مرايا – أشارت تقارير عديدة، خلال الأيام الماضية، إلى أن حادثة إطلاق النار التي وقعت في 21 أبريل/ نيسان الماضي، بالقرب من أحد القصور الملكية في الرياض، كانت محاولة انقلاب قاده سائر أفراد العائلة المالكة، للإطاحة بالملك سلمان.
وحينها زعمت تلك التقارير، التي اعتمدت على مصادر مجهولة، أن ولي العهد الذي يعتبره بعض خبراء الأمن، أكثر رجال العالم حراسة، قد مات متأثرا بطلقات نارية، غير أن المشكلة الوحيدة أن التقارير كلها تنبع من مصادر مشكوك فيها، مرتبطة بإيران، منافس السعودية اللدود، وذلك وفقا لما قالته صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية.
ووفقا للصحيفة، حذر مسؤولون أمريكيون ومحللون، من الإمعان في قراءة تلك التقارير، التي تداولتها وسائل إعلام عربية، على أساس أن المحتوى من المحتمل أن يكون جزءا من حملة دعائية إيرانية مقصود بها إظهار الرياض على أنها غير مستقرة.
واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية هذه الادعاءات محض خيال، وفقا للصحيفة التي نقلت عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله إن “العديد من وسائل الإعلام العربية نشرت تقارير مبنية على الشائعات والتلميحات التي تروجها مصادر إيرانية محتملة”، مضيفا أن وزير الخارجية مايك بومبيو نفسه “تواصل مؤخرا” مع ولي العهد.
وفي المقابل، يقول دبلوماسيون سابقون بارزون، إن ولي العهد ربما يكون قد اختار الاختفاء عن الأنظار حاليا بمحض إرادته، وهو ما أضاف المزيد من الإثارة في منطقة خصبة لنمو نظريات مؤامرة رائعة”، وفقا للصحيفة.
ويقول أحمد مجيدار، الذي يرأس مشروع “إيران أوبزيرفد” التابع لمعهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، إن الوسائل الإخبارية التي تداولت أنباء وفاة ولي العهد، كلها مرتبطة بالحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وتستخدم مصادر مجهولة أو تستشهد بتقارير لم يتم التحقق منها.
وأضاف: “على سبيل المثال، ادعت صحيفة “كيهان” الإيرانية أن ولي العهد أصيب برصاصتين، واستشهدت الصحيفة “بتقرير سري تم إرساله إلى كبار المسؤولين في دولة عربية لم تسمها، وقد تم تداول هذه التقارير من قبل وسائل الإعلام العربية”.
وأشار مجيدار إلى أن الحرس الثوري لديه وحدة دعاية مخصصة، تركز على ولي العهد السعودي، مضيفا: “تسعى إيران إلى إظهار أن هناك انقسامات داخل العائلة المالكة السعودية، فولي العهد هو عدوهم ولذلك يحاولون تصويره على أنه ضعيف، وتصوير سياساته على أنها تأتي بنتائج عكسية”.
ونقلت الصحيفة عن الناطق السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ب.ج. كرولي، إن “الغياب المفاجئ عن الأضواء أدى إلى إثارة القيل والقال، ولكن التوتر بين السعودية وإيران عال للغاية، لذا ليس من المستغرب أن تستعر حرب الشائعات بين الطرفين”.
ويعتقد كرولي، في تصريحات لـ”واشنطن تايمز”، أن يكون ولي العهد قرر بعد فترة نشاط ملحوظة وزيارات دولية كثيرة خلال الفترة الماضية، أن يقلل من ظهوره، فبقاؤه خارج دائرة الضوء على الأرجح اختيار واع وليس نوعا من التطور الغامض”.
ويختتم كرولي: “إذا كان ولي العهد معرضا للخطر، فقد يكون عدم ظهوره الآن تصرفا منطقيا”.
وفي 21 من أبريل الماضي، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، يسمع فيها دوي إطلاق نار، زعم نشطاء أنها داخل أحد القصور الملكية الواقعة في حي الخزامي بالعاصمة السعودية الرياض.
لكن المتحدث الرسمي لشرطة منطقة الرياض، قال إنه عند الساعة 19:50 بتوقيت مكة، لاحظت إحدى النقاط الأمنية بحي الخزامى بمدينة الرياض، تحليق طائرة لاسلكية صغيره ذات تحكم عن بعد من نوع “درون”.
وأوضح المتحدث وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن ذلك النوع من الطائرات غير مصرح به، الأمر الذي اقتضي تدخل رجال الأمن والتعامل معها وفقا للأوامر.