مرايا – حققت قوات النظام السوري السبت تقدماً محدوداً على حساب الفصائل المعارضة في محافظة درعا في جنوب البلاد حيث تستمر الاشتباكات بوتيرة عالية منذ أيام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس عن قلقه الشديد ازاء التصعيد العسكري الأخير، بما في ذلك الهجمات البرية والقصف الجوي، جنوب غرب سوريا.
وبدأت قوات النظام الثلاثاء تكثيف قصفها على ريف محافظة درعا الشرقي ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة ضد الفصائل المعارضة في المحافظة الجنوبية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «حققت قوات النظام أول تقدم لها في المنطقة منذ التصعيد العسكري الثلاثاء بسيطرتها على قريتي البستان والشومرية في ريف درعا الشرقي».
ويتركز القصف والاشتباكات حالياً عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، وتحديداً في ريف درعا الشرقي وأطراف السويداء الغربية.
وتهدف قوات النظام، على حد قول عبد الرحمن، إلى فصل الريف الشرقي بين شمال وجنوب «ما يسهل عملياتها ويزيد الضغط على الفصائل المعارضة ويتيح لها التقدم بشكل أسرع».
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «وحدات من الجيش خاضت خلال الساعات القليلة الماضية اشتباكات عنيفة مع الارهابيين في منطقة اللجاة» الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء، كما «حققت تقدماً على هذا المحور بعد القضاء على العديد من الإرهابيين».
من جهته أعلن الحرس الثوري الايراني امس مقتل احد جنرالاته في سوريا خلال مهمة تقديم استشارات للقوات الموالية للحكومة السورية.
وجاء في نبأ قصير اوردته وكالة انباء الحرس الثوري الايراني ان «الجنرال الميداني شاهرخ دائي بور استشهد في مدينة البوكمال في سوريا خلال مهمة تقديم استشارات» للقوات الموالية للحكومة السورية.
ولم تعط الوكالة اية معلومات حول ظروف مقتل الجنرال الذي عرفت عنه على انه قائد سابق لوحدة خلال الحرب الايرانية-العراقية (1980-1988) واصيب خلال هذا النزاع قبل ان يتولى مناصب متعددة في سلاح المدفعية.
وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية. وتستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية الى المنطقة.
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس امس عن قلقه الشديد ازاء التصعيد العسكري الأخير، بما في ذلك الهجمات البرية والقصف الجوي، جنوب غرب سوريا.
وقال بيان صدر باسم غوتيريس ان «الهجمات قد أسفرت عن تشريد آلاف المدنيين، الذين يتجه معظمهم إلى الحدود الأردنية» وان «الامين العام يشعر بالقلق أيضا إزاء المخاطر الكبيرة التي تمثلها هذه الهجمات للأمن الإقليمي.»
وأقر غوتيريس بالوضع الهش للمدنيين جنوب سوريا ودعا « إلى وضع حد فوري للتصعيد العسكري الحالي» حاثا جميع أصحاب المصلحة على احترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ، بما في ذلك حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية.
وحول ترتيبات التهدئة ووقف إطلاق النار التي وفرت الهدوء النسبي في جنوب غرب سوريا خلال العام الماضي، حث غوتيريس الجميع على ممارسة ضبط النفس والتمسك بهذه الالتزامات على سبيل الأولوية.
وأفاد المرصد امس عن «تصعيد مستمر للقصف والاشتباكات في ريف درعا الشرقي والشمالي الشرقي»، وقد استهدف القصف الجوي والمدفعي قرى وبلدات عدة.
وأسفرت الإشتباكات وفق حصيلة للمرصد، عن مقتل ثمانية عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وإصابة 20 آخرين بجروح. كما قُتل في المقابل عشرة مقاتلين على الأقل من الفصائل المعارضة.
وتسبب قصف قوات النظام منذ الثلاثاء بمقتل 18 مدنياً، وفق المرصد، الذي وثق أيضاً نزوح أكثر من 12 ألف مدني خلال ثلاثة أيام فقط غالبيتهم من ريف درعا الشرقي.
وطال القصف الصاروخي مدينة درعا التي تتقاسم الفصائل المعارضة وقوات النظام السيطرة عليها.
وقد استهدفت قوات النظام، وفق المرصد، الجمعة «بلدة حراك بالبراميل المتفجرة، لتكون المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا السلاح في درعا منذ عام».
وتعد محافظات درعا والقنيطرة والسويداء احدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أميركية في تموز الماضي، لتشهد منذ ذلك الحين توقفاً كاملاً في الأعمال القتالية.
وتسيطر الفصائل المعارضة على سبعين في المئة من مساحة القنيطرة الحدودية مع اسرائيل وكذلك محافظة درعا التي تعد مهد الاحتجاجات السلمية التي انطلقت ضد النظام في العام 2011. ويقتصر وجودها في السويداء على أطرافها الغربية المحاذية لريف درعا الشرقي.
وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على سلامة مئات الآلاف المدنيين، وتقدر وجود نحو 750 الف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد.