين يتمتعان بنفوذ” لكن بعض المعلقين لفتوا إلى أنها اضطرت للتخلي عن مهنة التمثيل وقضايا نسوية.
– عروض جميلة وتدابير امن –
فرضت تدابير امنية مشددة في ويندسور قبيل الحدث. وانتشر عناصر الشرطة في الشوارع وتفحصوا مصابيح الشوارع وحاويات القمامة وفتحات الصيانة بمساعدة كلاب مدربة بحثا عن متفجرات.
وتدفق السياح على البلدة واشتكى بعض المواطنين فيما استفاد البائعون من بيع الفناجين التذكارية والاعلام والاقنعة التي تمثل العروسين.
وستكون المناسبة محطة ايجابية للبريطانيين المنقسمين بشأن بريكست والمتحدين حول العائلة الملكية.
وقال غراهام سميث مدير مجموعة “ريبابليك” المناهضة للملكية إن الزفاف عرض ترفيهي. واضاف انه “ليس مختلفا كثيرا عن الانجذاب العالمي لاسرة كارديشيان”.
لكن استطلاعا اجرته وكالة ايبسوس وشمل 21 ألف شخص في 28 دولة، اكد هؤلاء ان الحدث يجذبهم. وفي الهند قال 54 بالمئة من المستطلعين إنهم “مهتمون إلى حد ما” بالزفاف.
وحتى المشككين في بريطانيا يمكنهم الاطمئنان إلى العائدات المالية للعرس. وتوقعت شركة براند فاينانس المتخصصة في تقدير قيمة الشركات والاصول دفعا للاقتصاد بنحو مليار جنيه استرليني (1,1 مليار يورو، 1,3 مليار دولار).