مرايا – ذكر الأمين العام لـ’حزب الله’ اللبناني، حسن نصر الله، أن مناقشة موضوع العلاقات مع سوريا ستبدأ في لبنان على مستوى السلطات بعد تشكيل الحكومة في البلاد.
وانتقد نصر الله، في كلمة ألقاها خلال مهرجان الذكرى السنوية الأولى لعيد التحرير الثاني ‘شموخ وانتصار’ الذي أقيم في الهرمل في البقاع اللبناني، موقف الأطراف الرافضة لإعادة العلاقات بين بيروت ودمشق إلى مستواها الطبيعي، وتابع متسائلا: ‘هل من مصلحة لبنان الوطنية عودة النازحين السوريين بكرامة أم لا؟ وهل اللجوء إلى معبر نصيب لتصدير المنتجات اللبنانية مصلحة وطنية أم لا؟’.
وفي تعليقه على البيان الوزاري حول مطالبة بعض القوى السياسية، على رأسها ‘حزب الله’ وحركة ‘أمل’ الشيعيين، بإدراج مسألة إعادة العلاقات بين بيروت ودمشق إلى حالتها قبل الحرب السورية كشرط لتشكيل الحكومة، صرح الحريري بحزم: ‘إذا كان الآخرون يصرون على عودة العلاقات اللبنانية السورية من باب معبر نصيب.. فعندها لن تتشكل الحكومة، وأقول هذا بكل صراحة’.
وقال نصر الله: ‘ما زلنا نراهن على الحوار الداخلي في تشكيل الحكومة لكن الوقت يضيق ويجب المسارعة لمعالجة الأمر’.
دعا نصر الله للإسراع في تشكيل الحكومة لمعالجة الوضع الاقتصادي والسياسي والإقليمي، معتبرا أنه لا ينبغي طرح عقد جديدة أمام هذه العملية مثل مضمون البيان الوزاري أو العلاقات مع سوريا.
ولمح نصر الله في هذا السياق بأن ‘حزب الله’ لن يطالب بإدراج مسألة عودة العلاقات بين لبنان وسوريا في البيان الوزاري، وأوضح: ‘موضوع العلاقات مع سوريا نناقشه في الحكومة بعد أن تتشكل’.
ورفض رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، الذي يتزعم تيار ‘المستقبل’ السياسي، قطعيا إعادة العلاقات مع السلطات الحالية في دمشق.
ودعا البرلمانيون من ‘أمل’ و’حزب الله’ في أكثر من مناسبة إلى ضرورة عودة العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، خاصة بعد سيطرة القوات الحكومية السورية على معبر نصيب مع الأردن، حيث عاد الحديث في لبنان عن إمكانية إعادة تصدير المنتجات والبضائع اللبنانية عبر هذا المنفذ الذي كان قبل اندلاع الحرب الشريان الحيوي الأساسي لمرور الصادرات اللبنانية تجاه أغلب الدول العربية لا سيما الخليجية منها.
وتوترت العلاقات السياسية بين لبنان وسوريا بعد اتهام الحريري السلطات في دمشق بقتل والده، رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، الذي اغتيل بتفجير انتحاري في فبراير 2005.
وانقطعت العلاقات بين البلدين بشكل تام عقب اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، حيث توقف الاتصال بين الحكومتين منذ ذلك الحين ما عدا وزراء ‘حزب الله’ وحركة ‘أمل’.